تسود منطقة المثلث حالة من الحزن والحداد، في أعقاب مصرع المرحوم حسين محاجنة مساء امس الخميس خلال تواجده في حفل زفاف، ومقتل الشاب رئبال أبو جابر في كفر قاسم.

كلا المدينتين عاشتا ليلة مشحونة حتّى ساعات الصباح، وفي أم الفحم ظلّت أصوات إطلاق النار تدوي حتى ساعات الصباح.

وكان شخص بالأربعينات من عمره قد اقتحم سهرة حناء وأطلق خمسة رصاصات صوب المرحوم محاجنة وأرداه قتيلا وسلّم نفسه صباح اليوم.

يجدر بالذكر ان صفحات التواصل الاجتماعي عجّت بردود الفعل الغاضبة والتي ترفض هذه الجريمة جملة وتفصيلا.


القنبلة الموقوتة خرجت حيز التنفيذ 
مراسل "بكرا" في تقرير صحفي أعده، تحدث مع بعض سكان منطقة المثلث وأم الفحم خاصة، وقال مركّز شبيبة التجمع في ام الفحم - محمد خضر جبارين: شمرّوا قمصانكم واجلبوا الفأس ولنقرأ الفاتحة ، أخجل كتاباتي والظاهر أعزائي إن القنبلة الموقوتة خرجت حيز التنفيذ والسوداوية العابقة في نفوسنا المريضة اصبحت شرعية والمغردون جعلوا صفحاتهم تحليلات عقيمة ونقاشات مقيتة وازدحامات على مسلك شبيه بغابة مليئة بأحاسيس كاذبة ولعينه.

وأضاف: من نحن لنناقش عن الوضع في سوريا وعن مقتل ناهض حتر وعن الامور الإقليمية والعالمية، كذب كلنا فاسدون خائفون من إظهار حقيقتنا نختبئ وراء كواليس صفحات التواصل وصدقنا أنفسنا اننا كاملون.


شرعنة القتل والجريمة هي ليست فقط من يطلق الرصاص، كلنا مجرمون نختبئ نراوغ ونصدق الأكذوبة اننا اصحاب فضيلة


وزاد: لنبقى كذلك ولا ترفعوا الستار ليبقى المجرم فينا طليقا والرصاصة تمتص أرواحنا بحرية والشباب تقتل وتذوب أجسادهم بين كلماتنا التي اصبحت مخدر ورذيلة، لتشمروا قمصانكم ولتجلبوا الفأس ولتقرأوا الفاتحة فهناك شاب آخر قتل وستنساه ذاكرتنا لنكتب حينها الدور على مين.

الطالب الثانوي - امير محاجنة، قال في حديثه لموقع "بـُكرا": ألا يكفي سفكاً للدماء، هل سنبقى نرفع اعلام الحداد؟؟؟فألى متى يا ام الفحم ؟! الى متى سنبقى نفقد نعم الشباب ليخطفهم من الرصاص بلحظة هي الاقسى ، فهم من كانوا لأهلهم الصغار كبارا والامل والحلم ، كانوا نفوس امهاتهم وسند آبائهم.

وأضاف: أحلام دفنت قبل ان تنضج ! جيل يترعرع على مشاهد العنف والقتل ! عائلات تلعق جروحها ! خوف وتوتر بات واضحا على الوجوه .. أصبح الأب يخاف على ابنه الكبير قبل الصغير ! أكانت ام الفحم هكذا ؟ أم النور أصبحت ام الظلام ! افيقوا من سباتكم !فآخرتكم جميعا آتيه.

واختتم كلامه قائلا: اوقفوا سفك دماء اخوتكم واخواتكم وابنائكم وبناتكم، لنكن كالجبال شامخين ! ولنعلوا ونسمو بأسم مدينتنا، فكل واحد منكم لا يريد ان يفقد احدا كما فقد الآخرون ، فقد حان الوقت لنبدل الأسى وطول الانتظار !


