في أجواء إيمانية روحانية خاشعة أُقيمت شعائر صلاة الجمعة المباركة بجامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة حيث استهلها القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم بصوته الرائع الشجي، ثم تلاه الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وقدم الدرس وافتتحه بحمد الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتناول التحدث عن موضوع الصدق وفضائله وما له أهمية في بناء مجتمع متماسك قائم على الثقة والتفاهم بين أفراده، وقال: "ما رأيت أنجى من الصدق وحديثنا في هذا اليوم المبارك عن الصدق في زمن فشى فيه الكذب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (لا تقوم الساعة حتى يقال في بيت فلان رجل أمين صدوق)، والصدق أساس في الدين، وعندما سئل النبي عليه الصلاة والسلام قيل هل المؤمن يسرق؟ قال ممكن يسرق، هل يقتل؟ ممكن، هل المؤمن يفعل كذا؟ نعم يفعل، هل المؤمن يكذب؟ وقف قال الكذب لا".
وأشار إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان خليفة ورفع حد السرقة بمقولته المشهورة (لو كان الفقر رجلًا لقتلته) وذكر من الفقر انتشرت السرقة وهناك أحياء فقيرة بأكملها في دول العالم تنتشر بها السرقات والقتل والمخدرات وقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (عجبت ممن لا يجد قوت يومه) وطبقات المجتمع، وبين أن الكذب هو سبب كل كارثة والكذب أساس خطيئة مستشهدًا بالآية الكريمة ((اتقوا الله وكونوا مع الصادقين))، منوهًا أن الخليفة أبو بكر أخذ مرتبه الصديق دون أحد سواه من الصحابة وعندما مدح الله سبحانه وتعالى مريم عليها السلام مدحها بالصديقة صدقت كلمة الله والصديق منزلة أقرب إلى النبوة وأشرف الخلق بعد رسول الله أبو بكر الصديق، وفاطمة الصديقة، وحث على غرس صفة الصدق في النفوس.
وفي الخطبة بعد مقدمة الحمد والثناء والشهادة بالله سبحانه وتعالى والرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم تابع فضيلته الموضوع وكان ملخصها من يصدق الله يصدقه الله وأهمية الصدق مع الله سبحانه وتعالى ونماذج من صدق الصحابة رضي الله عنهم.
وتطرق إلى مناجاة داوود عليه السلام وملاك ساجد لا يرفع رأسه إلا يوم القيامة ورجل أعرابي مشرك جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام امن به، وأكد أن أرقى أنواع الصدق أن نصدق مع الله سبحانه وتعالى، ولفت إلى الصحابة رضي الله عنهم عندما شاهدوا أبو بكر دون غيره قالوا (يا رسول الله ما السر في ذلك) قال (ما سبقكم أبو بكر بكثرة الصدق مع الله) وداوود عليه السلام يناجي الله سبحانه وتعالى من أين يأتي بالحسنات؟ بالصدق والنية مع الله سبحانه وتعالى وحديث (سبق درهم مائة ألف درهم) وحديث (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل حتى يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار)، وحديث (لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب صديقًا ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب كذابًا)، وعندما أسري بالنبي عليه الصلاة والسلام ليلًا من المسجد الحرام إلى بيت المقدس انتشر الخبر واجتمعوا أعداء الدين يجعلون أقرب الناس إلى النبي يكذبه ذهبوا إلى أبو بكر الصديق.
واختتم: "قيمة الصدق نحن في مجتمعنا العربي بالذات والإسلامي بالذات أحوج أبنائنا ما يكون إليه نغرس نذوت في نفوس أبنائنا وبناتنا قيمة الصدق والنبي لخص المعنى قال (الصدق منجاة والكذب مهلكة)".
[email protected]
أضف تعليق