أُقيمت شعائِر خُطبة وصلاة الجُمعة المُبارَكة في جامِع عُمَر المُختار يافة النَّاصِرَة بِحُضور المِئات مِن أهالي البلدة والمنطِقة، حيثُ استهلها القارئ الشيخ سليم خلايلة بِتلاوة آيات عطِرة مِن الذِكر الحكيم بِصوته الرائع مع الابتهالات.
كما وألقى الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامِع الخُطبة وافتتحها بِحمد الله سُبحانه وتعالى والهداية وقال: "مَننت علينا بِهذا الدين العظيم الذي لِلِأسف أُختُطِف وشُوَّه ليس حديثًا فقط بل مُنذُ مِئات السنين، لكن ما يُعزَّينا أنَّ هذا الدينَ له رب سيحميه وله رب سيحفظه كما قال الله في نصَّ القُرآن الكريم ((إنَّا نحنُ نزلنا الذِكرَ وإنَّا له لحافِظون))، رغم أنَّ الله تكفَّل بِحفظ الإسلام أي حقيقته أي مصدره الأوَّل وهو القُرآن الكريم إلَّا أنَّ التفاسير والتحاليل والمفاهيم عِندَ البشر تضاربت كما قال الشاعر (كُل يدَّعي وصلًا بِليلى وليلى لم تُقِر لهم بِذاك)، وكما نصَّ القُرآن نفسه ((كُلَّ حزبٍ بِما لديهم فرِحون))، وما يُطمئن قلوبنا وصدورنا أنَّ الدين كُله لله".
وبعد الصلاة على الرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلَّم دخل الموضوع حيثُ كان بِعنوان "مظاهِر الرحمة في دين الإسلام"، وتناوَلَ فضيلته عِدَّة عناصِر مِنها: أهمية الرحمة في الإسلام، وحاجة البشر إلى خلق الرحمة، وَعَرَضَ صُور ومظاهِر الرحمة في الشريعة الإسلاميَّة وأخلاق الرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلَّم، والدعوة إلى نشر الرحمة في المُجتمع والبُعد عن القسوة والتشدد، وقال: "الله أعطانا هذا الدين وجعله محشوًا بِمظاهر الرحمة ونقصِد بِالرحمة الرحمة العامَّة رحمة الله في خلقه ورحمة الخلق فيما بينهم حتى إلى غير الإنسان مِن مخلوقات الله مِن حجر وشجر وبهائم، مِن مظاهِر الرحمة بينَ أبناء البشر عامَّة ومِن باب الأولى بين المُسلِمين لِأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام اعتبر أنَّ ذِمَّة المُسلمين واحِدةٌ يُجير عليهم أدناهم، نحنُ نُحاوِل جاهِدين ترجيع المفاهيم الحقيقية لِدين الله لِأنَّه كما قُلتُ سابِقًا أنَّ المفاهيم اختلطت".
وأضاف: "مِن مظاهِر الرحمة في المُجتمع المُسلم حديث النبي عليه الصلاة والسلام مُنذُ نُعومة أظافِرنا لكن لِلِأسف لم نلمِس تِلك الصورة في مُجتمعنا (لا يُؤمن أحدكم حتى يُحب لِأخيه ما لا يُحب لِنفسه)، مِن مظاهِر الرحمة في الإسلام إكرام الجار (لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبته على جدار)، سِتر عُيوب الآخرين، الشُعور مع الإنسان في كربه، عِيادة المريض لِوجه الله تعالى كما قال النبي (مِن أحب الأيام اليَّ اليوم الذي يعود فيه مريضًا) ليس زيارة إنسان ملك وعدم زيارة إنسان فقير واستحضار عظمة الله سُبحانه وتعالى مِن مظاهِر الرحمة (يا ابن آدم مرضت فلم تعُدني قال يا رب كيف أعودُك وأنت ربَّ العالمين قال أما علِمتَ أنَّ عبدي فُلانًا مَرِضَ فلم تَعُدهُ أمَّا عَلِمتَ أنَّك لو عُدته لوجدتني عنده) وحديث النبي (لا تظهر الشماتة بِأخيك فيُعافيه الله ويبتليك)، مِن مظاهِر الرحمة تعليم الجاهل ويكون لينًا وعدم القساوة عليه، مِن مظاهِر الرحمة صلاة الجُمعة، مظاهِر الرحمة لو أردتُ أن أُفصَّلها وأُعددها ما وسعتها أَّيام لكن المُشكِلة أن نتفاعل معها وأن نخرِج هذه المظاهِر مِن مُجرَّد معلومات إلى واقِعنا المُعاش حتى نلمِس هذه الرحمة في ديننا".
واختتم فضيلته بِقصة موجزة صورة مُتجلَّية في رسول الله تتحدث عن أسر رجُل مِن كِبار القوم مِن الكُفَّار حُجِزَ في سارِية المسجد وكان غليظًا على المُسلمين وهو مُحارب، فكان النبي عِندما يدخُل المسجد ينظُر إليه هذا الرجل ويقول له (يا مُحمَّد أن تقتُل تقتُل ذا دم وأن تعفو تعفو عن كريم) ثلاثة أيام يقول له والرسول طلب مِن عُمَر ابن الخطاب أن يفك أسره وقال له (إنَّما بُعثتُ رحمةً لِلِعالمين)، وبعد أن غاب مُدَّة مِن الزمن عاد ومعه مِن الهدايا ما لا يُثمَّن ومعه أكثر مِن 100 مُقاتل وشهِد بِالله والرسول وقال له (لم أرجع إليك حتى دخل قومي كُله في الإسلام هذه طليعة 100 رجل ومِن خلفي 1000 رجل إشارة مِنك يا رسول الله) والنبي نظر إلى الصحابة وهم جميعًا يبكون. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]