تراجع وزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان عن وصف الشهيد المربّي يعقوب ابو القيعان بالـ"مخرّب" وبات يستعمل مصطلح "مواطن" بدلا من ذلك.
يأتي ذلك بعدما قالت وسائل إعلام إسرائيلية عن انه سيكون هناك اعلان رسمي قريب من قبل "ماحاش" (وحدة التحقيق مع الشرطة) بأن الحديث لا يدور عن عملية دهس.
تجدر الإشارة الى ان جهات عديدة طالبت ولا زالت تطالب وزير الأمن الداخلي، أردان ومفتش عام الشرطة روني الشيخ بالاستقالة.
ومن الجدير ذكره، ان اردان كان قد حرّض على العرب واتّهمهم باشعال الحرائق على خلفية قومية والمحاكم اثبتت كذب ادعاءاته ..
وكان أردان قد صرّح صباح اليوم أنه : في حال اتضح أن الحديث لا يدور عن تنفيذ عملية خلال أحداث أم الحيران في النقب، فإن هناك حاجة لتقديم الاعتذار لعائلة أبو القيعان، والحديث عن حادث مؤسف وصعب للغاية بغض النظر عمّا اذا كان عملية أو لا. سنتقبل استنتاجات وحدة التحقيقات مع الشرطة، ماحاش، ونعمل وفقا لها.
نطالب برحيل اردان
ابناء الشهيد يعقوب ابو القيعان قالوا بحديثهم لمراسل "بـُكرا": لم يكن لدينا ادنى ذرة شك بأن والدنا شهيد طاهر وهذا ما ذكرناه من الوهلة الاولى عندما تم اتهامه بالمخرب وانه تابع لتنظيم داعش أو بالأحرى عندما تم اتهامه بانه ارهابي . ونطالب برحيل اردان ولن نتنازل عن هكذا مطلب فالوزير لا يستحق ان يكون في منصب كهذا لانه ذكر في لقاء له مع الصحافة انه نقل ما قيل له من قبل الشرطه بان والدنا ارهابي ومخرب واعتمد دهس افراد الشرطة ، وقام باطلاق تصريحات تشوه سمعتنا جميعا بعد دقائق من مقتل والدنا وهو الذي يجب ان يكون قائد يوجه الشرطة وليس ضباط هم من يوجهوه.
واضافوا: لا نتنازل عن مطلبنا لأن اردان كان له يد في منع الاسعاف من الدخول الى المنطقة وتقديم الاسعاف لوالدنا الجريح الذي كان ينزف وترك ينزف حتى الموت، فجميع المسؤولين ابتداءً من ايلي بن زكن الذي منع المحادثات ان تستمر في الوقت الذي كانت فيه جدية اكثر من اي وقت مضى ومسؤولي دائرة الاراضي (מנה"ל) استمرارا الى روني الشيخ مفوض الشرطة العام الذي في جنازة الضابط الذي قتل اتهم جدتنا والدة الشهيد بابشع الكلام وايضا حرض واتهم والدنا بانه مخرب وارهابي، وكذلك اردان ووصولا الى بيبي الذي منذ 7 سنوات الغى الاعتراف بقريتنا ام الحيران وكان ايضا ضمن العاملين خلف الكواليس ولا ننسى ايضا اخواننا الاطفال واخواتنا وامهاتنا اللاتي بقين في العراء في ابرد ايام السنة وتحت الامطار والعواصف.
