لولا صور وفيديو عن جثة لفظها البحر إلى شاطئ بعيد، وليس كاملها لسمكة، لأن “رأسها لإنسان” كما يبدو، لشككوا 100% بخبرها وأهملوه، إلا أن فيديو نرى فيه ما وصفه مكتشف الجثة ومصورها، بأنه “كائن” ليس بحيوان بحري ولا إنسان بري، ومنتشرة عنه خرافات عبر التاريخ بالمئات، منها عن “جلنار” المعروفة بلقب “ابنة البحر” بكتاب “ألف ليلة وليلة” الشهير، أو “حورية البحر” في غيره من كتب الحكايات.

الجثة، طبقا لبريطاني اسمه Paul Jones عثر عليها ملقاة عند شاطئ مدينة Great Yarmouth البعيدة في مقاطعة Norfolk بانجلترا، أكثر من 170 كيلومتراً عن لندن، وكانت الثلاثاء متعفنة بالكامل تقريباً، وظهرت له كأنها لما يسمونه “عروس البحر” أيضا في أفلام “والت ديزني” الكرتونية الشهيرة، فأسرع جونز وصوّرها، ونشر فيديو لما التقطه بحسابه “الفيسبوكي” فأثار ضجة مشهودة في مواقع التواصل.

صدى ما نشره، وصل سريعا إلى وسائل إعلام عدة تناولت ما زعم وقال، من دون تدقيق ضروري للإجابة عن سؤال مهم، وهو لماذا لا نرى في الفيديو متفرجين على “كائن” تقيأ البحر جثته إلى شاطئ مدينة صغيرة، بالكاد سكانها 100 ألف، والأخبار فيها تنتشر بسرعة، خصوصاً إذا كانت غريبة؟ ولماذا لم تضع الشرطة يدها على الجثة، طالما رأسها “بشري” كما نراه بوضوح؟.
المصور المتحمس للغريب من الأخبار

مع ذلك، لم تستغرب صحيفة Daily Mirror البريطانية في خبرها الذي نشرته مختصراً أمس عن الجثة، وفيه ظهرت تفاصيل ما ظهر بفيديو انتشر بعدها في أكثر من 15 ألف حسابٍ تواصلي الثلاثاء والأربعاء، ومعظمها أشار إلى أن ما نراه هي جثة كائن “سمكي” الطراز مع ذيل واضح، وبرأس بشري لإنسان.

إلا أن “ديلي ميرور” زارت حساب بول جونز “الفيسبوكي” ووجدت من سيرته أنه متحمس للغريب من الأخبار، ومتابع لموقع “فيسبوكي” اسمه Horror and Halloween DIY مختص بتنكرات عيد “الهالووين” المرعب بعضها إجمالا، إلى جانب زيارتها لحساب جونز في Facebook الناشر فيه 5 صور لجثة “الكائن” البر- مائي، وأيضا صورته المنشورة أدناه، إضافة لصورة تمثال شيطاني أحمر، وأخرى لهيكل عظمي مغطى بثياب سوداء، ولولا هذه الصور لصدقوه أكثر بالتأكيد. مع ذلك، ظهر مئات المبدين ثقة بزعمه، مع قلة تحدته باعتدال.

صحيفة ثانية، هي “ديلي ميل” البريطانية، أتت أيضاً على الخبر، وشرحت أن “السمكة” إذا كانت حقيقية فعلاً، فربما انشقت عن منطقة بحرية استوائية دافئة للبحث عن القوت بين منصات للتنقيب في المنطقة عن النفط، وبين قوارب الصيد وناقلات النفط الخام والمراكب السياحية العابرة بحر الشمال البارد.

مليون دولار لحورية عكا وحيفا

كما يعيد الخبر الذاكرة إلى “ظهورات” كثيرة، زعموا أن “حوريات” قمن بها في أماكن عدة بالعالم، منها واحدة لمحوها في منتصف 2011 عند سواحل ولاية “فيراكروز” بمنطقة “باخابان” في المكسيك، وأثارت صورتها الكثير من الجدل.

وعندنا في الشرق الأوسط، سمعنا الكثير من الجدل أيضا، عن “حورية” شاهدوها للحظات عند شاطئ “كريات يام” بين حيفا وعكا، فدبت هستيريا بين من أمضوا أغسطس 2009 ينتظرون ظهورها ثانية، ومعهم كاميرات، لأن بلدية المنطقة عرضت مليون دولار لمن يؤكد بالدليل الدامغ وجودها، وبعد عام ظهر فيلم أنتجوه بعنوان “عروس البحر” ويلقي الضوء على العلاقة بين عرب 48 واليهود، وربما استمد منتجوه فكرته من “الحورية” التي اختفت ولم تعد تظهر لأحد للآن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]