حزينة بدت أم الحيران الثلاثاء، أصوات الزغاريد وأعداد السيارات الهائلة توهم من يسمعها ويراها عن بعد أنه يرى عُرسًا بدويًا من أعرق الأعراس، لكنه إذ يقترب يشاهد عرسًا من نوع آخر، عرس تشييع شهيد مات بلا ذنب، بأذرع مجرمة قتلته وهدمت بيته ووجهت إليه الاتهامات زورًا ثم خطفت جثته وحجزتها، شهيد يمثّل بكل تفاصيله قضية شعب قُتِل وخُطفت أرضه واتهم بالإرهاب وسرقوه، شهيدٌ يدعى يعقوب أبو القيعان، قتلته نيران الحقد الإسرائيلية الأسبوع الماضي حينما وصلت لهدم بيته، ولم تسمح له حتى بالخروج من القرية هربًا من مشهد بيت يهدم، فقتلته وتسببت بانزلاق سيارته، فقادها القدر نحوهم لتقتل أحدهم، وكأن القدر يحاول الدفاع عن اصحاب البيت العزّل أمام الغزاة بسلاحهم وجرافاتهم وبغيهم.


في الجنازة، التقى مراسل "بكرا" بالأستاذ احمد ابو القيعان، شقيق الأستاذ الشهيد يعقوب أبو القيعان، وفي المقابلة القصيرة قال شقيق الشهيد: هذه الآلاف تثبت بان الشهيد قتل مظلوما مغدورا ولم يتعرّض للقوة التي تواجدت في البيت، لم يتعرّض لهم أبدا ولم يكن حادث دهس على الإطلاق.

وتابع بعد أن شيّع شقيقه وزميله الذي يعرف تماما المعرفة مدى براءته ومدى الظلم الذي تعرض له حيًا وميتا: توّحدوا، توّحدوا وتوّحدوا من اجل وقف هدم بيوتكم.

ورصدت عدسة "بـُكرا" مقتطفات من الجنازة المهيبة للشهيد المهيب، ورصدت أيضًا والد الشهيد – يظهر في الفيديو- وهو يبكي ولده، وبلده، ووطن يُسرق من امام عينيه.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]