في اللقاء الأدبي المميز مع الشاعر مفلح طبعوني الذي أقيم في بداية الأسبوع في ثانوية الدكتور هشام أبو رومي في مدينة طمرة الجليلية، بمبادرة ورعاية مجمع اللغة العربية والتعاون مع المدرسة والمربية الدكتورة فاطمة ريان ومدير المدرسة الشاعر يزيد عواد، برز اهتمام الطلاب بشكل ملحوظ بالمطالعة والاطلاع على الشعر والرواية، الدراسة وغيرها من الابداعات.
وقال المركّز الميداني المربي إيهاب حسين من شفاعمرو: "سنعمل بكل طاقاتنا في المجمع من أجل التواصل مع طلابنا ليستفيدوا من ثراء لغتنا ويتمازجوا مع تراثنا ومع اللغات الأخرى والحضارات المختلفة لتتزايد طاقاتهم الإبداعية الايجابية.
افتتحت اللقاء الدكتورة ريان فقالت: أعزّائي الطلبة صباحكم "أغنية مطرية"، يرطب رذاذها عقولنا، ويبعث ترابها رائحة أرضنا شذية ندية. صباحنا اليوم مكلل بحضور شاعرنا السيد مفلح طبعوني... كتب شاعرنا القصائد بأشكالها المختلفة بالإضافة الى العديد من المقالات الأدبية والاجتماعية. حرص شاعرنا الضيف على توظيف التراث بكل مكنوناته، بغية الحفاظ على ثقافتنا وهويتنا العربية الفلسطينية، كما أنه يقف مناصرا لفئة المسحوقين المهمشين في مجتمعنا وفي هذا نضال لا يستهان به. نرحب بك بيننا ونترك لك المنصة.
بداية تحدّث الطبعوني عن تجربته وتجربة جيله في الحفاظ على لغتنا، ودور الصحف التي حمت لغتنا من الهجوم المخطط الذي قامت به القوى المعادية لشعبنا. ومن ثم تحدّث عن تجربته في المطالعة فقال: كانت تلك الفترة قبل أكثر من نصف قرن من الفترات الصعبة في حياة شعبنا في جميع المجالات، العمل، التعليم والأبداع، الخ... وما يهمنا في هذا اللقاء، الإبداع وما يدور في فلكه. الحصول على كتاب للمطالعة كان من الأمور الصعبة خصوصا بعد النكبة حيث تفرق شعبنا "شذر مذر" وقد دفع النقص في الكتب، المطالعين والمهتمّين في الإبداعات، إلى نقل الكتب القيمة باليد للاحتفاظ بها ومعاينتها. وقد ساعدت هذه التداعيات في تطوّر الإبداع عندنا في جميع المجالات واضاف: الأفراد والفئات والشعوب التي لا تعرف المطالعة والتي لا علاقة لها بالكلمة هي أقرب الى البدائية، بعيدة عن التحضر والاستقرار. المطالعة هي التربة الخصبة التي تنبت الإبداع المتنوع وهي المعيار الذي يرفع الشعوب المثابرة على المطالعة، عن غيرها. تعتبر المطالعة العمود الفقري للإبداع والمبدعين وبكلمات مختلفة هي الرافعة التي تُعلي من قيمة الإبداع. مهمة المطالعة الأساسية هي إثراء الإبداع وتوسيع آفاقه. والمطالعة المنهجية المثابرة مثل الغذاء المفيد الصالح. وقلة المطالعة أو غيابها عن أجندة البشر تؤدّي إلى الهبوط العقلي الذي يعيق التطوّر الطبيعي للنجاحات.
وبعد اسئلة الطلاب ونقاشهم الذي أضاف للنقاش الأدبي مزيدا من الروعة، شكرت الدكتورة ريان الشاعر الطبعوني فقالت: باسمي وباسمكم نشكر الشاعر مفلع طبعوني على محاضرته القيمة وكذلك الشكر لكم على هذه المشاركة الرائعة والقيمة ايضا... ثم دعت الأستاذ يزيد عواد مدير المدرسة ليقول كلمته فتفضّل قائلا: الشاعر مفلح طبعوني يستحقّ منّا كل التقدير والاحترام، يعشق الشعر واللغة، يعشق التراث ويأخذنا نحو ماضينا الزاهر. باسمكم طلابي الأعزّاء، أشكر الشاعر الضيف وباسمكم نكرمه ونقول له مزيدا من العطاء في الأدب والشعر والحياة.
وفي نهاية اللقاء، قدم الأستاذ يزيد عواد والمربية د. فاطمة ريان، درع التكريم للشاعر الضيف الذي ختم اللقاء بمقطع من قصيدته "أغنية مطرية".
[email protected]
أضف تعليق