تحدث رئيس دولة إسرائيلي، رؤوبين (روبي) ريفلين، اليوم الاثنين، 23 كانون الثاني، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي السنوي العاشر لمعهد أبحاث الأمن القومي، INSS، والذي عُقد تحت عنوان "الأجواء الاستراتيجية للعام 2017"، في متحف أرض إسرائيل في رمات أفيف.
"منذ العام 2009 وما بعد، وإلى جانب التقديرات الاستخباراتية التي توفرها الجهات المخولة بحسب القانون، يقترح معهد أبحاث الأمن القومي تقييما وطنيا استراتيجيا"، قال الرئيس مشيرا إلى أن تقديرات المعهد وتقييماته تتطرق إلى مختلف الفرص والتهديدات التي تواجه دولة إسرائيل، وأن هذه التقييمات مدعومة بالمعطيات، بالمعلومات وبالادعاءات المُسندة. "أهم ما في الأمر"، شدد الرئيس خلال أقواله: "أنه تقييم متاح أمام الجمهور كله. المعرفة قوة، والمعرفة التي يتشارك فيها المختصون مع كل الجمهور، هي قوة تتحول إلى قوة متاحة لكل الجمهور".
"إن التقييمات والتقديرات الاستراتيجية التي يجريها معهد أبحاث الأمن القومي، وهذا المؤتمر بحد ذاته، هما ثروة كبيرة بالنسبة للسيادة الإسرائيلية. حيث يشكلان إشارة ودليلا على نضوج الديمقراطية الإسرائيلية. إنهما إشارة إلى أنه بالإمكان في دولة إسرائيل إجراء نقاش وحوار حقيقي ومهني حول الأمور المصيرية المتعلقة بوجودنا، وأن يكون هذا الحوار في ذات الوقت حوارا جماهيريا. لكن لا يكفي الحوار الجماهيري وحده، وهنالك حاجة للجمهور نفسه. هنالك حاجة لجمهور يتحمل المسؤولية المرتبطة بالمعرفة، هنالك حاجة لجمهور تهمه قضية الأمن القومي في دولة إسرائيل. جمهور فيه شراكة وتكافل إلى جانب الاختلاف الكبير بين أوساطه المختلفة".
"أحد التهديدات الاستراتيجية المركزية التي تشير إليها تقييمات المعهد السنوية، هو 'ضعف التضامن الإسرائيلي وتوسع التصدعات والانشقاق'"، قال ريفلين واستطرد: "ليست هذه مقولة 'اجتماعية' بحتة. وهذا ليس ادعاء كلاميا تسلل عن طريق الخطأ إلى تقديرات أمنية ـ إنه نداء تحذير شديد ومستعجل، إنه نداء يجسد الفهم أن التضامن هو أحد العناصر والمركبات الأساسية لمناعتنا القومية، إنه نداء يعلن أن التوترات الداخلية في إسرائيل باتت تشكل خطرا وجوديا على أمننا وليس أقل من ذلك، بل إن هذا التهديد بات يفوق اليوم التهديدات العسكرية الخارجية التي تراجعت خلال الفترة الماضية. التحذير من التهديد ـ حقيقي، ومواجهة هذا التهديد بين أيدينا. وبين أيدينا فقط".
"إن التصدعات والتشققات الداخلية كثيرة ومتنوعة. العلاقة بين الجيش والمجتمع، علاقة الدين بالدولة والعلاقة بين المجتمع والمؤسسات الرسمية". قال الرئيس متطرقا إلى خطة التسوية مع المجتمع البدوي: "خلال الأسبوع الماضي، شهدنا جميعا الصراع الحساس مع المجتمع البدوي. أودّ أن أفصل بين تسلسل الأحداث ميدانيا، وبين الحل طويل الأمد. تتواجد خطة التسوية مع البدو على طاولة الحكومة منذ فترة طويلة جدا. تم نشر تقرير جولدبيرغ عام 2008، وتمت المصادقة على خطة برافر التي جاءت لتطبيق توصيات تقرير جولدبيرغ، مع تعديلات بيغين، في الكنيست عام 2013. إذاً فبإمكاني القول إن ما يقارب الـ 90 بالمئة من مبادئ الخطة بات متفقا عليها. الخلاف على البقية. ستكون هنالك بعض النقاط التي سيتم تطبيق القانون فيها، بلا شك. لكن هنالك اتفاقات أيضا. التأخير في تنفيذ الخطة يحمل بين طياته مأساة لدولة إسرائيل. وإذا انتظرنا عشرين سنة أخرى، فلن يكون بإمكاننا حل المشكلة".
وشدد ريفلين في ختام حديثة على أنه: "يجب أن تكون التسوية مع البدو على رأس سلم الأفضليات الجماهيري، لأن هذا الأمر أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل. هذه الأقوال تنطبق أيضا على مجمل الوسط العربي. ممنوع أن ننتظر لحظة أخرى. أي انتظار سيؤدي إلى ابتعاد الحل، ومن شأنه أن يزيد التصدع والعنف".
[email protected]
أضف تعليق