أصدر مركز مدى الكرمل عدداً جديداً من مجلّة جدل الألكترونية، بتحرير مهند مصطفى وعرين هوّاري. يتناول هذا العدد (29) موضوع المجال العمومي وسياقه في المجتمع الفلسطيني في الداخل من جوانب مختلفة. حيث جاء في مقدمة العدد ان "المجال العمومي أو الحيز العام ليس موضوعا جديدا على السجال في الأدبيات الاجتماعية، وقد كُتبت الكثير من النصوص حول دراسة المجال العمومي ودوره في الثقافة السياسية والديمقراطية، وعلاقته مع السلطة سواء السياسية، الاجتماعية أو الدينية. يهدف المجال العمومي الى بناء المواطن الفاعل، عبر مشاركة الناس في صياغة الصالح العام".
يضم العدد الحالي من مجلة جدل ثمانية مقالات فكرية وثقافية تتناول المجال العمومي في المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر من زوايا وحقول معرفية مختلفة. افتُتح العدد بمقالة للدكتور مهند مصطفى تناولت مقاربة نظرية حول المجال العمومي والسجال النظري حوله، حيث يشير المقال الى السجال بين الباحثين حول الفرق بين الحيز الخاص والمجال الرسميّ والمجال العموميّ، في أنّ الأخير هو مجال الصوت بينما الأوّل هو مجال الولاء.
وفي مقالة للدكتور عزمي بشارة مأخوذة من كتابه "طروحات عن النهضة المعاقة"، فإنه يتناول المجال العمومي في المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر، وتحولات المجال العمومي في الممارسة والوعي في المجتمع الفلسطيني، وتم إعادة نشر هذا النص لأنه يعتبر أول نص حاول تحليل إشكال المجال العام والمجال الخاص في المجتمع الفلسطيني.
وفي مقاله، يتحدث د. رامز عيد عن "نظام المشاع الفلسطيني" الذي شكّل، ولغاية منتصف القرن العشرين، حيّزا عاما مشتركا اجتمعت حول إدارته مجموعات مختلفة في المجتمع الفلسطينيّ. في عرضه لتاريخ المشاع في فلسطين، يشدد الكاتب على الدور الاجتماعي والاقتصادي الذي لعبه الاخير في خلق إدارة تعتمد المساواة والتشاركيّة الديموقراطيّة المحليّة في اتخاذ القرارات.
وحول المجال العموميّ والجدال حوله في عهد الثورة الإلكترونيّة، يشارك كلّ من الدكتور مسلم محاميد والدكتورة هامة أبو كشك وديمة أبو العسل بثلاثة مقالات حول الإعلام الإلكترونيّ وشبكات التواصل الاجتماعيّ على وجه الخصوص ودَوْرها في بلورة المجال العموميّ
يناقش الدكتور مسلم محاميد في مقالته شبكةَ التواصل الاجتماعيّ "الفيسبوك" واصفًا إيّاها بأنّها حسرت الوجود وأبرزت الأقنعة، قائلًا: "لقد باتت المنظومات الكونيّة أقرب إلى الإدراك المؤدّي إلى الجهل. فبقدر انكشافنا على مكنونات العلم، نعرف كم نحن جاهلون..". بينما تسلط الضوء هامة أبو كشك في مقالها على نشوء ظاهرة الحراك الشبابيّ عبْر مواقع التواصل الاجتماعيّ بين أوساط الشباب العرب داخل الخطّ الأخضر، تلك الظاهرة التي لعبت دورًا في إبراز الرأي والمشاركة في النقاش، والتي استُخدمت في بعض الأحيان كأداة في الحشد وتنظيم احتجاجات ومسيرات وطنيّة. وفي المقابل تناقش ديمة أبو العسل في مقالها المعنون "وهم العالم الافتراضي" دور شبكة فيسبوك كمجال عمومي متسائلة هل هي منصة متساوية للجميع؟ أم عالم افتراضي يعكس الواقع وصراعاته؟ تناقش أبو العسل السؤالين من خلال عرض تجربة المجتمع الفلسطيني في إسرائيل مع شبكة فيسبوك، وما يليها من ملاحقات واعتقالات وقمع على يد السلطة.
وحول الدفاع عن كرامة المرأة وجسدها في الحيزين العام والخاص تعالج ميساء ارشيد في مقال بعنوان "طوشتوني: الحيز العام الفلسطيني والمرأة بين الانكماش والاتساع" الحيز العام من منظور العلاقات الجندريّة وتراتبيتها، وبشكل خاص عند دخول النساء للحيز العام عبر اجسادهن. ويختم العدد بمقالة بعنوان انشغالات الكرامة الإنسانية في الحيز العام، للباحثة جدل القاسم التي تتناول مفهوم الكرامة الإنسانية وانتقاله من الحيز الخاص الى الحيز العام. زاعمة بان الحُريّةُ المُتمثّلةُ في حقِّ الإِنسانِ في تَقرير مَصيرهِ هِي شَرطٌ أَساسيٌّ ووَحيدٌ لِتحقِيق الكَرامةِ الإِنسانيّةِ التي تبقى شعوراً فردياً إلى أن تنتقل من الخاص إلى العام.
اضغطوا الرابط التالي للاطلاع على كامل العدد: http://mada-research.org/?p=8646
[email protected]
أضف تعليق