استَقبَلَ جامِع عُمَر المُختار يافة النَّاصِرَة العامَّ الميلاديَّ الجديد 2017 حيثُ أُقيمت شعائِر الجُمعة المُبارَكة الأولى بِحُضور حشد مِن أهالي البَلدَة والمنطِقة، واستهلت الفترة الدينيَّة بِالتِلاوة العَطِرة لِآيات ما تَيَسَّرَ مِن القُرآن الكريم بِصوت القارِئ الشيخ سليم خلايله ثُمَّ قام الحاجَّ الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامِع بِتقديم الدرس وافتتحه بِحَمد الله سُبحانه وتعالى وعرَّج الصلاة والسلام على الرسول الكريم النَبِيَّ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وأشار إلى الهدف الأساسي مِن إرسال الرُسُلَّ وبعث النبيين وإنزال الكُتُب إلى الناس ذاكِرًا أنَّ الأنبِياء والمُرسَلون هُمَّ مظهر مِن مظاهِر تَجَلَّيات الله الرحمانِيَّة في الخلق والَّذي دعا الله أن يبعث الأنبِياء والمُرسَلين هُوَ سبب أساسِيَّ ورحمة الله في خلقه وإلَّا ترك الله الناس على عُميانهم، وأكَّدَ أنَّ الله سُبحانه وتعالى حريص على الإنسان والله رحيم بِالإنسان والله خلق الإنسان لِيرحمه كما وَرَدَ في الحديث القُدسي (كُنتُ كنزًا مخفيًا فأردتُ أن أعرِف فَخَلقتُ الخلق فبي عرفوني)، لافِتًا إلى التَعرَّف على الله وَحُبَّ الله على ما سِواه وَتَجَلَّي الله في الأنبِياء والأُسلوب البديع في اللُغَة العَرَبِيَّة ((كُلُّ شيء هالِك إلَّا وَجهَهُ))، وكان صُلب ومدار حديثه أنَّ الله عزَّ وجلَّ خلق الخلق لِيرحمهم بِالأساس والإنسان على فطرة الله، الله خلق الإنسان لِلِمَحَبَّة لِلِمعرِفة لِلِعلم لِيَرحمه لا لِيُعَذَّبه ((يا أيُّها الناس أنتُم الفُقراء إلى الله))، ((وإنَّما لِأنفُسِكُمَّ تمهَدون)).
وتابَعَ فضيلَتَهُ الدرس في الخُطبة وَذَكَرَ مظاهِر تَجَلَّيات الله الرحمانِيَّة في خلقه وَهُناك فرق كبير واسع شاسع بينَ الدين وبينَ التَدَيَّن وأنَّ الدين هُوَ المرجِع هُوَ الأصل والتَدَيَّن هُوَ الفرع وَهُوَ شيء نِسبِيَّ وحديث (كُل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) والنَبِيَّ كان كثير الإستِغفار، والمبدأ أو المنهج أو الدين هُوَ المحجوج بِهِ على المُتَدَيَّن لا العكس وَمُشكِلة الأُمم ينظُرون إلى المُتَدَيَّن لا إلى الدين ويأخُذون الدين بِجاهرة المُتَدَيَّن والدين يبقى دينًا حتى لو إرتَدَّ المُتبَعون حتى لو فسخوا حتى لو فجروا حتى مهما فعلوا، والدين يبقى محفوظًا لِأنَّ الله حَفِظَ دينه والدين لله مُوَضَّحًا المعنى الجميل الَّذي لَخَّصه النَبِيَّ عليه الصلاة والسلام (لن يُشاد هذا الدين أحدٌ إلَّا غلبه) وملاك ساجد إلى يوم القيامة واختتم بِحديث النَبِيَّ عليه الصلاة والسلام (إنَّ هذا الدين متين فأوغل فيه بِرِفق، ولا تبغِض إلى نفسك عبادة الله، فإنَّ المُنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى).
[email protected]
أضف تعليق