قامت الفنانة النصراوية سناء فرح بشارة تمثال مصنوع من ماده البرونز، تم تشكيله وبناءه خلال 7 اشهر. التمثال بارتفاع 185 عرض وعمق 80\70 ووزنة 220 كيلو، لمار شربل، وهو قديس شهير في لبنان.
تم في البداية بناء هيكل اولي من حديد، وبعد ذلك تم تشكيل وبناء الطين وهي اهم مرحله من ناحيه فنيه والتي تستهلك الكثير من الوقت لانه يجب الحفاظ كل الوقت على رطوبه الطين بالشكل الملائم وتشكيل تفاصيل دقيقة مثل الوجه واليدين. بعد الانتهاء من الطين من قبل الفنان يتم بناء قالب للتمثال من جابصين ويصب في داخله طبقه من الشمع المذوب وتاخذ شكل التمثال. بعد ان يبرد الشمع, يغط اجزاء التمثال بمادة الكراميكا طبقه تلو الاخرى طبقه بعد حوالي اسبوعين نحصل على السمك المطلوب.
مرحله الفرن هي في المراحل الاخيرة اذ يذوب الشمع بداخل الكراميكا ويصب بدل منه البرونز السائل. فيتم كسر الكلراميكا ليخرج البرونز البارد. في مرحله الباتينا الاخيرة يتم الوصول الى لون البرونز المطلوب .
قصة تمثال مار شربل
شربل طوني شقير بادر بفكرة تخليد مميز لمارشربل في كنيسه الموارنة في حيفا فتوجه الى راعي الكنيسة الاب يوسف يعقوب والذي بدوره تواصل مع الفنانة سناء فرح بشارة والتي بدأت بمسيرتها لخلق تمثال جديد من البرونز لمار شربل بحجم كبير. هذا وقالت سناء مضيفة: "وافقت بدون تردد على المشروع لإيماني بقدرتي وخبرتي بالمجال, لكني لا انكر ان هذا المشروع كان له رهبه خاصه وتحدي من نوع اخر. وتم الاتفاق وسلمني ابونا يوسف الصوره المصادق عليها لمار شربل". تخلل العمل عدة تحديات اذ اشارت سناء: " التحدي كان الوصول الى افضل تعبير يجسد مار شربل مع نقل الاحساس العميق لروح القديس حيث اعتمدت بعملي على صورة فوتغرافية وليس لتمثال ولذلك كان العمل اصعب. العمل على التمثال بيدي وبروحي مع احساس بروح مار شربل المتواضع مع كل عظمته ليحاكي كل انسان وكل مؤمن وانا بنفسي مؤمنه وهذا تحدي وليس شغل ماكنه او نقل شكل بلا احساس. التمثال بحد ذاته لي وللجميع بركه ونجاحي هو نجاح للجميع واشعر اني محظوظة بذلك."
والنحاتة سناء فرح بشارة، من مواليد الناصرة عام 1964. تخرجت عام 1985من أكاديمية نيري بلومفيلد للتصميم والتعليم في حيفا. وبعد ثلاث سنوات، حصلت على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة وعلم الاجتماع من جامعة حيفا، ثم حصلت على شهادة في علم المتاحف.
متزوجة وام لثلاث ابناء تعيش وتعمل في حيفا، معروفه بتماثيلها البرونزية المقسمة بحيث يمكن تحريك التمثال واعادة تركيبه من جديد. وهي واحده من الفنانين الواعدين المتخصصين بالتماثيل البرونزيه اليوم وواحده من الرائدات من بين النساء العربيات بهذا المجال. عملها يتمحور حول المرأة، وتماثيلها مكونة من أشكال متوازنة مسكوبة بدقة بالبرونز، تدعوا المشاهد للتأمل. اشتهرت سناء بتماثيلها المتعددة القطع، بحيث يمكن للمشاهد أن يستلهم قصصاً مختلفة.
درّست الفن في عدد من المدارس والمراكز الاجتماعية، وشغلت منصب مديرة التربية الفنية للمدارس العربية في متحف جانكو دادا، في عين حوض. عرضت أعمالها في معارض عديدة محلياً ودولياً في أمريكا وكندا والمانيا وبريطانيا والإمارات المتحدة ودبي. كما ولها منحوتات في أماكن عامة وخاصة وموجودة في مقتنيات ومجموعات فنية عديدة. وحظيت بجائزة فخرية لفناني حيفا عام 2000، وجائزة هيرمان شتروك من مدينة حيفا عام 2007. اعمالها موجوده اماكن عامه وخاصه: المحكمة اللوائية بالقدس، تمثال تأمل من إقتناء بنك هبوعليم الفرع الرئيسي بتل ابيب وعدة اعمال بالحديقة الصناعية لستيف فيرتهايمر بالناصرة.
[email protected]
أضف تعليق