لا زالت مدينة ام الفحم تعيش في هول الصدمة التي نتجت عن مقتل الشاب حسين ابو رعد (محاجنة) خلال تواجده بسهرة حنّاء قبل ما يقارب اسبوعين.

ويفكّر اهالي المدينة عامة والشباب خاصة، بآليات مناسبة لدحر العنف ومكافحته.

وعلى سبيل المثال، في حيّ عين النبي، يتذمّر السكّان هناك من وضع المرافق الترفيهية، مشدّدين على ان المرافق الترفيهية والأطر الشبابية تساهم بشكل كبير في التقليص من العنف.

وتوجَّه البعض منهم لمراسل "بكرا" مطالبين بلدية ام الفحم بالعمل على ترميم هذه المرفقات وتصليحها، ليقوم الشباب بالتواجد بها وتفريغ طاقاتهم السلبية، في سبيل مكافحة العنف.

الملاعب والعنف 

مواطن من حيّ عين النبي - المربّي ابراهيم وفقة جبارين، قال لموقع بكرا:" لا بد ان أشير الى انه هناك عدّة عوامل يجب معالجتها لمكافحة العنف، بداية على جميع الشباب ان تتكاتف وتتلاحم فيما بينها من اجل حل هذه المشاكل وكذلك على المؤسسات الرسمية بان تقوم بمكافحة العنف بوسائلها الخاصة".

واضاف:" ومن بينها، على بلدية ام الفحم ان تدعم الشباب من خلال تفعيل المرافق الاقتصادية والسياحية والترفيهية من اجل ان يقوم الشباب بقضاء احتياجاتهم العامة والخاصة".

واشار الى ان:" فمثلاً نطرح موضوع ملاعب الأحياء مثل ملعب حي عين النبي بالمنطقة التي أسكن فيها، على البلدية تجهيز هذه الملاعب لاستقبال اكبر عدد من الشباب والناس الذين يحبون ممارسة كرة القدم".

ونوّه:"من بينها المراكز الترفيهية ومسارح وعروض كي يتواجد الشباب بها وتفريغ هذه الطاقات التي تعتبر سلبية وتحويلها الى ايجابية".

وانهى كلامه قائلا:"هناك الكثير من طرق العلاج لكن نذكر بعضا منها، والاهم هو تفريغ الطاقات السلبية وتحويلها الى ايجابية وبذلك بتمالتقليص من العنف".

مكتبات عامة 

ابن حيّ عين النبي - عمر ابو علي محاميد، قال بحديثه مع موقع بكرا:" بشكل عام، العنف امر محزن جداً لانه لا يوجد فعالية بإمكان الشباب القيام بها سوى العنف وحيازة السلاح، على البلدية دعم الاطر الاجتماعية عن طريق الرياضة بكافة أنواعها وهناك عدّة امور مثل النوادي وكمال الأجسام فللأسف البلدية لا تدعم هذه الاطر كما يجب".

واشار الى ان:" فَعِدَّة امور على الشباب فعلها ولا يمكنهم ، مثلا هناك من يتواجد على مدخل البلد وينظّم سباقات سيارات غير قانونية وبالتالي يكون مصدر ازعاج لاهالي المدينة، فمن الممكن ان تقوم البلدية باحتواء هؤلاء وتنظيم يوم خاص لهم لمحبّي السيّارات، من اجل تفرغة طاقاتهم".

ونوّه:" غالبية الشبّان في مدينتنا يحبّون ركوب الخيل فالبلدية يجب ان تدعم هذا الامر، وقبيل فترة ليست ببعيدة تم افتتاح مشروع خاص على حساب سكّان من المدينة فباتت الرياضات معدومة بالبلد وكرة القدم صارت شكل اخر للعنف في ظلّ تشتّت الحارات".

