يعيش في قرية أبو غوش القريبة من القدس نحو 8000 مواطن. فهي قرية صغيرة، مشهورة في إسرائيل بفضل مطاعم الحمص الشهيرة فيها. يزور يهود كثيرون القرية في كل يوم سبت مطاعم القرية، ولكن يتضح في وقتنا هذا أن ليس كل اليهود الذين يزورون مطاعمها يغادرون القرية عند الانتهاء من تناول الوجبة، بل يتضح أن جزءا منهم بدأ يعيش في القرية ذاتها.
وفق التقديرات، هناك 70 حتى 80 شقة تقريبا مستأجرة على يد يهود، وهذا الرقم آخذ بالازدياد. بدأت موجة الهجرة اليهودية إلى أبو غوش قبل عشرين عاما. إذ بدأت حينها عائلات يهودية تفحص إمكانية العيش فيها.
وتقع القرية في موقع استراتيجي جدا وهام من حيث إدارة الأعمال أيضا. فمن السهل الانتقال منها إلى مدينيين مركزيتين في إسرائيل وهما القدس وتل أبيب. إضافةً إلى ذلك، فإن سعر إيجار الشقق منخفض مقارنة بسعرها في المدينة.
وأجرت الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" مقابلة مع بعض سكان أبو غوش اليهود. شارك فيها شاب يهودي عمره 24 عاما ويسكن في قرية أبو غوش مع شريكة حياته، وقال "لو بحثنا عن شقة في مركز القدس فسنجد أن سعرها ضعفان. فنحن ندفع 560 دولار (2.000 شيكل) مقابل شقنتنا مقارنة بـ 1260 دولار (4.500 شيكل) في القدس". وقال فيما يتعلق بالانخراط في المجتمع المحلي: "أتلقى مساعدة من سكان القرية عند الحاجة".
وانتقلت ساريت ليفي اليهودية قبل 15 عاما للعيش في قرية أبو غوش وكانت الأولى التي تصل إليها. وفق أقوالها "كان زوجي المرحوم من سكان مفتسيرت تصيون (قرية يهودية قريبة من أبو غوش) وعاش فيها لسنوات طويلة وعرف الكثير من سكان أبو غوش. فاقترح عليّ أن ننتقل للعيش في أبو غوش. فاستجبت لطلبه وأنا راضية جدا عن هذه الخطوة وعن جيراننا. منذ أن انتقلت للعيش هنا، لم أتعرض لمعادة أبدا ولم أشعر بالتمييز بين اليهود والعرب. فأنا أتحدث العربية وكذلك كان زوجي المرحوم يجيدها، مما ساعدنا على الانخراط جيدا في القرية. نحظى باحترام ومحبة فيها. ودليل على هذا أنني أعيش فيها منذ 15 عاما".
وتوضح السيدة ليفي قائلة: "نشعر بأننا جزء من سكان القرية وهذا أهم من سعر الشقة. فالسكان اليهود والعرب أصدقاء جدا. تشهد القرية تعايشا حقيقيا. عندما فقدت زوجي شعرت بخوف من البقاء وحدي هنا. وقال لي كل أفراد العائلة والأصدقاء: عليك مغادرة القرية، فأنت يهودية في مجتمع عربي. لكنني لا أشعر بأي معادة. بل أشعر أنني أعيش بأمان هنا".
ويعتقد رئيس مجلس أبو غوش، عيسى جابر أن السكان اليهود هم جزء لا يتجزأ من سكان القرية. "ليس واضحا لي لماذا أصبحت الأمور العادية والطبيعية مشهدا استثنائيا. إن العيش المشترك بين العرب واليهود ليس جديدا. فعاش اليهود والعرب حياة رائعة على مر التاريخ.
المصدر: المصدر
[email protected]
أضف تعليق