وتساءلوا في حديثهم لـبكرا: هل ندفن حقهم؟، وايضا نذكر بالجريمة التي قامت بها الشرطة في يوم الاربعاء الاسود بهدمها منازلنا التي تاوينا من برد الشتاء وحر الصيف وبقائنا حتى هذه اللحظة مشردين دون ماوى والجريمة الكبرى وفاة جدنا العجوز الذي مات حسرة بقلب مكسور على فراق ابنه الذي قتل بدم بارد ولا ننسى فعلة افراد الشرطة الشنيعه التي ستظهر قريبا بسرقة الاموال والمجوهرات من البيوت بعد ان ارعبوا الاطفال وجعلوا يفكروا فقط في الفرار بجلودهم، وغيرها وغيرها الكثير من الامور التي ستنكشف فيما قريب باذن الله. فالمحكمة لا غنى عنها التوجه لها لانها ستزودنا بمستندات تكون سلاحنا في وجه كل الذين يريدون الشر لنا فنحن نعلم ان والدنا بريئ براءة الذئب من دم يوسف ولكن بالمستندات سوف نواجههم ونواجه من لا يعترف بحقوقنا. اما اردان فتنحيه او اقالته امر مفروغ منه فهو لا يستحق منصبه لان هناك ما يقارب 40 ام الحيران اخرى مسلوبة الاعتراف تواجه خطر التهجير لن ننتظر لاردان بقتل اصحاب البيوت. فهو اثبت انه لا ينفع ان يكون في هكذا منصب حساس بحاجة لشخص محنك يحافظ على امن المواطنين وليس التحريض ضدهم وقتلهم بدم بارد ومن بعدها ب 20 دقيقة يظهر لوسائل الاعلام ويتهم الابرياء بالارهاب والتخريب والتبعية لمنظمات وجماعات متطرفة ايا كانت.
وأشاروا الى ان: فانه لا يستحق ان يكون في هكذا منصب وامور كثيره بحاجة لاعادة النظر فيها من قبل الحكومة ومؤسساتها. ونحن من جهتنا لن نسكت عن الحق فكل من اخطأ بحقنا او حق اي مواطن عربي من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال يجب ان يحاسب".
كنا على ثقة أن الحقيقة ستكشف
رئيس اللجنة المحلية في ام الحيران وقريب الشهيد – رائد ابو القيعان، قال بحديثه مع موقع بكرا: نحن على ثقة منذ البداية أن الحقيقة ستنكشف وسينجلي ويطمس كل اكاذيب واقاويل القيادة اليهودية المزعومة من قبل الليكود ومن قبل وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان وايضا قائد الشرطة، الميجر جنرال روني الشيخ وايضا من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو. نعلم ايضا انهم استندوا في هذه المعلومات على معلومات من قبل ضباط في القرية في الحي اثناء هذه العملية لا يرتكزون على حقائق واقعية من ارض الواقع وانما على اكاذيب ايضا من قبل الشرطة ومن قبل قيادتها في مكان الحادث. تسريب المعلومات الاولية من قبل وحدة التحقيق مع الشرطة، لم تجري تحقيقاتها كما يجب انما هي فحوصات اولية للحادثة وللكارثة التي حلت بالقرية في يوم 18 يناير من العام الجاري، يوم الاربعاء الاسود، الذي ارتقى فيه الخال يعقوب ابو القيعان شهيدا ومن ثم استكملت وطالت هدم البيوت والمنازل والمزارع والدواجن".
وزاد:" نحن بدورنا سنواصل هذه السلسلة من التحقيقات ونريد ايضا العمل على اقامة لجنة تحقيق خارجية لا تخص جهاز الشرطة حتى تظهر الحقائق كاملة وتنكشف الصورة الحقيقية بما حدث وما جرى في ذاك اليوم الاسود.نريد معاقبة كل المجرمين والمسؤولين ولا نرضى بتأسف من قبل اردان وانما نقبل بالاستقالة ونطالبه بالاستقالة وايضا نطلب من روني الشيخ التنحي عن منصبه وتقديم الاستقالة الفورية، كما نطالب اقالة كل الضباط الذين حملوا هذه المسؤولية في اطلاق النار على يعقوب وعلى من جاءوا الى هذه الجريمة. نحن في مواجهة لنهج الدولة الكثيف في الاشهر الاخيرة التي تواصل مطاردتها للاهالي والسكان وترحيلهم وتهجيرهم وترعيبهم، نحن نطالبهم بالكف عن ملاحقتنا حتى يتسنى لنا ان نضع بدائلنا من جديد امامهم ويوافقون على ما نطرحه امامهم كبديل والاعتراف بالقرية كقرية عربية زراعية كما كان في السابق او دمج القرية بالقرية اليهودية والحياة المشتركة مع اليهود في بلد واحد امن او البديل الثالث وهو اعادتنا لاراضي الاجداد في وادي زبالة غربي رهط".
