منذ ان تمّ الإعلان عن ان هنالك اربع فتيات من الطيرة متواجدات في مكان الحادث الإرهابي في اسطنبول، والصفحات الفيسبوكية تعجّ بالتعقيبات وردود الفعل.
وكانت الصفحات الفيسبوكية قد شهدت نقاشات حامية الوطيس وأهمّها تدور حول سبب تواجد الفتيات هناك؟
تجدر الإشارة الى ان الحادث الارهابي أسفر عن استشهاد ابنة الطيرة ليان ناصر البالغة باستشهادها 19 عاما، وان الطيرة تعيش اجواء الحداد والحزن في أعقاب استشهاد ليان وإصابة صديقاتها.
مراسل "بكرا" رصد ردود فعل البعض حول النقاشات الدائرة على الفيسبوك.
غسل دماغ
طالب حقوق وإدارة اعمال - مجد محمد لطفي، قال بحديثه مع موقع بكرا:" بداية وقبل كل شيء لا بد ان نشارك العائلة احزانهم ونواسيهم على مصابهم، رحم الله فقيدتهم وجعل مثواها الجنه، فلترقد روحها بسلام.
لا شك ان الارهاب لا دين له، فهو لا يميز لون، عرق، او جنس..اعتقد اننا نقف امام ارهاب عصري جديد، وهو ارهاب الحديث والنقاش فالعديد من المتطرفين يثبتون لنا ذلك".
وأكدّ ان:"ليس هناك مكان لأي نقاش حول ما حدث، وحول استشهاد ليان، فلا تجوز على الميت الا الرحمة كما انها ضحية لعملية ارهابيه".
وزاد:"مع ذلك رأينا قلة قليلة من المزاودين، حيث غسلت ادمغتهم بافكار تطرفية عديدة، ليتحدثوا بسطحية وقلة موضوعيه متغاضين عن اخطائهم وعيوبهم. في المقابل، عدد كبير من الناس وقفوا الى جانب العائلة مشاركينهم حزنهم في مصابهم، رأيناهم يدافعون عن ليان بكل قوة، ولهم كل الاحترام".
واشار الى ان: "ليان ككل شخص اخر، انتظرت اغلاق عام ميلادي، واستقبال عام جديد بتفاؤل واجواء فرح، سافرت للترفيه عن نفسها والعودة بطاقة اكبر الى حياتها الروتينية، ثم قصدت مطعماً مع صديقاتها لانتظار العام الجديد باجواء احتفاليه سعيدة، فكانت ضحية التطرف والارهاب".
وشدّد على ان:"في النهاية اعود واقدم كل التعازي لعائلة الشهيدة ليان، متمنياً من كل من اراد التعليق على الموضوع، ان يأخذ بعين الاعتبار ان كلٌ منا حر بتصرفاته ومسؤولٌ عنها. أن تنظروا الى عيوبكم قبل انتقاد غيركم. أن تقولوا خيراً او فلتصمتوا".
وانهى كلامه قائلا:"أن لا تجعلوا حديثكم متطرفاً ارهابياً فتزداد الضحايا. أن تفكروا واعتدلوا دائما ولا تجعلوا ادمغتكم تغسل بسهولة".
ذنب الدواعش
الناشطة الاجتماعية والسياسية -امينة شبيطة محاميد، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" ما حصل مع الصبايا مؤسف جداً، الصبايا من بيوت أصيلة وخرجن من البيوت بموافقة اهلهن، هن خرجن للسهر بمطعم وليس بملهى، جلسن بمطعم، فالذنب ليس ذنبهن، الذنب ذنب الدواعش الذين يقتلون الناس الأبرياء ويستغلون الأماكن العامة لتحقيق مبتغاهم".
واشارت الى ان:" هناك ذنب للحكومة التركية بسبب موقفها من الأكراد والقضية الكردية والسورية كذلك".
وعن الحملة الداعشية التي شنّها افتراضيّو الفيسبوك، تقول بحديثها لـبكرا:" الكثير من الناس لا يوجد لهم ايّ عمل يقومون به غير ألآخذ بطرف الخيط والبدء بتوجيه الاتهامات، الطيرة عن بكرة ابيها متضامنة مع الضحايا ومع أهل الضحايا".
وشدّدت على ان:"من منطلق معرفتي ببيوت وعائلات اثنتين من الصبايا، يمكنني القول بانهن محترمات جدا، كل ذنبهن إنهن خرجن للسهر بموافقة اهلهن".
وأنهت كلامها قائلة:" قطعت كل الالسن التي هدفها فقط تصويب الاتهامات للمرأة فهذا ضد التحرر وضد الحرية وضد التقدم".
ندفع ثمن الجهل والداعشية
الناشطة الاجتماعية من الطيرة - عهود شبيطة، قالت بحديثها مع موقع بكرا:"بداية رحم الله فقيدة الطيرة الغالية ليان ناصر وتعازينا الحارة لأهلها وصديقاتها وأحباءها وكل الخزي والعار للارهاب التكفيري الذي بسببه نفقد في وطننا العربي خيرة شبابنا وها نحن اليوم في الطيرة يعتصر قلوبنا الحزن والالم على فقدان فتاه في عمر الورد ظنت انها ستبدأ عاما جديدا بخير وسلام لكنها وقعت ضحية الارهاب التكفيري في مطعم في اسطنبول التركية واصيبت صديقاتها بجراح ونرجو عودتهن سريعا مشافيات معافيات ".
