لا زالت الطيبة مصعوقة من مقتل المربيّة نادية برانسي اثر تعرضها لعيارات نارية طائشة لم تمهلها نفسا واحدا وأدت الى مقتلها على الفور.
وحتى الان، لا يعرفون في الطيبة، السبب لذلك ولا زال سكانها في هول الصدمة والفاجعة الكبيرة.
وتعمّ الوسط العربي، حالة من الغضب والسخط في اعقاب تفشّي العنف والسلاح.
يذكر بانّه منذ الشهر الفائت، قتل ما يقارب 7 أشخاص من بينهم نساء.
رصاصة طائشة
أخ القتيلة - الشيخ عبد المعز أبو راس بحديثه مع موقع بُكرا:" المصاب كبير وهذا قدر الله ان تتسبب رصاصة طائشة بقتل شقيقتي التي اصابتها فجأة في صدرها حين كانت في ساحة منزلها وقتلتها، وهذه الحادثة قد تحصل مع كل واحد منا".
اما عن حيثيّات الحادثة، يقول:"الرصاصة ليست طائشة كما يقولون، هذه رصاصة قاتلة، والرصاص لا يطيش إنما يقتل ويميت، ومُطلق هذه الرصاصة اقل ما يقال عنه، انه مجرم، وسوف يلقى الله كمجرم سلب حياة إنسان كان آمنا في بيته ولا تربطه اي صلة بأعمال العنف".
واستطرد حديثه قائلا:" متفاجئين من مقتل انسان ازاء اطلاق نار وهو في بيته، اذا لم تكن بيوتنا امنة فأين سنبحث عن الامان اذا؟ ما هذه المفارقة؟ وهنا لا نتحدث عن مشاكل وعن عالم سفلي او حتى مجرمين، نحن نتحدث عن مقتل انسانة شريفة كانت بمنزلها!!".
ووجّه رسالة عبر "بُكرا" لمستخدمي السلاح، قال فيها:" ادعوكم الى الانتباه لحياة الناس وأرواحهم وان لا تعيثوا فيها فسادا، لم يعطكم احد الحق بان تسلبوا حياة البشر، اتركوا سلاحكم وعودوا الى احضان بلادكم قبلما تصبحوا قاتلين".
الشرطة تتحمل المسؤولية
واكمل حديثه قائلا:" انا اعلنها بانّني أُحمِّل الشرطة والسلطات، كامل المسؤولية عن تفشّي السلاح، عليكم جمع السلاح لانه فتّاك ويقتلنا فما هو مصدره ولمن يعود؟ لو كان هذا السلاح يستخدم ضد بلد سكانه يهود، لكان الامر مختلفا".
وانهى كلامه قائلا عن المرحومة برانسي:" الجميع شهد لها بدماثة أخلاقها ومعاملاتها الطيبة معهم طوال سنين، شقيقتي ربّت أولاد الجيران كأولادها وكانت ترعاهم، وتركت خلفها أولادا يشهدون لها بحسن تربيتها".
نراوح المكان في العنف
المحامي رضا جابر من مركز "امان" لمجتمع امن، قال بحديثه مع موقع بُكرا:" ما دمنا نراوح المكان، ونحن بموضوع مناهضة العنف ومظاهر الانفلات في مجتمعنا نراوح المكان، سيزداد وضعنا سوءا. معالجتنا لمواضيعنا هي سطحية جدا ، اعلامية، لا تحاول مواجهة الاسباب والمسببين بجرأة وحسم. آن اوان تحويل الحديث والبرامج الى فعل وعمل متواصل وتكاتف الجهود لذلك. ولكن يجب ان نتخذ القرار الصعب باننا لن نستطيع مناهضة العنف والانفلات الا بمواجهة المسببات والمسببين بحالة استنفار شعبي ومؤسساتي ينزل الى الشارع والعمل الميداني".
واضاف:"اقترحنا ان يتم تبني مشروع من مستويين: مستوى المسببين بمعنى ارغام الشرطة ومؤسسات فرض القانون ، المجالس المحلية وكل المؤسسات المرتبطة بذلك، بالقيام بواجبها بالكشف عن مصادر الاسلحة ومزوديها والعمل بصورة عينية بكل بلد وبلد بعمل شرطي جدي لجمع السلاح والقصاص من بؤر استعمالها وهي قادرة على ذلك".
وزاد:"نحن لا نضغط جيدا بهذا الاتجاه. وايضا، على كل المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية تبني خطة تعالج اسميا وعينيا الشباب المنخرطون في العنف وأعمال الفوضى ورصد، اسميا، اسماء الطلاب في المدارس والمتواجدين على حافة الجنوح والعمل لتأهيلهم، وايضا محاولة تأهيل السجناء المسرحين وضبط تصرفاتهم وتفعيل دور مكاتب الرفاه الاجتماعي، واقسام التربية والشبيبة..والخ، اعادة السيطرة على الشارع عن طريق تفعيل دوريات من المتطوعين او الشرطة المدينية تكون تحت اشراف السلطات المحلية لتعيد فرض القانون والنظام على الشارع".
واختتم كلامه قائلا:"المستوى الآخر هو اعادة بناء منظومة الاخلاق والتعاملات بين الناس عن طريق تفعيل برامج في المدارس، تأهيل الاهل في التنشئة التربوية والاجتماعية، تفعيل الاطر الدينية، الحزبية والاجتماعية لاحداث تفاعلات ايجابية على امتداد كل مجتمعنا. هذا جزء مما يمكن ويجب عمله. لم نبدأ بعد فلنبدأ، لتكن وصية ضحايا مجتمعنا لنا ان نقوم بواجب الدفاع عن مجتمعنا بدون تهاون وتخاذل".
[email protected]
أضف تعليق