على الرغم من أنّ قسم ملتحقين بتنظيم "داعش" من الداخل الفلسطيني، قد عادوا أدراجهم واعتقلوا وأن نسبة الملتحقين بهذا التنظيم الإرهابية انخفضت بالسنة الأخيرة، الا انّ فكر الالتحاق بهذا التنظيم لا زال سائداً لدى بعض الفئات مجتمعنا، وفقط يوم أمس تم إصدار حكم بسجن 3 شبان من الناصرة اتهموا بالانتماء لتنظيم "داعش".

وتوجه بعض الجهات أصابع اتهامها لقسم من رجال الدين ووسائل الإعلام التي تروِّج لفكر "داعش"، إما عبر الشحن الطائفي أو عبر التحريض.

مصيدة!
مراسلنا تحدث مع بعض الناشطين من محامين وناشطين، وقال المحامي خالد دغش: لا اعتقد ان هنالك دور يلعبه رجال الدين في مجتمعنا الفلسطيني في اسرائيل ساهم او يساهم في ظاهرة حماسة افراد للانضمام الى تنظيم "داعش" وفي حالات ليس قليلة كانت هنالك محاولات اتصال بل وانضمام فعلي لنشاطات هذا التنظيم من قبل شبان من الداخل بل وشاهدنا حالة انضمام عائلة بأكملها الاب والام واطفالهم.

وتابع:التأثير باعتقادي جاء من النشر الواسع في الشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية والتي لا نستبعد ان يكون من ورائها من هم اعداء الاسلام ويخططون ليل نهار وبميزانيات ضخمة تلائم جهات دولية استهدفت وتستهدف كيانات عربية تعارض خطط الشرق الاوسط الجديد..

وانهى كلامه قائلا:مع هذا لا زال هنالك دور كبير لمسؤولينا ورجال الدين المسلمين في مجتمعنا لتوعية شبابنا وتبيان المكيدة ومنع الوقوع في مصيدة اعداءهم.

فقدان البوصلة
المحامي رضا جابر قال في حديثه لـ"بـُكرا": الظروف الغير تقليدية من فوضى وضبابية وتعقيد في الحياة العامة، السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، افقدت شبابنا البوصلة الحقيقية التي يستطيعون على هديها اتخاذ المواقف الصائبة وأيضا الانتباه من عدم الانزلاق الى متاهات الجماعات التكفيرية والتي تعبث في بلداننا فسادا بعيدا عن مبادئ ديننا الحنيف وأيضا مصلحة بلداننا ومجتمعاتنا.

وتابع: من هنا دور من يستطيع ان ينير دربهم وان يضع بوصلتهم. الاعلام ورجال الدين الذين يعرفون قيم ديننا الحقيقي عليهم ان يكونوا في الصدارة ويقوموا بهذا الواجب.

وانهى كلامه قائلا: الاعلام الذي يغذي غريزة الاثارة ويرسم صورة وردية لهذه الفئات يجب ان يتبنى اسلوبا آخر من التوعية، ووضع الشباب على الحقيقة.

وسائل التواصل الاجتماعي

الحقوقي امير بشارات، قال بدوره لـ"بـُكرا":"الإعلام التقليدي والعلاقات الاجتماعية بين الناس بالعالم كله فقدت محلها لصالح شبكات التواصل، والعالم اليوم اصبح اقرب بسبب تراجع مكانة التواصل الاجتماعي التقليدي والاعلام، حلت محلها تغريدات محرضة منها المعادية للإنسانية وتشجع اعمال "داعش".

واضاف: من جهة اخرى، تراجع المؤوسسات التربوية والثقافية اعطت الفرصة لرجال الدين بكسب ثقة الشباب العرب وعندما لا يكون هناك تربية صالحة وثقافة مغذية للروح العقل يصبح اكثر متعصبّا فالقلائل ينجرون لتشويق "داعش".

واختتم كلامه قائلا: لذلك الحل لمنع هذه الظاهرة هو التشديد على إعلام موضوعي وتقليدي، محايد ويعتمد على صحفيون مستقلون، وأيضًا تعزيز مكانةالمدارس والنوادي والمسارح بين ابناء شعبنا.

بعض وسائل الإعلام تمجّد "داعش"
وقال المحامي جلال ابو واصل: الاعلام العربي هو اعلام في اغلبه مسلوب الهوية والاستقلال ويفتقد للمهنية والموضعية في طرحه، وعندما تقوم الكثير من وسائل الاعلام بتسمية "داعش" في اسم تنظيم الدولة الاسلامية في العرق وبلاد الشام، فهي بذللك بقصد تمجد "داعش" وتدغدغ مشاعر العزة وأحلام العودة للعصر الذهبي للإسلام عند الشباب، وكأن هذا التنظيم يحمل مشروع تحرر ورخاء لبلاد المسلمين وتكمل على ذلك بتبني وجهة نظر واحدة في تغطية الحرب الدائرة في سوريا والعراق ونشر فيديوهات وصور دون التدقيق في مصدرها وصحتها، وتحول رسم صورة وكأن الحرب الدائرة هي بين الاسلام السنة من جهة وبين الشيعة مما يسعد على الاستقطاب الطائفي.

واشار الى أن: اما بعض رجال الدين ممن يتبعون لتيار معين هو في الاساس سياسي يعملون كل ما في جدهم على اقناع جمهور الشباب ان الحرب الدائرة هي حرب طائفية دينية وأن أهل السنة يقتلون وتنتهك حرماتهم على اساس طائفي بحت ويزرعون في عقول الشباب فكرة واجب الانتقام ونصرة اهل السنة من "الكفار" ويحاولون اقناع الناس بوجهة نظر واحدة اما معنا او عدونا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]