يصادف اليوم الخميس 04/08/2016 الذكرى السنوية الـ11 لإحياء مجزرة شفاعمرو، والتي راح ضحيتها كل من: ميشيل بحوث، نادر حايك، دينا تركي وهزار تكري.

وللتذكير فقط، عام 2005، أقدم ارهابيّ بأسم نتان زادة على قتل الأربعة، بعد أن اطلقت بندقيته وفاشيته النيران عليهم اثناء عودتهم إلى المنزل في حافلة في شفاعمرو. 

11 عامًا مر، وجراح العائلات ما زالت ينزف، وما بدء بغضب جماهيري حمل الكثير من الشعارات منها؛ "لن ننسى ولن نغفر"، "المجد والخلود لشهدائنا الأبرار"، بات اليوم -وعلى ما يبدو- "مجرد شعارات"، فالذكرى المؤلمة تكاد تكون في طيّ النسيان، نستذكرها في مسيرة مشاعل "رفع عتب"، لربما يشارك فيها العشرات من ابناء شفاعمرو وبعض النشطاء، لكن يطرح التساؤل، لماذا تغيب هذه المناسبة عن الأذهان، لماذا لا نراها حاضرة في فعاليات أطرنا ومؤسساتنا الوطنية، وأكثر من هذا ماذا يعرف شبابنا عنها؟!

لم يكن بيينا وبين زادة أي ثأر شخصيّ

نزيه حايك - شقيق الشهيد نادر حايك قال لـ "بكرا" في هذا السياق مؤكدًا حالة التهميش: كأهل الشهداء نحن مهمشون، ونعي أن هنالك ضرورة للعمل على تغيير الوضع لكننا طرف ثالث في معادلة التغيير، نحن لا نأسف على ذلك بقدر ما نأسف على دور بلدية شفاعمرو، الطرف الأول، والتي لا دور لها في ذكرى هذه المجزرة الموجعة!.

وقال: نحن كعائلات فقدت ابنائها لا نقدر وحدنا على تغير ورفع كفة الميزان لصالح شهداءنا، وكنا نأمل أن تقوم االبلدية بذلك، فهي قادرة على دفع الشارع إلى الحراك، إلى تعزيز الوعي الجماهيريّ فيما يتعلق بهذا الحدث، وهي ليس حدث شخصيّ بقدر ما هو مفصلي ومهم لنا كعرب في هذه البلاد. 

وعن الدور المتوخى من البلدية أوضح حايك: هل يعقل أن نستذكر المجزرة في مسيرة واحد يوم 4.8؟! لماذا لا تبادر البلدية إلى عددٍ من الفعاليات وعلى مدار اسبوع، مثلا، لإحياء الذكرى، هل سألت البلدية نفسها عن مدى معرفة شباب شفاعمرو بهذا الحادث الأليم، وما يعني واسقاطاته؟!

واسهب: لماذا لا تقوم البلدية بتخصيص أيام دراسية في المدارس لتعليم اطفالنا عن المجرزة، لماذا لا تسمى شوارعنا بأسماء الشهداء؟! نحن كعائلات لم يكن بيننا وبين المجرم زادة أي ثأر شخصيّ، هو أختار ضحاينا لأنهم ابناء هذا المجتمع، لكن على ما يبدو ابناء هذا المجتمع اعتبروا ألمنا شخصي، ننام ونستفيق مع هذا الألم ونأتي للمشاركة في مسيرة قد تستمر لمدة ساعة!

على ما يبدو دم الشهداء لم تكن كافية 

بدورها، قالت نسرين تركي شقيقة دينا وهزار تركي لـ "بكرا": الألم لم يفارقنا البتة، ومن ظن أن السنوات كفيلة بالنسيان فقد أخطأ بشكل كبير، فدون أي علاقة للحدث والمأساة واستشهاد دينا وهزار، يؤلمنا أنّ الحدث هو قوميّ ولكن على ما يبدو دماء الشهداء لم تكن كافية لإحياء ذكراهم كما يجب. 

وأضافت: هذه المسيرة، وأن كانت مهمة، إلا أنها غير كافية، وقد نعتبرها مسيرة "رفع عتب"، دورنا كأهل في كل المناسبة تم تهمشيه بالإضافة إلى غياب تعامل جدي مع الذكرى. 

مر الكرام 

أما المحامي داهود نفاع فقال لـ "بكرا" في السياق: نحن كأقلية عربية في دولة إسرائيل لم نكن قدر المسؤولية وقدر مستوى الحدث، سنة تلو الأخرى تنخفض الحماسية والدفاع نحو نيل حقوقنا في هذه المجزرة وهذا نابع عن عدم قدرتنا وعدم مسؤوليتنا على تحمل أعباء ونتائج هذا الحدث، برأيي قد حان الوقت الانتقال من موقع توجيه الاتهام نحو المؤسسة على انها العامل الأساسي للمجزرة بعدم بملاحقاتها، والانتقال الى النقد الذاتي.

وقال: مجتمعنا خالي من غطاء امني وحماية لمثل هذه المجازر، مما حوّل المجرزة إلى مجرد ذكرى مع الأسف، وسنة تلو الأخرى نرى أنّ الحراك الشبابي نائم والشارع العربي يمر على هذه المجزرة وحقوق شهداءنا مرور الكرام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]