أُقيمت أمس شعائر صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة، حيث افتتحت بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ سليم خلايلة، ثم قدم الدرس الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وقال: "ها هو اليوم الثامن والعشرون أيضًا أوشك على الرحيل وهي أيام شبيه بالحلم تأتي سريعًا وتذهب كذلك سريعًا لا يتوقع من الإنسان الكمال لأن الكمال فقط لله وحده حتى الأنبياء ليسوا كاملين وحديث النبي عليه الصلاة والسلام (كل ابن آدم خطاء)، وبعد ليلة القدر هناك صلاة العيد الذي النبي عليه الصلاة والسلام يقول في حقها (من قام ليلتي العيدين محتسبًا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) كذلك صدقة الفطر الذي لم يخرجها حتى الآن كما يقول الحديث (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)".
وأضاف: "الوضع الاقتصادي صعب جدًا عند كثير جدًا من الناس ولكن بالتعاون يجبر الخاطر إنطلاقًا من الآية التي يقول الله تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى)) والبر هو كلمة شاملة جميع أنواع الإحسان وفي سورة البقرة ((ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وأتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك هم المتقون))".
وتابع: "الإحسان الحقيقي ليس فقط الصلاة فحسب إنما ما بعد الصلاة يوجد روح الصلاة والتقوى هي أساس الدين حتى الصيام حتى العبادات جميعها حتى في الأضاحي ((لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)) الحكمة هذه كناية عن الطاعة لله وأيضًا النبي عليه الصلاة والسلام يقول (التقوى ها هنا) ويشير إلى صدره ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) والكثير من الآيات تحث المؤمنيين على التقوى ((يا أيها المؤمنين اتقوا الله))".
واختتم: "هذه الأيام المباركة أيام تشجيع وشحن الطاقة والهمة وعدم القنوط واليأس ورحمة الله أكبر واغتنامها بالأنفاس الأخيرة من رمضان الله يغفر ويسامح".
كما وألقى فضيلته الخطبة واستهلها بالحمد والشهادة بالله سبحانه وتعالى والرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال: "الميزة بصيامنا نحن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام عمن قبله من الشرائع أنه من صام هذا الشهر غفر ما تقدم من ذنبه بدء صفحة جديدة مع الله ثم يعبر هذا الشهر العظيم يوم الهدية كما سماه النبي عليه الصلاة والسلام وهو يوم العيد عيد الفطر الذي جعل ختام هذا الشهر منحة من الله لا توصف وكأن النبي يشبه يوم العيد بالطالب الذي اجتهد كل أيام السنة وأن نحسن الظن بالله لأننا صمنا لله وظمأنا لله وعطشنا لله والله أكرم وأعظم وأرحم وأجل من أن يخيب رجاء عبده به ونحن مطمئنون بإذن الله بأنه سيقبلنا والأحاديث والآيات بالعشرات تثبت أن الإنسان ضعيف خطاء ولكن خير الخطائين التوابون".
وحث استغلال الأيام المتبقية من رمضان بالاستغفار والذكر والدعاء وتلاوة القرآن وصلة الأرحام والصدقات ولو كان شيئًا قليلًا وليس مفروض التصدق بمبالغ طائلة (سبق درهم مائة ألف درهم) وأشار إلى مناجاة داوود عليه السلام لله سبحانه وتعالى كفة الميزان تبلغ السموات والأرض النية خالصة لله كلمة ابتسامة تدخل المسرة على قلب الإنسان تجبر خاطره الله يجازي من جنس العمل وعدم اليأس والمسلم يجب أن يكون شامة بين الناس شكلًا ومضمونًا وحديث النبي عليه الصلاة والسلام (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) وجلوس الصحابة مع الرسول يحدثهم عن سعة رحمة الله وعذاب الله وأن يكون الإنسان وسطيًا في كل شيء والحكمة تقول (لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار).
وأضاف: "هذا رمضان يلملم أوراقه كناية كأنه يلبس الآن حلته ثم يوشك أن يودعنا ووداعه إيانا مُر، المؤمن يفتقد صلاة التراويح يفتقد قيام الليل يفتقد تلاوة القرآن يفتقد الصدقات يفتقد لمة العائلة على طاولة واحدة يفطرون معًا هذه صورة جميلة راقية يفتقد التواصل التراحم لكن نحن أُمة مرحومة فيها الخيرات إلى يوم القيامة وسنظل لأننا أُمة موعودة بالخير عدم اليأس والقنوط والأمل موجودًا ما دام القرآن بيننا وسنة الحبيب المصطفى موجودة وستظل إلى قيام الساعة".
وتطرق إلى الاستغفار واستغلال ما تبقى من القلة القليلة من أيام رمضان والتفاؤل بالله وحسن الظن به والإقبال عليه وبث الأمل في حياة الناس كما يقول الحديث القدسي (أنا عند حسن ظن عبدي بي) والذي أرجع يوسف إلى أبيه يعقوب بعد أكثر من 33 سنه قادر أن يقبل الإنسان وأن يكون ايجابيًا وحديث النبي (المؤمن أليف يؤلف).
ونوه أنَّ صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي عليه الصلاة والسلام وليست فرضًا ووضح صدقة الفطر والصورة التكافلية الرائعة في المجتمع المسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد) وفي الختام دعا الله سبحانه وتعالى أن يجعل رمضان خير على الأمة وأن يجعل عيد الفطر السعيد على الكوكب الأرضي.
[email protected]
أضف تعليق