يحتل مسجد قباء مكانة كبيرة في التاريخ الإسلامي، فهو أول مسجد بني في الإسلام، وقد خطه الرسول عليه الصلاة والسلام بيده عندما وصل المدينة المنورة مهاجراً من مكة المكرمة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة رضوان الله عليهم. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، ويقع المسجد على مسافة 3 كيلومترات ونصف عن المدينة المنورة.

وحين هاجر النبي من مكة إلى المدينة وبقي في قباء 20 ليلة ينتظر قدوم ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان يصلي قصراً ويستحب الصلاة فيه والدعاء وقد ذكره الله تعالى في كتابه العزيز «لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ».

وتم بناء المسجد عندما وصل الرسول إلى المدينة المنورة، وهو في الجنوب الغربي من المدينة المنورة ويبعد حوالي 5 كيلومترات عن المسجد النبوي الشريف، ويوجد به بئر ماء يعد نسب هذا البئر لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.

وقد بني المسجد في مكان «مبرك» ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصل الرسول إلى المدينة المنورة وقال لأصحابه دعوها فإنها مأمورة وظلت تمشي حتى بركت في مكان المسجد وهناك تم بناء المسجد.

وقال العلماء إن اسم المسجد مأخوذ من اسم لبئر ماء حيث ذكر ذلك في كتاب معجم البلدان أن كلمة قباء تعني اسم بئر. ولفضل هذا المسجد وردت آيات وأحاديث كثيرة نذكر منها قال الله تعالى « لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ». وقد شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في عملية البناء لهذا المسجد بنفسه وشاركه الصحابة رضوان الله عليهم أيضاً في عملية البناء.

وكان صلى الله عليه وسلم أول من وضع حجراً في قبلة هذا المسجد الشريف ومعه أبوبكر وعمر وحمزة رضي الله عنهم وشاركوه بوضع حجر المسجد، وكان المسجد في بداياته بسيطاً عبارة عن شكل مربع ولا يزيد طول أحد أضلاعه عن 70 متراً وله الكثير من الأبواب يقال إن له 3 أبواب وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تم توسعة المسجد بشكل كبير وزادت عدد الأبواب إذا أصبح له 6 أبواب.

وفي عهد الخليفة ذي النورين عثمان بن عفان تم تجديد البناء والاستعاضة عن أغصان النخيل بالحجر وتمت توسعة كبيرة في عهده.

وعن فضل الصلاة في هذا المسجد الشريف ذكر ابن عمر رضي الله عنه (كان رسول الله يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين). وفي رواية. (أنه صلى فيه ركعتين). رواه البخاري ومسلم، وقال صلاة في مسجد قباء تعدل عمرة. وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور المسجد كل يوم سبت ماشياً ويصلي فيه ركعتين.;

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]