يودّع التاجر الخليلي عهدي الجعبري منذ نحو عام ونصف الإعلانات الإذاعية لمعرضه المختص بتسويق وبيع الأحذية في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية المحتلة، إذ توجه نحو الإعلان الممول عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لما يراه من تفاعل يفوق الإعلان في الوسائل التقليدية.
وبات واضحًا توجّه التجار والمعلنين الفلسطينيين نحو صفحات التواصل لعرض بضائعهم، خاصّة في المواسم، فيما يرى مختصون في التسويق أنّ الأمر بات ظاهرة ملفتة، نظرًا لانخراط معظم فئات المجتمع في التفاعل عبرها، في وقت تراجع فيه الاهتمام بوسائل الإعلام التقليدية.
تفاعل أكبر
ووجد التاجر الجعبري في الإعلان عبر مواقع التواصل جدوى أكبر من التي كان يجدها عبر الإذاعات، بعد سنوات عديدة من استخدامها كجهة معتمدة من جانبه للترويج لبضائعه.
يقول الجعبري لوكالة "صفا": إن "الجميل في فيسبوك شموله على صوت وصورة، بعكس الراديو التي تقتصر على الصوت وحده، وبات بإمكانه متابعة أعداد المتفاعلين مع إعلاناته، سواء أعداد المشاهدين أو المعجبين، أو حتّى اختيار نوعية الفئات المستهدفة بالإعلان، وهو ما يترجم على الأرض بعد ساعات من نشر الإعلان، أو في اليوم التالي بزيادة أعداد المقبلين على الشراء".
ويبين الجعبري أنّ تكلفة الإعلان بـ"فيسبوك" منخفضة، مقارنة بالإعلانات عبر الإذاعة، إضافة إلى سرعة وصول الفكرة إلى النّاس أكثر من الإذاعة.
ويدفع ما بين (500-600) شيقل شهريًا للإعلان على "فيسبوك"، مقارنة بنحو (1000-1500) شيقل، كان يدفعها للإذاعة التي يعلن بها، مؤكّدا تركه منذ عام ونصف الاعلان عبر الإذاعات، ومبينًا بأنّ صفحة متجره يتابعها نحو 20 ألفًا، بينما تصل نسب المشاهدات للإعلانات الممولة إلى50 ألف مشاهدة.
أقل كلفة
مدير شركة "زين للتسويق الالكتروني" محمد الأطرش يقول لـوكالة "صفا" إن استخدام مواقع التواصل كوسيلة إعلان بات أكثر سهولة وأقل تكلفة وأسرع انتشارًا بالنسبة للمعلن وأكثر بساطة في التعرض بالنسبة للمستهلك المحلي.
ويذكر أن المجتمع بات يتعرض لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر، أكثر من تعرضه لوسائل الإعلام التقليدية، التي اقتصر متابعة إعلانها في الآونة الأخيرة على شرائح محدودة.
ويشير إلى أنّ مواقع التواصل وفّرت إمكانية تحديد الجمهور المستهدف، ومعرفة رجع الصدى “الفيدباك”، وهذا ما لم توفره وسائل الإعلانات التقليدية، فيما بات لدى المعلن القدرة على تكثيف الإعلان أكثر، من خلال التنويع في استخدام الأدوات، كالصور، والفيديو، والصوت، والكلمات.
أمّا بالنسبة للمستهلك، يعتقد الأطرش أنّ الإعلام الممول على صفحات التواصل، ساهم في تسهيل عمليات الشراء، من خلال الاستفسار والحجز، وتوفير بعض الشركات لشراء (online)، الذي يتيح عملية التوصيل في معظم الأحيان، إضافة لسهولة الحصول على العروض من خلال الاهتمامات التي يحددها الإعلان الممول.
ويقول إنّ الإقبال مرتبط بالأساس بالحالة الاقتصادية، فيما يتصاعد إقبال التجار على تسويق منتجاتهم نظراً للركود الاقتصادي، خاصة وأن كثير من التجار يلجؤون لتسويق البضائع، في الوقت الذي يطرأ فيه انخفاض في حجم الطلب.
ويعتقد أنّ شريحة من التجار تؤمن بأهمية التسويق الإلكتروني، وتربط نجاحها بمدى استمرارية الإعلان ووصوله لأكبر شريحة مستهدفة من المستهلكين، ويحصدون نتائج ملموسة بشكل كبير.
أداة مفضّلة
المحاضر في الإعلام بجامعة القدس محمود فطافطة يرى في حديثه لـ"صفا" أنّه لا يمكن القول إن وسائل التواصل سحبت البساط من تحت وسائل الإعلام التقليدي، مشيرًا إلى أنّ التلفاز سيبقى هو السيد والملك فيما يتعلق الاعلانات.
لكنّه يعتقد أنّ وسائل التواصل خاصة خلال الخمس سنوات الماضية أخذت اهتمامًا وإقبالًا من قبل المواطنين والمستهلكين، ومن جانب شركات ووكالات ومؤسسات ومن خلال التجار.
ويبين فطافطة أنّ الإعلان عبر وسائل التواصل، بات في هذه المرحلة الأداة الرئيسية شبه المفضلة، وباتت يحمل إمكانية استهداف فئات معيّنة بالإعلانات، وخاصّة للمرأة في المجتمع الفلسطيني، التي تحمل في كثير من الأحيان مسؤولية التسوّق.
لكنّ فطافطة لا يرى أنّ وسائل التواصل بديلًا عن الوسائل التقليدية، رغم تراجع الإعلان في الأخيرة، لكنّه يراها منافسًا قويًا، وألحق الكثير من الأضرار والخسائر، للإذاعات وقنوات التلفزة والصحف.
ويعتقد أنّ من أكثر عوامل الاقبال على هذه الوسائط الجديدة، إتاحتها فرصة التفنن والابتكار والاحتراف، والخروج عن الرّوتين القديم في وسائل الإعلام التقليدية، وإتاحة الفرص أمام المحترفين للدخول على هذا الخط.
[email protected]
أضف تعليق