في 20 يناير، أصبحت ميلانيا ترامب رسمياً السيدة الأميركية الأولى. وهي أول عارضة أزياء سابقة تدخل البيت الأبيض من بابه العريض، بصفتها سيدة أولى. إنها سابقة في تاريخ الولايات المتحدة. فمن تكون هذه المرأة التي جاءت إلى الولايات المتحدة بصفة لاجئة سلوفينية وأصبحت اليوم سيدتها الأولى؟


لطالما أدت السيدة الأولى في الولايات المتحدة دوراً أساسياً وبارزاً في الحياة السياسية والاجتماعية في أميركا، منذ القرن الثامن عشر وحتى اليوم. ويتوقع من أية سيدة أولى أن تناصر القضايا الاجتماعية، وتدير البيت الأبيض، وتمثل الرئيس في المناسبات الرسمية. ما الذي يمكننا توقعه من ميلانيا؟

امرأة الظل

حرصت ميلانيا ترامب على البقاء بعيدة قدر الإمكان عن وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية لزوجها دونالد ترامب، واكتفت بإلقاء خطاب واحد أمام المؤتمر الجمهوري الوطني، وصف يومها بالكارثي لأنه كان مقتبساً بمعظمه من ميشيل أوباما.

عزا البعض ابتعادها عن الأضواء خلال الحملة الانتخابية إلى كونها مهاجرة سلوفينية جاءت إلى أميركا بصفة لاجئة، فيما زوجها ترامب يناهض اللاجئين والمهاجرين بصورة علنية.

ثمة سبب آخر وراء ابتعاد ميلانيا عن الأضواء وهو أنها الزوجة الثالثة لدونالد ترامب، مما يجعلها «أول زوجة ثالثة» تقيم في البيت الأبيض. والهدف من ابتعادها عن الأضواء كان ربما إلهاء وسائل الإعلام عن الزواجين السابقين لترامب وعلاقاته الغرامية المتعددة.

الزوجة الثالثة

تعرفت ميلانيا كناوس إلى دونالد ترامب عام 1996 خلال حفل لأسبوع الأزياء في مدينة نيويورك، وبدآ يتواعدان في العام 1998 إلى أن تزوجا عام 2005 وأنجبا الصغير بارون في العام التالي.

قبل ميلانيا، تزوج دونالد من التشيكوسلوفاكية إيفانا زيلنيكوفا عام 1977 وأنجب منها ثلاثة أولاد، هم إيفانا وإيريك ودونالد ترامب جونيور، 38 عاماً، الذي يصغر زوجة أبيه الحالية ميلانيا بثمانية أعوام فقط.

في التسعينيات، تزوج دونالد ترامب من مارلا مابلز، شخصية تلفزيونية وملكة جمال سابقة وأم ابنته تيفاني ترامب. لكن زواجهما لم يدم طويلاً.

مثقفة متعددة اللغات

تتقن ميلانيا ترامب خمس لغات وتتحدثها بطلاقة، وهي السلوفينية، والانكليزية، والفرنسية، والصربية والألمانية. ويفترض أن يساعدها ذلك في وظائف البيت الأبيض.

ترعرعت ميلانيا في بيئة بعيدة كل البعد عن فخامة نيويورك، إذ نشأت في يوغوسلافيا خلال حكم المارشال جوسيب تيتو. وبعد أن أصبح زوجها الآن الرئيس الجديد للولايات المتحدة، باتت ميلانيا أول سيدة أولى مولودة في بلد شيوعي، وثاني سيدة أولى مولودة خارج أميركا بعد لويز أدامز، الزوجة الانكليزية للرئيس السادس جون كوينسي، الذي حكم الولايات المتحدة الأميركية بين 1825 و1829.

الأم المتفانية

قد يكون بارون ترامب سرّ ابتعاد ميلانيا الدائم عن الأضواء. فقد أعلنت ميلانيا أنها تكرّس كل وقتها لتربية ابنها بارون، 11 عاماً، خصوصاً وأن زوجها مسافر طوال الوقت ولا يستطيع الاهتمام بابنه. وأضافت أن بارون هو سبب من الأسباب التي دفعتها إلى تبني محاربة التنمر على الانترنت.

من عارضة أزياء إلى سيدة أولى

امتهنت الشابة ميلانيا كناوس عرض الأزياء حين كان عمرها 16 عاماً فقط، وتعاقدت مع وكالة لعرض الأزياء في ميلانو، إيطاليا، وهي في عمر 18 عاماً. تخرجت أيضاً من كلية تصميم الأزياء ودرست في جامعة Ljubljana قبل الانتقال إلى إيطاليا، ولاحقاً إلى باريس، لعرض الأزياء.
بعد ذلك، ظهرت على أغلفة العديد من المجلات العالمية، مثل Harper's Bazaar وVanity Fair، وGQ، وغيرها... تملك الآن مجموعتها الخاصة من مستحضرات العناية بالبشرة ومجموعة مجوهرات فخمة.

السيدة الأولى

تصرّ ميلانيا ترامب على أنها لا تخجل أبداً من توفير النصائح السياسية لزوجها، على رغم تفاديها الأضواء خلال حملته الانتخابية. تقول إنها تعطيه آراءها باستمرار، ولا توافق دوماً على كل ما يقوله، لكن هذا أمر طبيعي بين أي زوجين، على حد قولها.
قالت ميلانيا إنها ستؤيد كل الحملات المحاربة للتنمر عبر الانترنت لأنها تشعر أن الثقافة في وسائل التواصل الاجتماعي باتت «حقيرة جداً وفظة جداً» ومليئة بالإهانات المرتكزة على «الطلة الخارجية والذكاء».
كما تمنت أن يتوقف زوجها عن استعمال التويتر، لاسيما وأنه مستخدم مفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.

جاكي كينيدي ثانية

عندما سألتها مجلة The New York Times عام 1999 عما سيكون عليه دورها لو أصبح زوجها رئيساً، جاوبت: «سيكون تقليدياً جداً، مثل بيتي فورد أو جاكي كينيدي».
وها هي اليوم تنفذ فعلاً الكلام الذي قالته، وتختار لحفل تنصيب زوجها فستاناً مع سترة قصيرة باللون الأزرق الفاتح حمل توقيع المصمم رالف لورين. عمد الجميع إلى تشبيه فستان ميلانيا بفستان جاكلين كينيدي الذي ارتدته يوم تنصيب زوجها جون كينيدي رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، إذ كان يومها باللون الأزرق الفاتح أيضاً.
وقد سبق أن اختارت ميلانيا فستاناً بكتف واحد باللون الأبيض من تصميم رالف لورين أيضاً ارتدته يوم إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. وفي حفل العشاء الذي أقيم بعيد الحفل الرسمي للتنصيب، اختارت ميلانيا فستاناً أبيض من تصميم هيرفيه بيار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]