نشرت صحيفة عبرية، صباح الأحد، تسريبات جديدة من جلسات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" قبيل الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014، وذلك بعد أيام من نشر تقرير المراقب حول إخفاقاتها.
ووفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" فقد طالب زعيم حزب البيت اليهودي "نفتالي بينيت" بجلسة الكابينت المنعقدة في 2 تموز من عام 2014 وقبيل اندلاع الحرب بأيام بإخلاء الكيبوتسات القريبة من القطاع، بعد ورود معلومات بنية مقاتلين من حركة حماس مهاجمتها عبر الأنفاق.
وجاء في الاقتباس الذي نقلته الصحيفة من محضر جلسة الكابينت ما نصه:
بينيت : أقترح إخلاء البلدات!
يعلون (وزير الجيش في ذلك الحين): سنعرف ما الذي سنفعله..
بينيت: عليك إخلاء البلدات المدنية ..
نتنياهو: ملاحظة بينيت مهمة وأحول الاقتراح لمتابعة وزير الأمن وقائد الأركان..
يعلون : سنتابع هذا الأمر ..
وفيما بعد وخلال نفس الجلسة طلب بينت بأن يخلي الجيش أيضًا مواقع عسكرية قريبة من الحدود مع غزة واتفق نتنياهو معه وقال الأخير: "اقتراح بينيت صحيح، لا يجب أن نُبقي كيبوتس مثل كيرم شالوم -كرم أبو سالم-". على حد قولهم.
فيما عقب بينيت قائلًا: "ثمن الإخلاء يمكن احتماله لكن ثمن تنفيذ حماس عمليات دون إخلاء لا يمكن تحمله. لذلك أقترح القيام بذلك"، في حين أجاب يعلون: "من الممكن".
وكان القائم بأعمال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة بالكنيست الإسرائيلي "موتي يوغاف" دعا إلى إخضاع أعضاء "الكابينت" للفحص على كرسي الكذب لمعرفة المسئول عن التسريبات.
وطالب "يوغاف" جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك" بالتحقيق مع أعضاء الكابينت حول ما وصفه بالتسريبات الخطيرة لمحاضر اجتماعات سرية، وإخضاعهم للفحص على كرسي الكذب "البوليغراف" إذا ما اقتضى الأمر.
وتدور الشكوك حول زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينت بأنه العضو المسرب بالنظر إلى أنه أكثر المستفيدين من هكذا تسريبات وأن غالبية التسريبات تمس بأسلوب إدارة نتنياهو للحرب الأخيرة على غزة وتفرده بالقرار.
وكان مراقب الكيان الإسرائيلي نشر مؤخرًا تقريره حول "إخفاقات" العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014 وتضمن انتقادات شديدة لأداء للمستويين السياسي والعسكري.
وجاء في التقرير الذي نشر بعد أشهر من الانتظار، أنه كان بالإمكان منع الحرب قبل وقوعها عبر قيام "إسرائيل" بخطوات سياسية وإنسانية تجاه قطاع غزة، بحسب ما نقل عن وزير الجيش السابق موشي يعلون.
وحسب التقرير والذي يقع في حوالي 200 صفحة (عدا الأجزاء السرية التي لم تنشر) أنه لم يعرض نتنياهو ويعلون بدائل سياسية لتجنب الحرب مع اطلاعهم على تقارير تدلل على مدى الضائقة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
[email protected]
أضف تعليق