بيان للرأي العامّ - تجلّي الحقيقة الأرثوذكسيّة
إلى أبناء شعبنا الكرام.
إلى أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة الأعزّاء.
على جبل طابور (في 18/8/2017) انطلقت الخطوة الأولى في الحراك الشعبيّ المبارَك الذي يسعى إلى الحفاظ على الأوقاف الأرثوذكسيّة من سوء تصرّفات البطريرك ثيوفيلوس والـمَجمع المقدّس، بعد أن تحوّل هذا البطريرك إلى تاجر عقارات وسمسار لأوقاف الكنيسة الأرثوذكسيّة، وذلك عبْر سلسلة من صفقات وتصفيات للأملاك في أماكن شتّى في البلاد -وهو الذي يُفترَض فيه بالطبع أن يكون الحارس الأمين على الأوقاف.
بعد انكشاف هول صفقات البيع، وآخرها صفقة الطالبيّة، تَنادى عدد من الإخوة من أبناء الكنيسة ومن ممثّلين لهيئات منها، وقرّروا البدء بنشاطات احتجاجيّة أوّلها الصعود إلى جبل طابور، عشيّة عيد التجلّي الإلهيّ، ليؤدّوا الصلاة في ساحة الدير وليعبّروا بالطريقة المشروعة الرصينة الهادئة عن معارضتهم واحتجاجهم على ما تقوم به البطريركيّة، وليطالبوا بكَنْس مَن يخون الرسالة المقدّسة، فلبّت الدعوةَ مجموعةٌ مبارَكة من الغيورين الناشطين والمهتمّين بهذه القضيّة. في المقابل، تجهّزت البطريركيّة وقامت مسبقًا بالاتّصال بالشرطة، فقام مركز شرطة العفّولة باستدعاء ثلاثة من المنظِّمين محاولًا تهديدهم، فرفضوا التهديد وكان الردّ القاطع: "إحْنا مْنِتْهَدَّدِشْ"! 

في ما بعد، في مدخل الدير، ليلة عيد التجلّي، كان رجال الشرطة في الانتظار ترافقهم فرقة من الوحدة الخاصّة، إضافةً إلى عشرات العناصر من شركة حراسة خاصّة مَنَع أفرادُها المحتجّين من الدخول إلى ساحة الدير، بذريعة أنّهم يرتدون قمصانًا كُتِب عليها ما يسيء إلى المكان والمناسَبة ("بيتي بيتَ صلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" -هذا الكلام المقتبَس من إنجيل متّى هو الذي طُبِع على تلك القمصان!)، فتدخّل رجال الشرطة والوحدة الخاصّة وهدّدوا باعتقال المشاركين في الاحتجاج، ولكنّهم تراجعوا إزاء التفاف وتكاتُف الناشطين وردودهم الموضوعيّة المتّزنة. فضلًا عن هذا، كانت الشرطة قد منعت بعض الصحفيّين وعشرات المحتجّين من الصعود إلى الجبل.
وقد تخلّل ذلك النشاطَ الاحتجاجيّ، الذي استمرّ لساعات، رفْعُ شعارات بعدّة لغات تُدين البطريرك وتصرُّفه المفرِّط والـمُهين، وتوزيعُ منشور بآلاف النسَخ كُتِب بثلاث لغات (العربيّة واليونانيّة والروسيّة) خاطب أبناءَ الكنيسة المحلّيّين والحجّاجَ الأجانب الذين توافدوا بالآلاف إلى المكان. وقد تضمّن ذاك المنشور الذي وُزّع على الوافدين إلى الدير صورًا عن توقيع البطريرك على بعض الاتّفاقيّات المثيرة للاستنكار. وممّا جاء فيه:
(( أيّها المؤمنون الكرام. أنتم الآن تزورون هذا المكان المقدّس، ولكن لشديد الأسف ليس هنالك ما يضمن أن تتمكّنوا لاحقًا من أن تحجّوا إليه وملْكِيَّتُهُ في يد الكنيسة؛ وذلك أنّ ما باعته وتبيعه البطريركيّة من أملاك الكنيسة في أماكن أخرى، في القدس وطبريّا ويافا وغيرها، يجعل هذا المكان وغيره عرضة لخطر التآمر والضياع))...
بمساندة الشرطة ورجال الحراسة، منعَ البطريرك أبناءَ الكنيسة العرب أصحاب المكان والأرض من المشاركة في القدّاس، بينما سُمِح ذلك لغيرهم من الأجانب دونما عراقيل. أمّا في المؤتمر الصحفيّ الذي عقده البطريرك نفسه في عمّان قبلذاك بأيّام، فقد اتّهم السلطات الإسرائيليّة بالعمل ضدّ البطريركيّة. في الأردنّ يشتكي إسرائيل، وفي جبل طابور يستنجد بها لتحميه من غضب أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة العرب!
أيّتها الأخوات. أيّها الإخوة.
إنّنا إذ نعتبر ثيوفيلوس منزوع الصلاحيّات كبطريرك، ولا نُوْليه أيّة ثقة، نثمّن عاليًا موقف غبطة البطريرك ميشيل صبّاح ونعتبره موقفًا لاهوتيًّا وطنيًّا جامعًا. وندعو جميع المرجعيّات الروحيّة في بلادنا إلى دعم حراكنا واستنكار البيع والتفريط، وبخاصّة الكنائس الرسميّة الصامتة. ومن جميع أبناء شعبنا نطلب المشاركة الفاعلة في هذا الحراك بشتّى أشكالها؛ فأصحاب الحقّ هم كذلك أصحاب الحلّ. ولا بدّ أن نذكّر أنّ من أهمّ المطالب التي نسعى إلى تحقيقها: انتخاب إدارة تمثيليّة ديمقراطيّة للكنيسة؛ وضع نظام إداريّ ماليّ يضمن الشفّافيّة؛ تعديل الدساتير والقوانين بحيث يُنَصّ فيها على منع بيع أملاك الكنيسة منعًا باتًّا، وأمّا تأجيرها فيكون لأهداف استثماريّة وبشروط صارمة مع ضمان الشفّافيّة.
معًا نحو تحرير أملاك الكنيسة وصيانتها.
كنيستنا وأراضي الأجداد غالية علينا، وتستحقّ أن نضحّي من أجلها.
لا نقبل أن يأتي يوم يتعيّب فيه بِنا الأبناء والحَفَدة لأنّنا - لا سمح الله ولا قدّر! - فرّطنا بحقّنا وادّعينا متذرّعين أنّ مَطالبنا العادلة من غير الممكن تحقيقها.
ورحم الله مَن قال: "الإنسان إرادة".
مجموعة الحقيقة
المجلس المركزيّ الأرثوذكسيّ
21/8/2017
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]