في خضم الابتكارات الهندسية العصرية الواضحة، تستمر اللمسات الكلاسيكية لتعكس غنى الأشكال وعذوبة الألوان فتحقق أجواء تتسم بالفخامة والرقي... هذا ما أظهره المهندس ايلي تبشراني من خلال لمسات نادرة من الحداثة.
برع تبشراني في استثمار المساحات الرحبة في هذا المنزل، واستخدم في تصميم أثاثه الألوان الحيادية، مضيفاً إليها ألواناً نارية تنبض بالحياة، مما أكسب المنزل هويته الخاصة.
ورغم ندرة وجود عمل هندسي يجمع في تصميمه بين الحداثة والكلاسيكية، نجح المهندس في توزيع هذين الطرازين ضمن أجواء تتجاوز المألوف.
هذا المنزل الذي تتجاوز مساحته الـ 400 متر مربع، يضم مدخلاً ومطبخاً وثلاثة صالونات وصالة للطعام، وثلاث غرف للنوم مع حماماتها... وتزنّره شرفات داخلية وخارجية تطل على المناظر الطبيعية الخلابة.
في المدخل تستوقفنا بعض القطع الأنيقة، وتبهرنا متانة الأبواب المصنوعة من خشب الجور والزجاج الشفاف المزخرف، الذي يعكس إنارات خفيفة مجهولة المصدر.
تتوزع الصالونات بين مساحات المنزل الشاسعة، وينفرد الصالون الأول بمساحة كبيرة، وتشاركه آلة بيانو تتناغم مع قطع الأثاث الكلاسيكية المميزة بالفخامة... يعكس الأثاث في هذا الصالون جمال الألوان النارية وأناقة الطراز الكلاسيكي حيث تتوزع قطعتا «برجار» كبيرتان بخطوط نارية الى جانب البيانو، تقابلهما كنبتان ضخمتان. ومن اللافت أيضاً، توزيع الخشب على الجدران، والذي أضفى حضوره مزيداً من الأناقة التي تحاكي حداثة التصاميم وكلاسيكيتها في تزاوج راقٍ قلّ نظيره... وروعة الأعمال الخشبية لا تقف عند حدود الملمس الناعم والألوان الجميلة فقط، بل تتعداها الى التفرد الذي يمنح المكان جاذبية خاصة.
في الصالون المجاور تطالعنا كنبة كبيرة بطراز «الشسترفيلد»، تتقدمها طاولة عصرية بأكسسوارات شفافة وملونة.
ويتوزع بألفة وانسجام بين الطرازين التقليدي والمعاصر طاقم من الجلد الفاخر بلون «الغريج»، حقق من خلاله المهندس الدمج بين عناصر مختلفة من الكروم والمواد النبيلة من جلد وزجاج... كما ساهم الفراغ بين المساحات في تشكيل أجواء رحبة.
وفي غرفة الطعام التي لا تقل أناقةً في طرازها العصري عن سائر الأثاث، تتمركز طاولة تحيطها مجموعة من الكراسي الجلدية باللون الرصاصي، ودعائم من الكروم، وكونسول تعلوه مرآة كبيرة تأخذ الساكن وضيفه الى أجواء من الرومانسية الحالمة.
وقد حرص المهندس على جعل الفضاءات مفتوحة على بعضها بعضاً، ليتسلل نور طبيعي من مختلف الواجهات والنوافذ، تخفف من حدّته الستائر السميكة مع الفوال والحرير المنسدل!
ثمة إيقاع بصري مميز تضبطه الإنارة المنبثقة من الأسقف لتعزف سمفونية مشرقة بين الخطوط التي تعكس عناصر الجمال وتثري الأجواء عند إضاءتها!
ولا يقتصر جمال الأسقف على مساحات الاستقبال، بل يمتد الى المطبخ الذي تم تصميمه بشكل عملي فنُسقت الخزائن ووحدات الطبخ بلون «الغريج» والكروم، بينما اغتنت أسطح الخزائن بـ«الكورين»، وتناسقت الالوان مع السقف والارض... تحتل وسط المطبخ طاولة يغطيها الزجاج، وتتحلق حولها مقاعد من الجلد المخطط، لتؤمّن لساكني المنزل جلسة مريحة.
وقد اختار المالك لمنزله أرفع أنواع السجاد العجمي المشغول بمواد الحرير النبيلة والتي تم توزيعها برقي في قسم الاستقبال.
أما غرفة المعيشة التي تميزت بألوان رمادية وزرقاء فغلبت عليها الأجواء العصرية الراقية، وامتدت أمام أحد جدرانها صوفا كبيرة يشاركها كرسي هزاز مع مقعد صغير يوفر الراحة للقدمين. وتتوسط الغرفة طاولة بركيزة خشبية ضخمة وقوائم دائرية يعلوها سطح زجاجي شفاف يغتني بأكسسوارات عصرية... وتمتدّ عند أقدامها سجادة عصرية من الحرير بلونها الرمادي الفاتح.
ويساهم في زخرفة المكان تجويف كبير يضم تلفازاً حديثاً، تحيط به رفوف خشبية مزدانة بتحف أثرية وتماثيل جميلة وأكسسوارات خشبية تكتمل روعتها بامتدادها ومعانقتها الجص في السقف حيث الإنارة غير مباشرة... وتتشارك المكان مدفأة مبتكرة بإطار من الحجر الطبيعي، وتزين جدرانها خطوط خشبية ترتفع حتى السقف.
غرفة النوم الرئيسة تنعم بجو هادئ بخيارات من الألوان الزاهية كالبيج والرمادي والأصفر... يتوسطها سرير أنيق بظهر مرتفع ومنجّد بالجلد، تحيطه من الجانبين منضدتان منخفضتان مع سطح زجاجي... وتحتل الجهتين المقابلتين للسرير خزائن كبيرة تمتد مع الجدران بلون مخطط من تدرجات البني، وتستلقي على الارض قطع من السجاد النادر كلوحات وردية!
جدران الحمام الخاص بهذه الغرفة ملبّس بالموزاييك بلون البيج الموشّى بالرمادي تزيّنه مغسلة من البورسولان الابيض، وترسم لوحات من الزجاج المخطط حدوداً ما بين قسم الدوش حيث حوض الاستحمام وركن المغسلة والمرحاض... أما الحمام الخاص بالضيوف فقد اغتنى بمرايا كبيرة وخزائن بزخارف مموجة بلون رمادي مع مغسلة وكرسي من الخزف الأبيض.
[email protected]
أضف تعليق