أقيمت أمس شعائر الجُمعة المُباركة في جامِع عُمَر المُختار يافة الناصرة بِحُضور المِئات مِن أهالي البلدة والمنطِقة، حيثُ افتتحها القارئ الشيخ سليم خلايلة بِالتلاوة العَطِرة لِآيات مِن الذِكر الحكيم بِصوته الرائع على مسامع المُصلين، ثُمَّ تلاه الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامِع وقدَّم الدرس الديني وتناول التحدَّث عن العُنف نَظرًا لِلحدث المأساوي الأخير الذي راح ضحيته المأسوف على شبابها المرحومة آمنة صالح زطمة وجنينها.
ظاهرة العنف متجذرة في مجتمعنا
واستهل فضيلته الدرس بِحمد الله سُبحانه وتعالى والصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وقال: "نسألُك حُسن الأخلاق وعدم التهوَّر قبل اتخاذ القرار في زمانٍ كَثُرت فيه الأخلاق وكُثِر المُتهوَّرون، في زمانٍ تفشى فيه العُنف وانتشر كانتشار النار فوق الهشيم، نتحدث عن ظاهرة ليست جديدة في مُجتمعنا وليست وليدة ساعَتِها بل للأسف الشديد هي مُتجذَّرة فينا، العُنف الذي يجتاح مُجتمعنا بِكافة أطيافه وأنواعه، عُنف في الأُسرة عُنف بِالمدارس عُنف ضد المرأة عُنف بين الشباب عُنف حتى بين الأطفال طبعًا ناهيك عن العُنف يوميًا نراه في وسائل الإعلام ناهيك عن الأفلام التي تُصنَّع في الغرب في أميركا بِالذات وتُسوَّق بِالشرق عندنا تتجذَّر تِلك المناظِر في نُفوس أطفالِنا".
واختتم: "مُجتمعنا العربي نحنُ كعرب بِشكلٍ عام حتى ناهيك عن الدين والإسلام نحنُ شعب مُجزَّئ مُقسَّم بِالفُطرة إلى شُعوب وقبائل، العُنف بِالمُجتمع المُجتمع يُبلي عليك أن تكون عنيفًا كما قال الشاعر (يا أُمة ضحكت مِن جهلها الأُمم)".
عدم تتبع عورة الناس
وتابع فضيلته الدرس في الخطبة وبعد مُقدَّمة الحمد والشهادة بِالله سُبحانه وتعالى والرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم قال: "العُنف لِكُثرته ولِتشعُبِه ولِكثرة أنواعه أنا مُحتار مِن أين ابدأ، العُنف الذي يوميًا تُسفك فيه الدِماء وتشُم رائحة مُقززة ناهيك عن الأُمَّة بِشكل كبير واسع ناهيك عن الحُروب الأهلِية والطائِفية والمذهبيَّة والفِئويَّة والحزبيَّة، نأتي لَمُجتمعنا المُصغَّر هُنا في بلادنا، أنا قرأت إحصائيات مُذهِلة مثلًا العُنف ضد المرأة مِن عام 2000 حتى الآن حوالي 16 سنة كم امرأة قُتِلت مِن قِبل أقرب الناس إليها؟ 100 امرأة، حرب وتُقتل النساء بِالشُبهة لِماذا بِالشُبهة؟ لأنه تَثبُت على امرأة ما فاحشة بين أصلًا بِالشرع مُستحيل هذا أمر مُحال".
وتطرَّق إلى القتل على شرف العائلة وحديث النبي عليه الصلاة والسلام (ادروُا الحُدود بالشبهات) وحديث يؤتى بِعبد يوم القِيامة توزن أعماله فترجح كفة السيَّئات ويُقِر بِذنبه ويندم فيقول الله (أنا الذي ستر عليك في الدنيا فأستر عليك الآن أُدخُل الجنة فقد غفرت لك).
وحذَّر مِن عدم تتبع عورة الناس بِقول الرسول عليه الصلاة والسلام (مَن تتبع عورة الناس تتبع الله عورته يوم القيامة) ذاكرًا حديث (مَن ستر مُسلِمًا ستره الله ومَن فضح مُسلِمًا فضحهُ الله ولو في عقر بيته) وأشار إلى الإخوَّة بِقول الله سُبحانه وتعالى ((وكونوا عِباد الله إخوانا))، وفي سورة الحجرات ((إنما المؤمنون إخوة)).
منح الفرصة للتوبة
وبيَّن الفن والوحي النبوي وقال: "امرأة جاءت عند الرسول زنت أُقرت فقال لها (يا أمة الله اذهبي حتى تضعيه) فذهبت المرأة حتى وضعته فقال (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ويبلغ أشده)، النبي لِماذا كان يُريد التسويف والتأجيل؟ أوَّلًا لا يُريد مِن مُجتمع يُقال قُتلت فُلانة على شرف العائلة أو جُلِد فلان على شرف كذا أو قُطِعت يد فُلان ماذا يصنع؟ هذا في المُجتمع تخلخُل يُعطي صورة سلبية عن المُجتمع، ثانيًا النبي يُعطي فُرصة لِلِمرأة أن تتوب ويسترجع، بعد مُدة طويلة عادت قالت (بلغ أشده) قال (أتندمي؟) قالت (ندِمتُ يا رسول الله) قال (أمرُكِ إلى الله) قالت (يا رسول الله أُدعوا لي بِالمغفِرة) قال (اللهم اغفر لها فإنها أمتُك قد لا تخيبك)".
واختتم: "النبي عيسى عليه السلام عندما جاءته امرأة زانية كُل شخص حَمِلَ حجر قال لهم سيدنا عيسى هذا النبي العظيم (مَن كان مِنكُم بِلا خطيئة فليرجُمها بِحجر) مَن مِنَّا لم يُذنِب (كل ابن آدم خطاء وخير الخطاؤون التوابون)".
ودعا الله سُبحانه وتعالى أن يُخفف وطأة العُنف في المُجتمع.
[email protected]
أضف تعليق