تتداول وسائل الإعلام الإسرائيل، التصريحات والتلفظات التي صدرت في حينها عن الحاخام "رامي برخياهو"، الذي عُيّن مؤخرًا حاخامًا رئيسيًا لشرطة إسرائيل، بتوصية من المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، وبتصديق من وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان.
ويشار إلى أن آخر منصب أشغله "برخياهو" كونه حاخام مستوطنة "مطلون" في الضفة الغربية المحتلة ويترأس مشروعًا يسمى "مؤمنون بالشرطة" وهو يهدف إلى التوفيق بين عمل أفراد الشرطة وعقيدتهم الدينية (اليهودية)، وفي هذا الإطار يُعنى القائمون على المشروع بتجنيد شبان يهود متدينين، وخاصة من أنصار حزب "البيت اليهودي" الذي يقوده الوزير نتفالي بينيت – لصفوف الشرطة، وقد تم فعلًا تجنيد العشرات من هؤلاء حتى الآن.

ومن أبرز تفوهات ومواقف هذا "الحاخام" ما قاله عن مثليي الجنس واللوطيين: "لا نستطيع السماح بحياة زوجية لا تتوافق مع قوانين الطبيعة ومع تعاليم التوراة والشريعة اليهودية".

وبالمقابل، كتب "برخياهو" في الصحيفة المحلية الخاصة بمستوطنة "مطلون"، ما مفاده أنه "من الواجب إظهار العطف والمشاعر الانسانية وتجاه اللوطيين كأفراد" قاصدًا عدم التعامل أو التعاطف مع جميعاتهم ومؤسساتهم.

"الشرطة والشرطية- ثالثهما شيطان الفُحش"!
كما أن هذا الحاخام، كان قد وقّع على عريضة دعم وتأييد حاخام في الجيش وصف اللوطيين والمثليين بأنهم "منحرفون"، فثارت ضجة عارمة ضده.

وفي فبراير شباط من العام الماضي (2015)، سُئل الحاخام " برخياهو" خلال مقابلة أجراها معه موقع خاص بالمتدينين اليهود- عن رأيه في شكل العلاقة بين شرطي متدين وشرطية تخدم معه في نفس القسم، فأجاب: "نحن نربي ونثقف أفراد الشرطة بموجب القيم والأخلاق، ونرشدهم إلى كيفية تجنب الخوض في أحاديث عاطفية (مع الشرطيات)، ونرشدهم إلى كيفية تجنب التواجد مع زميلة لهم في العمل، في سيارة الشرطة بمفردهما، في العتمة" – على حد توصيفه، مضيفًا أن هذا الأمر "شديد التعقيد، وغير صحي وغير سليم، لكن هذا لا يعني أنه مستحيل"!
وعنونت صحيفة "هآرتس" الصادرة يوم الثلاثاء (11.10) صفحتها الأولى بعبارة تشير إلى ما وصفته "تأثير الديانة اليهودية على الشرطة"، وكتبت في العناوين الفرعية أن أفراد الشرطة يستعينون بنصائح من الحاخامات، وأن النية تتجه نحو إقامة كُنس في محطات وأقسام الشرطة، بالإضافة إلى اتّباع منهم الدروس الدينية، مع الإشارة- كما كتبت الصحيفة- إلى أن أفرادًا من الشرطة قد بدأوا يعلنون جهارة عن رفضهم للقيام بالمهمات في أيام السبت، فيما أبدى ضابط كبير سابق خشيته من تغلغل تأثيرات ونفوذ الحاخامات على الشرطة، مثلما حدث في صفوف الجيش- على حد توصيفه!

وفي سياق الإشارة إلى استعانة أفراد من الشرطة بنصائح من الحاخامات- نقلت الصحيفة عن شرطي سؤالًا وجهه إلى حاخام في إطار منتدى خاص بأفراد الشرطة المتدينين الذي يجرون لقاءات مع مرشدين من الحاخامات، ومفاد هذا السؤال:" هل مسموح القيام أيام السبت بمهمات الحراسة على مواطنين من غير اليهود، حتى في حالة وجودهم تحت التهديد"؟ وتوضيحًا لسؤاله أضاف: طُلب مني مؤخرًا أن أنضم إلى قوة من الشرطة لتعزيز المحطة الكائنة في بلدة راهط بالنقب، بما في ذلك أيام السبت، فهل مسموح لي، حسب الشريعة اليهودية، أن أدنّس حرمة السبت من أجل إنقاذ أشخاص ليسوا ملزمين باحترام قدسية هذا اليوم"؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]