هو ديربي الكراهية إن صح التعبير، اللقاء الذي سيجمع يوفنتوس ونابولي في قمة الجولة الحادية عشر في الدوري الايطالي والذي سيلتقي فيه النجم الارجنتيني غونزالو هيغواين بزملاء الأمس من نابولي في يوفنتوس أرينا .

لعل الانتقال التاريخي للنجم الارجنتيني غونزالو هيغواين من نابولي الى يوفنتوس بصفقة لم يكن لنابولي حيلة في ايقافها بعد ان قررت ادارة السيدة العجوز الاستفادة من خدمات الارجنتيني بكسر الشرط الجزائي مما كلف خزائها ما يقارب الـ 90 مليون يورو، هذا الانتقال وبهذه الطريقة التي عبرت عنها جماهير البارتينوبي بكل الوسائل والسبل، لتعبر عن سخطها من اللاعب الارجنتيني الذي كان في المواسم الماضية الفتى المدلل في المدينة.

ولم تكن جماهير نابولي هي الوحيدة التي عبرت عن استيائها من هذه "الخيانة" بل امتد الأمر الى المدير الفني للفريق ورئيس وادارة النادي التي ابدت امتعاضها من قرار اللاعب بمغادرة النادي والانتقال الى العدو اللدود.

الجولة الحادية عشر من الدوري الايطالي ستشهد المواجهة الأولى للارجنتيني امام رفاق الأمس، ولكن لحسن حظ اللاعب فان هذه المواجهة سيحتضها يوفنتوس أرينا مما قد يخفف وطأة هذه المواجهة عليه، حيث سيجد نفسه في مواجهة زملائه ومدربه فقط، بعيداً عن معقل النادي الجنوبي سان باولو ستاديوم.
ولكن، كيف سيكون اللقاء؟ وكيف ستكون مشاعر الأرجنتيني وهو يحاول التسجيل في مرمى فريقه السابق، وهو الذي يدرك تماماً خصوصية هذه المواجهة بين الفريقين والعداوة الكبيرة التي تعيشها جماهير هذين الفريقين.

لنتفق منذ البداية على أن اللاعب كان قد قرر الخروج والانتقال الى النادي المنافس وهو يدرك تبعات هذا القرار وردة الفعل الكبيرة التي سيتعرض لها جراء هذا القرار، وبالتالي فان مسألة احتفاله من عدمها قد لا تكون عاملاً مؤثراً سواء للجماهير التي بات بنظرها "خائن"، وحتى للاعب نفسه الذي تعرض للكثير من الاهانات وردات الفعل التي اعقبت انتقاله.
بل، على العكس تماماً فقد يتقصد اللاعب الاحتفال امام فريقه السابق كردة فعل من اللاعب على حجم الاساءات والانتقادات التي تعرض لها.

ومن ناحية أخرى قد يجد هيغواين الفرصة مناسبة في مواجهة نابولي لتأكيد أهميته وقدراته التهديفية وخصوصاً في ظل حجم التعليقات التي نالت من اللاعب وقدراته التهديفية من قبل جماهير نابولي، وبالتالي ستكون المواجهة فرصة مناسبة للأرجنتيني في محاولة التسجيل في مرمى فريقه السابق واظهار بأن خروجه من النادي الجنوبي كان خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها بسهولة.

ولم لا تكون وجهة نظر اللاعب بطريقة احترافية متجردة من أية عواطف، بأن يكون وفياً للنادي وجماهير النادي الذي يدفع له راتبه، على اعتبار أن نابولي وجماهيره باتوا من الماضي وهو الان لاعباً محترفاً في صفوف يوفنتوس ولجماهير ناديه الحق في الاحتفال معه في حال تمكن من التسجيل.

برأينا فإن الاحتراف في كرة القدم أخذ الكثير من الانتماءات والعواطف وباتت أمراً ثانوياً امام سلطة المال والعقود الكبيرة، ولكن تبقى هناك بعض الجزئيات التي لا يمكن لأي منا اغفالها والتغاضي عنها، وخصوصاً تلك التي تتعلق بالاندية المتنافسة والتي تمتلك ارثاً من العلاقات غير الودية، وهنا على اللاعب أي كان ان يتجنب الخوض في مشاعر هذه الجماهير او استفزازها لأن النتائج في مثل هذه الحالات عادة ما تكون وخيمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]