هل أنت الأخ الأكبر أو الأصغر لإخوتك، أم أن ترتيبك يأتي في الوسط بين الاثنين؟
هناك العديد من الصور النمطية المأخوذة عن كل شخص فيهم، وقد يكون التصرف بناء على هذه الصورة خاطئاً، ويؤدي إلى نتائج عكسية.
ويمكن تصنيف الأبناء داخل الأسرة إلى:
الابن البكر
الصورة النمطية: الزعامة، الطموح، والمسؤولية.
لماذا هي صحيحة؟ بالنسبة للابن البكر، في العادة يبقى لفترة من الزمن دون منافس في العائلة المكونة من الأب والأم.
ويقول الدكتور فرانكسولواي، مؤلف كتاب "من الولادة إلى التمرد"، إن الاهتمام غير المبالغ فيه له فوائد تعود على الجميع، وقد أظهرت دراسة أجريت العام 2007 في النرويج، أن الطفل البكر عادة ما يتميز بمعدل ذكاء يفوق الطفل التالي بدرجتين أو ثلاث.
ويعمل الأبناء الأبكار على فرض أنفسهم كآباء بدلاء، عندما يضاف مولود جديد للعائلة، وهو ما يجعل منهم أشخاصاً ذوي طبيعة وقائية ومسؤولة.
لماذا هي صورة خاطئة؟
يمكن للآباء والأمهات وضع توقعات عالية حول الطفل البكر، ويقول الدكتور كيفين ليمان، والعالم النفسي، إنه "عندما يشعر الطفل البكر أنه خيب آمال والديه، أو أنه غير قادر على التطور، يمكن أن ينحرف في اتجاه آخر".
الابن الأوسط
الصورة النمطية: اجتماعي، حافظ للسلام، ومهووس بالعدالة.
لماذا هي صحيحة؟ تقول الدكتورة كاثرين سالمون، مؤلفة كتاب "سر قوة الأطفال الأواسط" إن الابن الأوسط لا يملك حقوق الابن البكر، أو امتيازات الابن الأصغر، ونتيجة لذلك، فإن هذا النوع من الأطفال يصبح خبيراً في التفاوض والتسوية.
كما أن الطفل الأوسط يميل إلى الاعتماد على أصدقائه، نظراً لأن اهتمام والديه غالباً ما يتركز على الابن الأكبر، أو الأصغر.
لماذا هي صورة خاطئة؟
إذا كان الابن البكر لا يقوم بدوره المتعارف عليه، فإننا، حسب الدكتورة كاثرين "سنلاحظ أنه توجد وظيفة شاغرة في البيت"، وتضيف: "ينتمي دونالد ترامب مثلاً إلى مجموعة الابن البكر، الذي يملك شقيقاً لا يقوم بدوره على أكمل وجه، ولهذا أخذ ترامب مكانة أخيه".
وفي حال كان هناك العديد من الأطفال الأواسط، سيحاول كل منهم أن يكون أفضل من الأخ الذي يكبره سناً، أما إذا كانت العائلة تحوي ثلاثة أطفال أواسط، فترى كاثرين أن الأول والثالث سيتشابهان إلى حد كبير.
الابن الأصغر
الصورة النمطية: يميل إلى حب الحرية، والمجازفة، وجذب الانتباه.
لماذا هي صحيحة؟ عادة ما يكون الآباء أقل حذراً مع الابن الأصغر، كما أنه من الممكن أن تكون لديهم موارد أقل من التي كانوا يملكونها عند بدء تكوين العائلة.
وتقول دكتورة كاثرين "يصبح الآباء أكثر تساهلاً مع الابن الأصغر، لذلك يصبح هذا النوع من الأبناء أقل التزاماً بالقواعد، وبهذه الطريقة يحظون باهتمام أكثر".
لماذا هي خاطئة؟
تقول ليندا كامبل، أستاذة الإرشاد والتنمية البشرية في جامعة جورجيا بأثينا، إن الابن الأصغر يشعر في بعض الأحيان بنوع من الاستياء، عندما لا تؤخذ قضاياه على محمل الجد، وتضيف: "كما أنه من المرجح أن يصبح مسؤولاً، مثل الأخ الأكبر، أو اجتماعياً مثل الأخ الأوسط".
