نعم “كفيف” لكنه رأى ما لم يشاهده الآخرون، بقلبه وعقله.. بأسلوبٍ ساخر وكوميدي، أطلق الشاب السعودي الكفيف محمد سعد، برنامج “عالعمياني” في “يوتيوب”، ليتناول ويعالج خلاله القضايا التي يتعرض لها المكفوفون، معتمداً على فقرات ومحتوى جاذب، ابتداءً بفقرة “المبصر يسأل”، مروراً بفقرة “التجربة العميانية”، وانتهاء بالمشاهد والاسكتشات الكوميدية.
رغم العمر القصير للبرنامج، إلا أنه حظي بتفاعل كبير من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أشادوا بفكرته، خصوصاً أنه ابتعد عن النمطية السائدة في تناول البرامج المتعلقة بالمعاقين، حيث استطاع إيصال رسائله التي استهدفت جميع الشرائح من خلال وجبة كوميدية، فيما دعا الحساب الرسمي لـ”يوتيوب” على “توتير” إلى متابعة القناة التي اعتبرها الأولى من نوعها.
كيف يعيش مجتمع العميان؟
محمد سعد، مقدم برنامج “عالعمياني”، قال إنه اتجه لهذا النمط من الطرح بعد أن اكتشف أن التعاطي الرسمي والجاد لحملات التوعية بفاقدي البصر لا يحقق الأهداف المرجوة، مضيفاً أن الرسائل المرسلة غالباً ما يتفاعل معها المستقبل بطريقة درامية سلبية، في حين أن المطلوب هو التأكيد على أن مجتمع العميان مجتمع عادي جداً، يعيش أفراده بشكلٍ طبيعي وبكامل سعادتهم.
وأوضح سعد أن اختياره لقالب الكوميديا، جاء لكونها أفضل طريقة للوصول إلى قلوب الناس، حيث إنها مؤهلة لأن تقدم محتوى هادفاً وقوياً. وأضاف: “لذلك شرعت في كتابة أفكار واسكتشات هذا البرنامج، والتي استغرقت 5 سنوات، بهدف تقديم محتوى احترافي”.
ووفقًا للعربية نت تابع: “كادت فكرة البرنامج أن تسرق ليتم إخراجها بطريقة مشوهة، لكن الحمد لله توجت هذه السنوات، بأن أبصر البرنامج النور بالطريقة التي أردناها له”.
وعن سبب تسمية البرنامج، نوه سعد إلى أن الناس غالباً ما تربط العمى بالعجز: “للأسف ترسخت كلمة ” العمى ” كمصطلح سلبي في الأذهان، ولذلك جاء مسمى البرنامج “عالعمياني”، مؤكداً أن فقد البصر ليس له علاقة بالسلبية، حيث إن السلبية هي استسلام الشخص للإعاقة: “بالتالي نحن نسعى إلى تغيير الصورة النمطية السلبية السائدة التي يعتقدها الكثير عن فاقدي البصر”.
وأضاف: “أرغب في جعل الجميع يعلم أن مجتمع العميان، مجتمع إيجابي”.
أسئلة وأخطاء شائعة
حول محتوى البرنامج، أوضح سعد أن الفقرة الأولى خصصت لمعالجة القضايا التي يتعرض لها المكفوفون في الحياة العامة، والأخطاء التي يرتكبها المجتمع ضد الكفيف والعكس.
أما فقرة “المبصر يسأل”، فنحاول من خلالها الإجابة على أسئلة المغردين وتصحيح بعض الأخطاء الشائعة عن العمى والعميان، فيما تعتبر فقرة “التجربة العميانية” الأولى من نوعها، حيث يتم تغطية عيون أحد المشاهير، ويطلب منه ممارسة حياته الاعتيادية، والهدف منها إيصال رسالة أن العمى ليس شيئا سلبيا، بل فيه نواحٍ ممتعة، سيكتشفها المبصرون عندما يخوضون التجربة.
ويعد محمد سعد، أحد أبرز الناشطين في مجال التوعية بالمكفوفين، حيث يقوم بنشر ثقافة التوعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر” وأيضاً “سناب شات”، عبر حسابه “يوميات كفيف”، إضافة للإنستغرام، كما له جهود في تدريب المكفوفين على استخدام التقنية الحديثة، وحصل على العديد من الجوائز وشهادات التفوق.
[email protected]
أضف تعليق