يعد سجن «باستوي» في النرويج هو السجن الوحيد من نوعه في العالم، من حيث شكله وطبيعته وتعامل إدارته مع المساجين، حسبما ذكر موقع «الجزيرة».
ويتميز سجن باستوي، وهو اسم الجزيرة التي يقع فيها السجن، وهي منطقة مجاورة لجنوب العاصمة النرويجية أوسلو، بشكله غير التقليدي، فهو أشبه بمنتجع لقضاء العطلات، وليس سجنًا بالمعنى المعروف.
كان إخصائيون تابعون لوزارة العدل أقاموا ذلك المكان، بطبيعة مختلفة ومناخ مختلف، ليكون قادرا على إصلاح المساجين، وجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية بعد خروجهم من السجن، ومنحهم الثقة في أنفسهم.ويقوم السجن على فكرة أن الإنسان لا يولد مجرمًا، لذا فالسجناء يعيشون حياة طبيعية كغيرهم، ويتمتعون بكافة الخدمات والإمكانيات، يدرسون ويتعلمون في غرف مجهزة بأحدث وسائل التعليم.
وسجن باستوي هو عبارة عن منطقة مفتوحة بدون حدود أو أسوار، لأن هناك ثقة يتم زرعها بين إدارة السجن، والنزلاء، ما يخلق الأمان في نفوسهم، وينعكس على تصرفاتهم وحياتهم المستقبلية.ويتكون من مجموعة من البيوت الفارهة والغابات والأراضي الزراعية، التي تربى بها المواشي، إضافة إلى ورش عمل مهنية للتطوير والتدريب.
ونتيجة تلك الحرية التي يتم منحها للسجناء خلال فترة سجنهم، فإن حالات الهروب شبه منعدمة، فلا يوجد مكان أجمل من ذلك لقضاء فترة سجنهم، لأنه في حالة محاولة أحد السجناء الهروب، فإن النتيجة تصبح وضعه في سجن تقليدي، وهو عقاب رادع لهم.وخلال فترة السجن، يختار السجناء ما يناسبهم من تلك الأنشطة لامتهانها وإتقانها، ويعيش كل ثلاثة أو خمسة نزلاء في بيت مستقل عن البيوت الأخرى، لكل واحد منهم غرفة مستقلة ويشتركون في المطبخ وغرفة المعيشة.
ويتمتع النزلاء بممارسة أنشطة ترفيهية خلال فترة إقامتهم، فيمكنهم ممارسة رياضة التزحلق على الجليد في الشتاء، ركوب الخيل، وممارسة التنس، والتمتع بشواطئ الجزيرة صيفًا، وذلك بالتوازي مع القيام بمهامهم ومسؤولياتهم اليومية.
[email protected]
أضف تعليق