خمسة عوامل قد تغير صحة التصنيفات
هل تشعر أن صفاتك لا تتلاءم مع صفات ترتيبك في العائلة؟ لست أنت الوحيد الذي ينتابه هذا الشعور، فهناك الكثير من الحالات المماثلة.
إذ أظهر اختبار لقياس مدى تطابق الأشخاص مع الصفات التي تتلاءم مع رتبهم في العائلة، أن 23% من النساء و15% من الرجال يتوافقون تماماً مع الصفات التي يمليها ترتيبهم في العائلة. لماذا؟
1. المزاج:
لا شيء يؤثر على تطور الشخصية أكثر من الوراثة، وتؤكد كاثرين أن نصف الصفات الشخصية تقريباً تبقى ثابتة منذ الولادة، وقد يؤثر مزاج الطفل أيضاً على صفات ترتيبه في العائلة.
ومن جهة أخرى، فإن الأبناء البكر عادة ما يحظون بكل الامتيازات التي توفرها الأسرة، وفي حال كان الابن الأكبر ليس أهلاً لهذه الامتيازات، فستتحول آليا للابن الأوسط.
2. جنس الطفل
حسب الدكتور آلان ستيوارت، الذي قام بإجراء بحوث حول ترتيب الولادات في جامعة جورجيا، فإن جنس المولود له تأثير كبير على اكتسابه للصفات الخاصة بترتيبه في العائلة.
فعلى سبيل المثال: أندرو هو الطفل البكر في العائلة، لكن عندما ولدت البنت، شقيقته أني، لم يكن لديها ما يدعو للقلق، من حيث تكوين هويتها، أو العيش تحت سيطرة أخيها؛ إذ كانت تعيش وكأنها صبي آخر، رغم أنها كانت تختلف عنه اختلافاً كبيراً، والنتيجة أنه عندما يكون الطفلان الأولان من جنس مختلف، غالباً ما يتصرفان تصرفات الطفل البكر.
3. الناحية البدنية
يستفيد الأطفال الأكبر سناً من فارق السن والحجم، بينهم وبين الأطفال الأصغر منهم؛ لفرض هيمنتهم عليهم، وفي حالة تقارب السن بين الابن الأكبر والابن الأوسط، فستكون السلطة متفاوتة فيما بينهما في هذه الحالة.
4. الخصوصية المميزة
في الواقع، كل الأبناء لهم خصوصية، ولكن عندما يتمتع أحد الأطفال بموهبة العزف على الكمان، أو لعب الجمباز، فإنه يطمح إلى الحصول على معاملة خاصة وأولية شبيهة بمعاملة الطفل البكر، بغض النظر عن موقعه الفعلي في العائلة.
وعموماً، في حال تمتع أحدهم بامتيازات ومواهب أكثر من الآخر، فسينفي ذلك وجود ترتيب الولادات.
كما أن وجود طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في العائلة، يحتاج إلى عناية إضافية، من شأنها أن تعطل العمل بهذا الترتيب ويمكن أن يُحدث وجود الأجداد في العائلة فرقاً؛ فقد يحظى الطفل باهتمام خاص، مقارنة ببقية أشقائه، وبذلك سوف يأخذ دور القيادة في العائلة.
5. فارق العمر
من المتعارف عليه، أنه كلما اقتربت فترات العمر بين الأشقاء ازدادت المنافسة بينهم، وإذا كان الفرق بين الإخوة من سنة لسنتين، خاصة إذا كانوا من نفس الجنس، فذلك سيولّد مزيداً من الصراع بينهم.
وفي حال كان الفرق في السن من ثلاث إلى أربع سنوات، فسوف يكون الطفل محبوباً من قبل أشقائه، إضافة إلى ذلك، اتفق الكثير من الخبراء على أن فارق خمس سنوات أو أكثر بين الأطفال، يُعتبر بداية لعائلة جديدة مع مولود جديد.
ومن جهة أخرى، لا تنطبق هذه القواعد على التوأم، اللذين يحظيان بمكانة خاصة عند آبائهما، وعادة ما تكون المنافسة بين التوائم المتطابقين أقل، بينما يتصرف التوائم المختلفون مثل أشقائهم الآخرين.
المصدر : شام تايمز- العالم
[email protected]
أضف تعليق