نجتمعُ اليوم هنا في قرية فسوطة الجليلية العامرة ، في الذكرة السنوية للمرحوم د. جريس سعد خوري، الذي أتته المنية يوم الاربعاء 3 شباط سنة 2016 في مدينة روما أمام حاضرة الفاتيكان وأمام كنيسة القديس بطرس وهو في طريقه إلى لقاء قداسة البابا مع وفد عربي (مسيحي اسلامي) الذي يُمثل مركز اللقاء.
قبل رحيل عزيزنا المرحوم د.جريس سعد خوري، بالفين عام رحل هناك جليلي آخر وهو تلميذ السيد المسيح والملقب بطرس التي تعني الصخرة ، خاطبه المسيح قائلاً " أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. "(متى 16: 18) لقد استُشهدَ القديس بطرس في روما سنة 67 ميلادية في عهد نيرون، مصلوباً ورأسه إلى أسفل لأنه لم يقبل أن يصلب كما صُلب المسيح، دفن جسد القديس بطرس على تلة الفاتيكان في موقع كاتدرائية القديس بطرس. قد يكون رحيل المرحوم أبو بشارة في هذه الظروف اشارة لدخوله الجنة بعد أن تسلمت روحهُ مفاتيحها من القديس بطرس.
نجتمع لكي نَذكر ونتَذكر الراحل، نذكر صفاته ونتذكر وجوده بيننا، لكل واحد منا ذكريات مع الراحل سوف تبقى حيّة في ذاكرتنا. لقد تغيب جسد المرحوم عن مؤتمر اللاهوت الأول بعد رحيلهُ ولكن فكره ومسيرة حياته معنا ولم ترحل.
كمدرس متقاعد من مدرسة ترشيحا الشاملة، التي تَعلم فيها أبناء فسوطة ومن ضمنهم أبناء المرحوم، أذكر مشاركته في جميع الإجتماعات والاحتفالات، بالرغم من انشغاله في إمور كثيرة كمدير لمركز اللقاء وكذلك كرئيس للمجلس المحلي في فسوطة، فكان حضوره يشرف المدرسة ويثريها في مجالات كثيرة، وكذلك للعيش المشترك في مدرسة شملت الكثير من التعدديات ، منها النزعة القروية من 13 قرية والنزعة الدينية والطائفية لمختلف الأديان والمذاهب،عشنا التعددية بانسجام، حضوره زاد إجتماعتنا رونقاً ومعرفة، كان صاحب موقف وكلمة، لقد ساهم المرحوم في تطوير المدرسة، مما جلب الخير والمنفعة لجميع طلاب المدرسة.
تعزيتنا ببقاء أسرة اللقاء وعائلة أبو بشارة ولكم من بعده طول العمر.
[email protected]
أضف تعليق