كان خبراء الاقتصاد الإسرائيليون – كباقي المسؤولين في حكومات اسرائيل المتعاقبة- وما زالوا- " ينصحون" كل من يشكو ويتذمر من ضيق العيش وضيق ذات اليد، بأن " اخرجوا للعمل الشاق، لتكسبوا المزيد من المال، فتعيلون اسركم بارتياح وانفراج"!

لكن يبدو أن هذه " النصيحة" لا تؤتي ثمارها بالشكل المطلوب- ذلك ان دراسة بحثية مشتركة لثلاث مؤسسات أظهرت انه سجل في أول (15) عاماً من الالفيه الثالثة (الحالية) ارتفاع هائل (ومقلق) في عدد الأسر التي تضم أفراداً عاملين، ورغم ذلك ما زالت تعيش تحت خط الفقر، مع الاشارة الى ان الزيادة تقارب الخمسة أضعاف مقارنة بالماضي !

أجر الحدّ الادنى لم يرتفع الا بنسبة تقل عن 11%

وقد أعد هذه الدراسة المسهبة الصادمة – ميري اندلبد، المسؤولة في مؤسسة التأمين الوطني ، وليئا أحدورت وميشيل سترافشينكي من معهد " فان لير" ( للقضايا المجتمعية) بالشراكة مع صندوق " كونراد اديناور" – فيما استندت الاستخلاصات والنتائج الى معطيات مستمدة من مؤسسة التأمين الوطني.

ومن بين النتائج والاستخلاصات أنه تعيش في اسرائيل حالياً (189) ألف اسرة فقيرة يعيلها معيل واحد، و (67) ألف أسرة (فقيرة طبعاً) يعيلها معيلان اثنان .

ووفقاً للدراسة – ارتفعت نسبة الاسر الفقيرة من 4،9 % عام 1999 – الى 3،13% عام 2015 . وقبل أن يبلغ عدد الاسر الفقيرة التي يعيلها معيل واحد (189) ألف أسرة – كان عددها عام 1999 مئة وخمسة الاف أسرة ، بينما كان عدد الاسر الفقيرة التي يعيلها معيلان عام 1999 حوالي (13) ألف أسرة ، فارتفع خلال (15) عاماً الى (66) ألف أسرة، أو يزيد.

وبينما سجل جدول غلاء المعيشة في السنوات العشر الأخيرة ارتفاعاً اجمالياً بنسبة 24% - فان معدل الأجور في إسرائيل عموماً قد ارتفع خلال نفس المدة بنسبة 9،5 % فقط ، بينما ارتفع أجر الحدّ الادنى بنسبة 5،10% فقط ، وبعبارة أخرى – ارتفع غلاء المعيشة بشكل ملحوظ ، بينما كانت الارتفاعات في الأجور أقل بكثير.

10% من الأولاد في اسرائيل " ينامون وهم جياع ، وخاصة العرب"!

وبالإضافة إلى هذه الدراسة – صدرت مؤخراً عن المجلس الإسرائيلي لسلامة الطفل النشرة السنوية للإحصائيات تحت عنوان " الأولاد في إسرائيل- 2016 " – وتضمنت هي الأخرى معطيات تضاهي في قسوتها ما ورد في الدراسة المذكورة ومنها أن 10% من الأولاد" يخلدون الى النوم وهم جياع " !

وجاء في النشرة ان عدد الأولاد الذين يعيشون في فقر بلغ عام 2015 حوالي (840) ألفاً (839 ألفاً و 377 ولداً ) ويشمل هذا العدد الأولاد الفلسطينيين في القدس العربية ، فيما بلغت نسبة الأولاد الذين يعيشون تحت خطر الفقر 30% أي أربعة أضعاف عددهم عام 1980.
" وبطبيعة الحال" فان الأولاد العرب داخل اسرائيل أشد فقراً في واحة الرفاه والديمقراطية في الشرق الاوسط: فوفقاً للنشرة بلغت نسبة الأولاد العرب الذين يعيشون تحت خط الفقر عام 2015 قرابة 66% (6،65 %) ، مقابل 8،19% لدى اليهود.

أولاد ذوو أجسام هزيلة

واستناداً كذلك الى هذه النشرة التي تضمنت أبحاثا ميدانية أيضاً ، تبين أن 5 % من الأولاد الذين شملهم البحث " يمتنعون عن الذهاب الى مدارسهم خوفاً من تعرضهم للعنف " ، وقد أظهرت أن عدد الملفات الجنائية التي فتحت على خلفية التعدّي على قاصرين – قد ارتفع من (14) ألفاً و (513) ملفاً عام 2006 الى (17) ألفاً و (677) ملفاًعام 2015.

وفي مطلع العام الماضي (2016) بلغ عدد الأولاد المسجّلين (للرعاية والعناية ) في أقسام الرفاه والشؤون الاجتماعية (448) ألفاً و (730) ولداً ( 16،2% من مجمل عدد الاولاد في اسرائيل ! ) بينما كان عددهم عام 2001 مئتين وتسعين ألفاً و (417) ولداً . والامر يتعلق هنا بالاولاد الذين يعانون اهمالاً ، وتنكيلاً جسدياً وجنسياً.

وورد في هذا الباب أن 2 % من تلاميذ صفوف الأول ، و 6،3 % من تلاميذ صفوف السوابع يعانون من الهزال والنقص بوزن الجسم. وتبدو هذه الظاهرة بنسب عالية في المجتمعين: البدوي، واليهودي المتدين (الحريديم).

وأظهرت النشرة أن 30% من الأحداث والفتيان الذين شملهم البحث الميداني قد أفادوا بأنهم تواصلوا من خلال هواتفهم المحمولة والشبكة العنكبوتية بأشخاص غرباء لا يعرفونهم – وقد أعلن نصف هؤلاء الفتيان أنهم التقوا، شخصياً ، مع هؤلاء الغرباء !
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]