حفل التخرّج تضمّن توزيع شهادات تميّز وجوائز مالية على الخريجين المتفوّقين، من ضمنهم الطالبتين العربيتين مودّة ابو جابر وبيان حسونة

احتفلت مدرسة الفنون "همدراشا" في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل بتخريج فوج جديد من الفنانين في مختلف التخصّصات كالفنون التشكيليّة والرسم والتصوير والاخراج والنحت وغيرها، وذلك بمشاركة الأهالي والأصدقاء والمحاضرين والطاقم الاداري والعديد من الفنانين المعروفين والشخصيات العامّة. وقد حصل الخريجون على شهادات اللقب الأوّل بالاضافة إلى شهادات التدريس في مجال الفنون. ويشار إلى أنّ الفوج لهذا العام تضمّن سبع خرّيجات عربيّات، يشكلنّ قرابة ربع مجمل الخريجين. وتضمّن الحفل كذلك توزيع شهادات تميّز وجوائز ماليّة على الخريجين المتفوّقين، ومن ضمنهم الطالبتين العربيتين، مودة ابو جابر التي حصلت على جائزتين لتميّزها في مجال الفن وتميّزها في مجال التربية ونشاطها في اطار التدريب العملي داخل المدارس، وبيان حسونة التي حصلت على جائزة لتميّزها في مجال الفن.

وتضمن حفل التخرج اقامة معارض للخريجين، عرضوا فيها أعمالهم الفنيّة التي تناولت العديد من الموضوعات والمضامين ذات المدلولات والمعاني القيّمة والتي تجمل أربع سنوات من التعليم الأكاديمي. وقد أثنى المهتمّون ومتذوّقو الفن على المستوى الرفيع والقيمة الفنيّة العليا لهذه الأعمال، مؤكدين على أنّها تبشر بمجموعة واعدة من الفنانين الاستثنائيّين القادرين على الارتقاء بالفن المحلي على المستوى العالمي.

ويذكر أنّ كليّة الفنون همدراشا، هي إحدى أعرق الكليّات في البلاد، وقد احتفلت هذا العام بالذكرى السبعين لتأسيسها. وهي مؤسّسة رائدة في المجال الثقافي والتربوي والفني في البلاد، تخرّج فيها كبار الفنانين بشتّى التخصّصات الفنيّة. وتدمج الكليّة ما بين التعليم النظري والعملي، وتخرّج سنويًّا افواجًا من الفنانين المبدعين ذوي الافاق اللامحدودة والمدرّسين اللامعين في نفس الوقت، اذ تمنح اللقب الأوّل وكذلك شهادة تدريس في مجال الفنون، كما تمنح أيضًا اللقب الثاني في التربية للفنون. ويعتبر التنوّع الفكري والتعدّدية أحدى حجارة الأساس التي تقوم عليها الكليّة، الأمر الذي يعزّز مكانتها كحاضنة للابداع والتميّز والحريّات.

وبشأن معارض الخرّيجات العربيّات، فقد تناول معرض الخرّيجة وردة بشارة، ابنة مدينة الطيرة، تحت عنوان "قمر 14" الرّبط بين المرأة والقمر من الناحية الجماليّة واكتمال كل منهما في دورتهما الشهريّة. وقد قامت بتصوير القمر على مدار شهر كامل بكل اشكاله، كما صوّرت فتاة في حالات نفسيه متغيره من الفرح والغضب والحزن، لتدمج بعدها صور القمر والفتاة معًا.

ومن ناحيتها، نقلت بيان حسونة، ابنة مدينة اللد، تجربتها الشخصيّة من خلال معرضها الذي يعكس الواقع الذي عاشته بوجود والدها، فاقد حاسّة السمع، والعلاقة المميّزة التي نشأت بينهما وطرق الاتصال المثيرة بين الأب وبقيّة أفراد العائلة. وقد نقلت بيان هذه التجربة من خلال النحت على الخشب وبدمج أصوات تعبيريّة وفيديو.

وبدورها نقلت مي زبيدة، ابنة مدينة اللد، هي الأخرى، من خلال معرضها، تجربة شخصيّة مع جارتها التي تعرّضت لحادث وفقدت بصرها بعين واحدة، بحيث يعكس المعرض المعاناة والأزمات النفسية والجسدية التي عاشتها الفتاة بواسطة رسومات تعبيريّة.

مودّة أبو جابر، ابنة مدينة الطيبة، تقول إنّ معرضها هو انعكاس لمشاعرها وهويتها الذاتيّة، وقد استخدمت حجارة الطوب في بناء معروضاتها الفنيّة وهي مادّة غير مألوفة تطلب العمل عليها الكثير من الجهد والوقت، الا أنّها عملت على تحضير المعرض بسعادة كبيرة وهي تشعر بالرضى بهذا الانجاز الذي شدّ انتباه الجميع من المختصين في مجال الفن والأشخاص العاديين.

ميسم صرصور، ابنة مدينة كفر قاسم، دمجت في معرضها ما بين الحلم والواقع، إذ يتشابك في حياتها الاثنين معًا، وتقول ميسم إنّ عملها على المعرض منحها الكثير من القوّة والثقة وهو بمثابة نقطة تحوّل في حياتها، إذ عايشت ولامست كيف أنّ اخراج تخبطاتها وتجاربها إلى العلن من خلال العمل الفني من شأنه منحها القوّة وتثبيت عزيمتها.

وبجانبها، عرضت زهرة حسونة، ابنة مدينة اللد، لوحاتها الفنيّة على الأرض بدلا من الحيطان، والتي تنقل الحياة اليوميّة للنساء في الزمن الغابر والأدوات التي استخدمنها. وعن تجربة التعليم في "همدراشا" تقول زهرة إنّ فترة التعليم كانت محطة أساسيّة بالنسبة لها مكّنتها من التطور على الصعيد الشخصي والمهني والفني وكذلك الأكاديمي، وهي فترة مليئة بالتحديات والمتعة في نفس الوقت.

أمّا كوثر شعباني، ابنة مدينة الطيبة، فقد تمحور معرضها حول الاسم الشخصي الذي تحوّل إلى تهمة في يومنا، فهو مدعاة للتفرقة والتمييز سواء على الخلفيّة الطائفيّة، القوميّة، الدينيّة وغيرها، ومن خلال الاسم الشخصي يتم اطلاق الأحكام المسبقة وتحديد الهويّة واختزال الانسان بزجّه في خانة معيّنة. وعن كليّة الفنون "همدراشا" تقول كوثر أنّها بيت صغير يجمع داخله العالم بأسره، وهي حضن كبير تمكّن الفرد من الانطلاق والوصول إلى أبعد الحدود.




 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]