أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة هانوفر، عاصمة ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، حكمها في جريمة أسرية غريبة من نوعها، وقضت بالسجن على شاب سوري بالسجن 3 أعوام و3 أشهر، بعد أن اعتدى على زوجته ووضع حياتها وحياة ابنته الجنين في بطنها للخطر.وكان الشاب مامو أ. (23 عاماً) قد دخل في شجار مع زوجته (21 عاماً)، التي كانت في أسبوع حملها الثاني عشر، في شهر شباط الماضي، فحمل سكيناً وطعنها 13 مرة في ظهرها وذراعها وساقها، قبل أن يقوم بالاعتناء بجراح الزوجة والاتصال بالإسعاف. وذكر موقع صحيفة “بيلد” أنه فعل ذلك عندما وعدته بأن لا تخبر الشرطة بالأمر.
ورغم أنها كانت مصابة بجراح مهددة للحياة، استطاع الأطباء إنقاذها حياتها، وانجبت مطلع شهر أغسطس/آب الماضي طفلة معافاة.وأدانت المحكمة “مامو” بجرم إلحاق أذى بدني خطير فقط، ولم تأخذ بعين الاعتبار اتهامه بمحاولة الإجهاض. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ينس بيك المتحدث باسم المحكمة قوله إن الرجل كان سعيداً بالطفلة. وأوضح بيك أن اتصاله بالإسعاف، كان من بين أسباب عدم الحكم عليه بعقوبة أشد من تلك الصادرة حالياً.
وكان الزوج قد اعترف خلال المحاكمة بالجريمة، وعبر عن ندمه لارتكابها.وكانت النيابة العامة قد طالبت بالحكم عليه بالسجن 3 أعوام و9 أشهر، فيما أيدت جهة الدفاع الحكم عليه بالسجن عامين مع وقف التنفيذ ووضعه تحت المراقبة.
وكان الأمر الذي أدى إلى حدوث الجريمة بحسب المحكمة، رغبة الضحية في الانفصال عن زوجها، وقولها له أنه لن يرى الطفل أبداً.وقدم مامو أ، بحسب صحيفة “هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ”، عبر تركيا كلاجىء إلى ألمانيا في العام 2015.وقال للمحكمة في جلسة سابقة إنه نجح في البكالوريا في العام 2012، وبدأ بالدراسة في الجامعة، ثم تعرض لاحقاً للتعذيب في سجن عسكري. ثم انضم للقتال مع البشمركة الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، على حد قوله.
زواج إسلامي
وبعد أن أحب هو والشابة الألمانية بعضهما، اعتنقت الأخيرة الإسلام وتزوجته وفقاً للشريعة في العام 2016.وكان من بين الوقائع الصادمة خلال المحاكمة رفض الضحية الشهادة ضده وقولها في الجلسة الأولى للمحاكمة التي حضرت إليها مع ابنتها الموجودة في عربة الأطفال، إنهما يريدان تثبيت الزواج في دائرة الأحوال المدنية. أي أن الجاني والضحية استأنفا علاقتهما مجدداً.
الزوجة أيضاً ستواجه محاكمة لأنها اتهمت زوراً صديقها السابق، الذي يجمعهما طفل من علاقة سابقة، بالجريمة وظل الشاب، الذي يدرس في التدريب المهني، مسجوناً مدة أسبوع ظلماً، قبل أن تنكشف الحقيقة.وكان المعلقون الألمان على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مجمعين على استنكار عودة الزوجة للشخص الذي اعتدى عليها، معبرين عن قلقهم على الطفلة.فتساءلت ميشائيلا ه.، على صفحة موقع نويه أوسنابروكر تسايتونغ، عن الخلل العقلي الذي تعاني منه السيدة، الذي جعلها ترتبط بعلاقة مع رجل طعنها 13 مرة.
ودعا رجل يدعى كريس في تعليق (221 إعجاب وتفاعل) على صفحة موقع بيلد إلى تجريد الزوجين من حق الاعتناء بالطفلة، فوراً إن أمكن وقبل فوات الأوان، مشيراً إلى أن الشابة محتاجة للدخول لمصح عقلي جراء تصرفاتها. الأمر الذي اتفقت فيه معلقة أخرى عليه تدعى سينا (153 إعجاب وتفاعل) قائلة إنها لا تستطيع أن تتعاطف مع مثل هذه الامرأة.وتساءلت معلقة أخرى تدعى ساندرا كيف يمكن للمرء أن يكون غبياً إلى هذه الدرجة، مشككة في قدرة الشابة على تربية الطفلة، آملة في تدخل مكتب رعاية الأطفال.
وقال معلق يدعى غيورغ (407 إعجاب وتفاعل)، إنه لن يتفهم أبداً ما الذي يدفع بعض النساء بأن يسمحن بالتعامل معهن على هذا النحو، متسائلاً عن سبب مسامحتها مثل هذا “الشيطان” وتدمير حياة شخص آخر إلى جانب ذلك، متهماً إياها بتفضيل الشاب الذي اقترب من قتلهما على طفلتها، قائلاً إن مثل هذه الأم لا تستحق السماح لها أن يكون هناك طفل تحت رعايتها.
[email protected]
أضف تعليق