واضافت:"وفي الوقت الذي نسال الله فيه الرحمه لفقيدتنا التي عرفتها عن قرب كطالبة متطوعة ومهذبة وهادئة جدا ندعو الجميع إلى الوقوف الى جانب العائله الثكلى ونحن لسنا ضحايا بالصدفة فالارهاب يضرب بكل مكان دون اي اعتبارات انسانيه او اخلاقيه ولا يميز بين صغير وكبير ولا يعرف حرمه لاماكن مقدسه ولا لحياه فالارهابيون يعتدون على الانسان والحجر والشجر ويتركون وراءهم الخراب والدمار، نفوسهم مريضه مليئة بالحقد والسواد".
وأردفت:"وفي هذا السياق لا بد من الاشارة للتعليقات التي تم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي والتي منها ما يجعل اصحابه يحمل دم ليان وكل ضحايا الارهاب في رقابهم فكل من ادان تواجد الضحايا في الاحتفال ولم يدين الارهاب والقاتل الذي اعدم الضحايا بدم بارد".
وأكدّت ان:"دم ليان في رقبتهم جميعا، خطية ليان وروحها الطاهرة وكذلك كل من يبرر الارهاب ويشرعنه فكثير من التعليقات تجد فيها اناسا نصبوا انفسهم اولياء الله على الارض وكأنهم اوصياء على الناس في الوقت الذي هم في امس الحاجه للنظر الى انفسهم اولا واصلاحها وليبدأ كل انسان بنفسه ويربيها على احترام الاخرين وحريتهم الشخصية وهناك حاجه ليعلم الكثير ان هناك خصوصية للبشر ليس من حق احد ان يمسها ولكن للاسف التعليقات تعكس مستوى ثقافة متدن وتربية بحاجة الى اعادة صقل وغربله من كل الافكار السوداء التي تتمحور حول نفسها وكأن كل شخص يملك الحقيقة الكاملة فيحلل ويحرم كما يتلاءم مع مراجعه ومصالحه ويصدر الاحكام ذات اليمين وذات الشمال دون اي اعتبار لمعتقدات واراء الاخرين".
واشارت الى ان:" وهذه هي ماهية الفكر الداعشي المقيت الذي بدأ يملأ فراغا موجودا في عقول كثير من الناس وخاصة الشباب الذي يعاني من ازمة هوية وضياع وتدني ثقافي ".
واختتمت كلامها قائلة:"جزء كبير لا يستهان به من التعليقات تشير الى ازمة فعليه وخطر يهدد مجتمعا بأكمله وان لم نقف جميعا ضد هذه الموجة العاتية من الجهل الذي يتم ترويضه لصالح ارهابيين يستخدمون كأذرعه للجريمة والقتل فكلنا سندفع ثمنا غاليا".
يجب ان نحترم الاختلاف بيننا
الطالبة الثانوية والناشطة النسويّة - سنيال بهاء محاميد، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" اولا كالعادة الناس تحلّل وتعقبّ على أساس ان رأيها مقدّس وهو الصح دون رحمة ولا ضمير، ولَم يأخذوا بعين الاعتبار ان للمرحومة أهل، مجتمعنا حتى اللحظة لم يصل لمرحلة التي فيها يفهم انّه لا دخل له حتى لو كانت بمقهى ليلي او مقهى عادي، فهذه حياتها وقراراتها لليان، وفِي نهاية الامر هي من تأذّت وليس الناس".
واشارت الى ان:" يجب ان نصل لمرحلة ان يفهم الانسان انه هو جزء من مليارات الناس بالعالم، وكلّ انسان له رأيه وتفكيره يختلف عن الاخر ولا يوجد انسان يشبه الاخر، لذلك من غير المحبذّ ان نعتقد ان رأينا مقدّس".
وأنهت كلامها قائلة:" يجب ان نحترم الاختلاف بيننا، المرحومة توفت في محلّ من اختيارها، بالمحل التي رأت انه مريح لها وهي سعيدة فيه، لروحها الرحمه والسلام ولا يوجد فرق بين الذين تم قتلهم بمطعم او ملهى او مكان للعبادة فكلّه نتيجة الاٍرهاب وعلينا تسليط كلامنا وذمّنا على الإرهابيين وليس على الضحايا".
عدم زيادة المشكلة
محمد سعيد اغبارية قال بحديثه مع موقع بكرا:" بغضّ النظر اذا كان الحديث عن ملهى او مطعم، الحقيقة اننا امام ضحيّة بريئة كان همّها استقبال العام الجديد مع صديقاتها، لكن ارهاب ليس له ايّ دين نشر خبثه ليس فقط اسطنبول، إنما في مدن أوروبية شتّى وبحقّ بات الفرد يبتعد عن مصطلح "سفر" وأتمنى ان نتفّهم جميعنا ما حصل".
واختتم كلامه قائلا:" علينا عدم زيادة المشاكل تفاقما بل علينا مساندتهم ورفض فكرة ان نكون ارهابيين بردود فعلنا وأقوالها!".
[email protected]
أضف تعليق