"سأقتلك وأقتل نفسي إن لم تقبلي الزواج بي". عبارة قالها يوماً فضل ملاح لحبيبته سماح ، قبل أن ينفذ تهديده، مطبقاً مقولة "من الحب ما قتل". أطلق "العاشق" رصاصة على رأس حبيبته قبل أن يوجه المسدس إلى نفسه وينتحر، كاتباً نهاية سريعة لعلاقة لم تصمد أكثر من شهور.
في الأمس ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور فضل (42 عاماً) وسماح (31 عاماً) مضرجين بدمائهما داخل سيارة "نيسان" أسفل مبنى قيد الانشاء في منطقة زفتا الجنوبية، ليفتح كتاب رجل وسيدة التقيا في مناسبة دينية، وتعرفا على بعضهما البعض، وتبادلا الاعجاب قبل ان تتطور علاقتهما، حيث بدأ فضل بالتردد الى منزل سماح في حبوش، أحبها، وعدها بالزواج، بعدما أكد لها أنه طلّق زوجته م.م. التي رزقه الله منها بابنة. لكن ما اكتشفه شقيقها حسين في الأمس في مخفر زفتا الذي فتح تحقيقاً في القضية كان صادماً، إذ قال لـ"النهار": "لم يكن فضل منفصلاً عن زوجته، بحسب شهادة شقيقه مختار الباشورة عباس ملاح، لا بل أكثر من ذلك أطلعنا انه يعمل مرافقاً لأحد النواب. فتبيّن من خلال التحقيق انه يعمل دليفري في مكتبة دبوس للقرطاسية في منطقة مار الياس في بيروت".
هدوء قبل الكارثة
صباح أمس، قصد فضل بلدة حبيبته التي انفصلت عن زوجها قبل سنوات من دون أن ترزق منه بأولاد، تناول واياها الفطور الى جانب عائلتها. عند الظهر غادرا لشراء طعام الغداء قبل أن يصل خبر مقتلهما. وقال حسين: "كان اللحم الذي اشترياه على مقعد السيارة الخلفي عندما كشفت الادلة الجنائية على السيارة. كنا ننتظر وصولهما كي نتناول الطعام قبل ان ننطلق الى منزل عمي ليطلب فضل يد شقيقتي، كون والدي متوفياً منذ 15 عاما. لا نعلم ما حصل بينهما، فقد كانا طبيعيين قبل مغادرتهما".
"ماتا واخذا سرهما معهما"، بحسب كمال عم سماح، الذي قال:
"كان الاتفاق ان يزورنا عند الساعة الخامسة من بعد ظهر امس لطلب يدها، قبل احضار اهله في اليوم التالي، كل ذلك انهار في لحظات، لا تزال القضية غامضة. على رغم تهديده الدائم لها بقتلها ان لم تتزوجه، لم نكن نأخذ كلامه على محمل الجد، فأي شاب قد يتفوه بهكذا كلمات". واضاف: "لم نتواصل الى الآن مع اهل فضل، لكن سنقوم بذلك عندما تهدأ الاجواء"، في حين قال المختار عباس الذي كان يتقبل التعازي بوفاة شقيقه: "ظروف غامضة تحيط بالقضية، التحقيق لا يزال مفتوحاً ونحن ننتظر نتائجه".
خلفية الجريمة
مصدر في قوى الامن الداخلي أكد لـ"النهار" ان "لا طرف ثالثا في القضية. قتل فضل سماح التي تعمل في عيادة لطب الاسنان قبل ان يطلق النار على نفسه. توفيت على الفور في حين اسلم هو الروح في المستشفى، ربما اختلفا كونه لم ينفصل عن زوجته كما وعدها". واضاف: "المحضر لا يزال مفتوحاً، بانتظار نتيجة تحليل هاتفهما من قبل شعبة المعلومات. اخذنا افادة شقيقها وشقيقه، وتبين انه مرافق غير دائم لاحد النواب، لديه بطاقة حمل سلاح ويعمل في مكتبة لبيع القرطاسية ".
منال زميلة فضل في المكتبة اكدت لـ"النهار" انه "كان هادئا، عمل في المكتبة منذ العام 2002 كدليفري ومخلّص معاملات في الضمان والمصارف، كان ينجز المهمات التي تطلب منه. في الأمس لم يحضر من دون ان يطلب اجازة، لنتفاجأ بخبر مقتله". وأشارت الى "اننا لا نعلم شيئا عن قصة حبه، كل ما نعرفه انه متزوج ولديه ابنة تبلغ من العمر نحو ثماني سنوات".
رصاصتان باعدتا بين الاحباء، اليوم ووري فضل الثرى في روضة الشهيدين، وغدا ستلتحف ابنة الجنوب بتراب قريتها حبوش، ليبقى جرح عائلتهما مفتوحاً طول العمر!
المصدر: النهار
[email protected]
أضف تعليق