تشهد البلاد بشكل شبه يومي وقوع حوادث سير على الطرقات، حيث تندرج جملة من تلك الحوادث على انها حوادث صعبة ومميته في معظم الأحيان، كما وان للمجتمع العربي في البلاد حصة الأسد من الضحايا والاصابات التي تحصدها تلك الحوادث .
ورغم ان الطريق هي مكان عام وان لها حرمة وان لاستخدامها قوانين ، الا ان عددا كبيرا من السائقين يجهلون تلك الحقيقة ، ولا يدركونها حتى يدفعوا ثمن اخطاءهم ، وما يزيد الامر تعقيدا حين يلقى اللوم على القدر واتهامه بأسباب الحادث ، رغم ان الحقيقة تكمن في مدى حرص السائق وانتباهه وحسن استخدامه للطريق الا اننا مجتمع ما زال يقول ما حصل هو قضاء وقدر وليس خطأ قد ارتكبه السائق .
حوادث الطرق في البلاد والتي شكّلت قضية خطيرة تحصد أرواح الناس في مجتمعنا ، باتت ثقافة نجهلها حين انشغلنا وغرقنا في هموم الحياة، حتى اصبحنا عرضة لحوادث طرق لا ندري على من الدور والى اين ومن سيقع فيها، وحين تصبح المآذن عاجزة عن ردع الشباب في ارتكاب حرب الشوارع ، والامام في المسجد لا يجد اذانا تصغوا لتلك المخاطر نلقى الموت على الطرقات .
القضاء والقدر لمواساة الجراح
في هذا السياق تحدث مراسلنا الى فضيلة الشيخ محمد كايد نجار امام المسجد القديم في عرابة قال: نحن لا ننكر وجود القضاء والقدر، ولكن مفهومنا لذا المصطلح اصبح يواسي جراح مجتمعنا حين نقع في كارثة او مصيبة ، وحوادث الطرق هي فعلا آفة وكارثة تحصد أرواح عزيزة على أهلها ، وهذا قبل ان يكون قضاء وقدر فهو سوء استخدام للطريق وعدم الحرص على السياقة بحذر والحفاظ على السلامة العامة .
وقال فضيلة الشيخ محمد: للأسف ان الوسط العربي له حصة الأسد مما تحصده تلك الحوادث ، وهذا بسبب قلة التوعية الكافية للأجيال الشابة ، فالاهل في البيت لا يأخذوا الدور الصحيح في تربية أبنائهم على احترام الطريق وثقافة القيادة ، كذلك الامر داخل المدارس والاطر التربوية التي من شانها ان تعلم وتثقف أبنائنا على مثل هذه القضايا ، كما وان هناك العديد من المؤسسات التي يجب ان تلعب دورا هاما للحد من قضية حوادث الطرق ، ولكن للأسف قلّ ما نسمع عن نشاط او برامج ثقافية حول قضية حوادث الطريق وحول حسن استخدام الطريق .
وأضاف فضيلته: الامام في المسجد لا يملك سلاحا يمكنه من محاربة واجتثاث هذه الافة ، فهو لا يملك سوى منبرا واحدا وله كلمة واحدة في خطبة يوم الجمعة ، وللأسف مجتمعنا غارق بالقضايا والآفات الخطيرة ، حيث يجد الامام نفسيه في حيرة عن أي موضوع يتحدث ، كما وان الشيخ لا يستطيع ان يصل الى جميع شرائح المجتمع وبالتالي تبقى مسؤولية الامام في المسجد هي الاحتمال الأضعف في مجابهة تلك الآفة . ولكن ما زلنا لا نعوّل على دور المؤسسة الحاكمة التي تريد لنا ذلك وانما نستطيع القول ان على الاهل في البيت ان يأخذوا دورهم وان كل من له شان ويستطيع الحد من تلك الحوادث ان يتقدم وان يضع نفسه لحل تلك القضايا .
وتابع: الطريق لها حرمة ، واستخدامها يدل على مدى اخلاق من يمشي بها ، فالطريق ليس مكان خاص او ملك خاص ، ويجب علينا اخذ الحيطة والحذر لكي نحفظ سلامتنا وسلامة العامة ، وان نتذكر دائما ان القضاء والقدر هو الاخذ بالاسباب والحيطة والحذر قبل وقوع الحادث وليس القدر حين تقع المصيبة .
[email protected]
أضف تعليق