الشاب الفحماوي محمد احمد جبارين، قال بحديثه مع موقع "بـُكرا" اسفي على شباب هذه البلد الذين كل ذنبهم أنّهم تربّوا وترعرعوا في بيئة كلّها عنف ، اطلاق نار والطفل عندنا بدل أن ينام على اغنية ، بات لا يعرف النوم إِلَّا على صوت العيارات النارية والرصاص، هذه المرّة الضحية هي حسين، المرّة القادمة سأعقّب على مقتل من؟.

وأضاف: ومن الممكن ان تعقّب الناس على مقتلي، لاننّي لم اقل مرحبا او لاننّي قمت بايقاف مركبتي امام احدى البيوت.

الأمور التي تحدّث بسورية ستصل الى ام الفحم

وأنهى حديثه قائلا: نظلّ نقول أن الأمور التي تحدّث بسورية ستصل الى ام الفحم، وهذا كلّه غضب من الله تعالى والقادم اعظم وسترنا الله مما سيأتي.

أحمد محاجنة قال في حديثه مع موقع "بـُكرا"هذا تصعيد جديد بمدى الانحطاط البشري الذي من الممكن ان يصل له الانسان ، قتل وسط فرح، هذه سابقة فيها الكثير من سرعة انحدار كرة الثلج وتهاوي القيم والاخلاق في المجتمع ، بحاجة لصحوة على صعيد العمل البلدي، توجيه أصابع الاتهام للشرطة لن يجدي نفعاً، كسابقاتها ملفات تحقيق والسلام عليكم.

وأضاف: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الاهل مسؤولون، اين اولادكم في منتصف الليالي، من هم أصحابهم؟ ماذا يشاهدون؟ متى يعودون ، اعود واقولها "ولدين يتربّوا منيح افضل من عشرة بور لا صلة لهم بالتربية لا من قريب ولا من بعيد فهم عبء على المجتمع.

وأنهى كلامه قائلا: المطالبة الفورية على الصعيد المحلى بأماكن عامة واطر للشباب لتفريغ الطاقات الكامنة بشكل آمن. الوضع حزين وانا مقهور واقدر على الحديث معك ساعات بخصوص هذا الموضوع، الرسول يقول"افشوا السلام بينكم، تبسمك في وجه اخيك صدقة، العفو عند المقدرة"، لكن اين نحن من هذه المقولة؟، الله اعلم".

شعار "العين بالعين" سبب من أسباب دمارنا
الناشط الشبابي - محمود حصري اغبارية، قال في حديثه مع موقع "بـُكرا": التربية الخاطئة، بالبلد والبلدان العربية كافة تحت شعار" العين بالعين السن بالسن والبادي اظلم". فرغم عدم ضلوعي بملابسة الحادث الا انني متأكد ان القاتل اتخذ هذا الشعار كوسيلة او تبرير للقتل لمجرد خلاف سابق مع المغدور.

واختتم حديثه قائلا: بالإضافة الى سياسة فوضى السلاح التي تنتهجها الدولة لتطبيق نظرية فرق تسد لأسباب لها ابعاد سياسية منبثقة عنها تداعيات خطيرة جدا.

الشابّة الفحماوية، هديل حاج فرح، قالت: لست متفاجئة كثيرا، اعتقد ان الامر الذي حصل أمر عادي ومن الطبيعي ان يحصل امر كهذا في البلد، بلدنا وضعها مخزي ويوما عن يوم الوضع يزداد سوءا واللوم بنظري يقع على البلدية ورئيسها، لان البلدية عوّدتنا على عقد الاجتماعات الطارئة التي لا يوجد لها داعي.

وأنهت حديثها قائلا: وبالنهاية يذهبون الى تعزية أهل الفقيد وبعد اسبوع يتم التكتّم على ما حصل، ام الفحم منذ زمن ووضعها سيئ، لكن ما يحصل انّ الوضع يزداد سوءا اكثر واكثر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]