وشدّد على ان:" البلدية يجب ان تفتتح مشروع مهمته مساعدة الشباب للانضمام لهذه الاطر وبالتالي تقليص العنف وممكن مكافحة العنف عن طريق عدّة امور وأهمّها التربية الصالحة في البيت او إقامة مكتبات عامة، لماذا يسافر ابن ام الفحم الى حيفا او تل ابيب للدراسة على الامتحانات؟ لماذا لا يكون عندنا مكتبتنا الخاصة؟!".


وانهى كلامه قائلا:" للأسف بلديّتنا الموقّرة تهتمّ بعدّة امور التي اعتبرها غير أساسية وغير رادعة للعنف كذلك، فهم يهتمّون بتعبيد الشوارع وهذا لا يخفّف من العنف، على الجميع التعاضد وطرح جلّ الحلول التي من شأنها دحر العنف، ليعمّ الارتياح على جميع السكان وبالتالي تخفيف الاعباء علينا".

الإنتماء 

ابن حيّ عين النبي - الناشط الاجتماعي احمد سليمان جبارين، قال بحديثه مع موقع بكرا:"العنف وكل وقت الفراغ بالنسبة للشباب وكيف يمكننا الحفاظ عليهم، بالنسبة لي كيف من ممكن ان يتم استغلال الموارد الموجودة في المدينة؟".

ويتابع:"الموارد الموجودة ان كانت مباني او مؤسسات او موارد اقتصادية من ناحية شغل وتشغيل وهناك موارد اخرى علاقات عامة وبشرّية ، بالأساس بكلّ حي وبكلّ منطقة هناك أمورا أساسية موجودة، عندنا منتزه اسكندر بحالة يرثى لها وملعب ستّ خيزران بحالة يرثى لها".

واضاف:"تقع مسؤولية على الجميع ان كان على مؤسسة او حتى على اهالي الحي او مستخدمي الملعب، فتجد من يرفض هذه المبادرة وناس بحاجة للعمل معهم واشراكهم ليشعروا بان لهم قيمة".

واشار الى ان:"والمؤسسة كيف يمكنها المحافظة على المكان، من الممكن انه لا يوجد ميزانيات، لكن مثلما يوجد ميزانيات لتعبيد الشوارع، بالطبع يكون شوارع لترميم الملعب".

ونوّه:"حتى لو لم يأتي الامر عن طريق البلدية فمن الممكن ان يكون عن طريق اهالي الحي".

واختتم حديثه قائلا:"كلّ شخص يشعر بالانتماء لبلده ولحارته، عندما تكون المرافق نظيفة ومشكلة النظافة بالملعب ليس سببها البلدية، بل من يلعب بهذا الملعب ويستخدمه".

رد البلدية 

ونجح مراسل "بكرا" بالحصول على ردّ البلدية بخصوص توجّه سكّان حي عين النبي، بحيث جاء على لسان نائب رئيس بلديّة ام الفحم - المحامي رائد كساب محاميد:"بالنسبة لهذا الملعب سنعمل على اصلاحه ان شاء الله. ولكن نحن كبلدية في ام الفحم نضع صوب اعيننا وفي بداية اهتماماتنا هموم وقضايا الشباب، والان يتم تصليح وترميم العديد من الملاعب في البلد".

وتابع:"بالنسبة لقضايا الشباب وثقافتهم، فانه في منتصف الشهر القادم سيتم افتتاح الصىرح الكبير، مسرح وسينماتك ام الفحم، والذي سيقوم بدوره في المساهمة الفعالة في تطوير الثقافة عند الشباب والاطفال وسيشكل نقلة ثقافية نوعية ، حيث ان هذا المشروع كلف قرابة الـ25 مليون وفي الفترة الاخير عملت انا شخصيا بشكل دؤوب من اجل افتتاح هذا المسرح".

واشار الى ان:" وقد شهدت البلد نشاطات ثقافية عديدة اقيمت في مركز العلوم وادعو كافة الاهل والشباب الى المشاركة في هذه النشاطات".

وانهى كلامه قائلا:"دائما ستظل هنالك نواقص سيكون هدفنا ان نعمل على اتمام كافة الامور لتطوير البلد بالشكل الذي يليق ببلدنا واهلنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]