وانهى كلامه قائلا:" نريد ايضا تطوير برامج عمل تثقيفي للشارع اليهودي من خلاله نضع الصورة الحقيقية لما يحدث وما حدث في ام الحيران والمدن العربية وانهم ينصاعون ويخضعون لروايات ليس لها قاعدة من صحة، انما الشرطة تريد بذلك ان تصنع منا اعداء في داخل هذه الدولة ونريد تغيير الوجه التفكيري عند اليهود والكف عن ملاحقة روايات والاستماع اليها وان يسمعوا الشارع العربي.نريد من رئيس الوزراء التأسف في وجه كل الجماهير العربية وايضا عليه ان يأتي للقرية ويتأسف لام الشهيد ولزوجته ولأبنائه ولعائلته".
لجنة التوجيه " لا بد من تشكيل لجنة تحقيق محايدة ونحذر من إفلات المجرمين من غير عقاب "
في اعقاب ما صدر من تسريبات حول التحقيق في قضية الشهيد يعقوب ابو القيعان وتصدع رواية الشرطة وتأكيد ما قالته عائلة الشهيد منذ اللحظة الأولى فإننا نؤكد على ما يلي :
1. إن ما حصل يوم الاربعاء 18/1/2017 من اقتحام لقرية ام الحيران بقوات هائلة من الشرطة والاجهزة الامنية وترويع للمواطنين وقتل الشهيد يعقوب ابو القيعان هو جريمة بشعة وغير اخلاقية يجب معاقبة كل من تسبب فيها من رأس الهرم في جهاز الشرطة الى اسفله وعلى رأسهم الوزير غلعاد أردان والمفتش العام للشرطة .
2. إن ما صاحب هذه الجريمة من منع لوسائل الاعلام وممثلي الجمهور من دخول القرية لمدة تزيد عن 8 ساعات متواصلة والاعتداء على المواطنين والمتضامنين وممثلي الجمهور المتواجدين في القرية هو اكبر وأوضح دليل بأن النية كانت مبيتة مسبقاً للتعامل الفظ والعنيف مع المواطنين هناك وليس مجرد حماية لعملية هدم للبيوت وتنفيذ أوامر هدم كما ادعت الشرطة .
3. تؤكد لجنة التوجيه مرة اخرى على المطلب الأساسي لعائلة الشهيد ولأهلنا في ام الحيران ولكل الشرفاء في هذا الوطن بضرورة تشكيل لجنة تحقيق محايدة للتحقيق في هذه القضية وكشف تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق اهلنا في عائلة ابو القيعان وقرية ام الحيران.
4. إن كل الحقائق التي ظهرت حتى الان تشير بشكل واضح لا لبس فيه الى صدق رواية الاهل في ام الحيران حول تفاصيل ما حدث وعليه فإننا نحذر من أي محاولة من قبل وحدة التحقيقات مع الشرطة للتغطية على هذه الجريمة وتحويلها الى حادث عارض لا مذنب فيه وإغلاق هذا الملف بدون معاقبة المجرمين المسؤولين عن قتل الشهيد يعقوب ابو القيعان . ان تجربتنا مع تحقيقات الشرطة في مثل هذه القضايا مريرة وقاسية فقد اغلقت هذه الوحدة ملفات التحقيق في كافة الجرائم التي ارتكبت سابقا وراح ضحيتها العشرات من شبابنا.
5. تؤكد لجنة التوجيه ان السبب الرئيسي وراء هذه المأساة والجريمة النكراء بحق الشهيد يعقوب ابو القيعان وغيرها من الممارسات الشرطية والامنية ضد المواطنين العرب هي حملة التحريض العنصرية السيئة والبشعة التي تمارسها حكومة نتنياهو ضد المواطنين العرب ومحاولة رسم صورة سيئة واجرامية لكل ما هو عربي في هذه البلاد.
6. نؤكد مجدداً أن الحل للقضية الاساسية للصراع المحتدم في منطقة النقب يكمن في وقف عمليات هدم البيوت في قرية " ام الحيران " وغيرها من قرى الصمود والتحدي من القرى العربية في النقب والاعتراف بحق اهلها في العيش بكرامة على ارضهم وبنمط الحياة الذي يريدونه.
باحترام
لجنة التوجيه العليا لعرب النقب
[email protected]
أضف تعليق