بلغت الحرب على الإنسانية في قرية العراقيب وقرى النقب غير المعترف بها أوجها، حيث ما زال أهالي العراقيب ومنذ سنوات الخمسين تهدم بيوتهم مرة تلو الأخرى لتبقى آمالهم كحالهم، تفترش رمال الصحراء وتلتحف السماء، فمسلسل هدم البيوت المتواضعة في العراقيب ما زال الشغل الشاغل لدى القوى الاسرائيلية.

في العراقيب وفي ظل غياب جماهيري عربي لحماية الأرض والقرى غير المعترف بها استفحل واستشرس الكيان الإسرائيلي منفردا بأهالي تلك القرى ليزرع اشجاره مكان أرواح تجذرت احلامهم بأرضهم .

على ارضنا باقون 

في هذا السياق تحدث مراسلنا الى ناشطين من قرية العراقيب الذين توحدت أصواتهم منادين لما تبقى من الصوت العربي الفلسطيني في الداخل لمؤازرة الاهل في النقب وصراعهم مع من يمارس احتلاله بوحشية ضدهم، فقال الناشط الشيخ عزيز صياح الطوري في حديثه لمراسلنا، أهالي العراقيب حتى اليوم ينامون ويصحون على أصوات جرافات الاحتلال التي تقتلع آمالهم لتزرع مكانها اشجارا واحراش، ولكن الصمود في العراقيب ما هو الا رسالة واضحة وصرخة مدوية بوجه الحكومة الإسرائيلية اننا على ارضنا باقون وسنستمر بنضالنا ولو كان لوحدنا حتى تحرير اخر شبر من ارضنا او الموت .

وقال الطوري: بحمد الله هناك التفاف جماهيري حول قضية العراقيب، ولكن ليس بالقدر الذي يردع قوات الاحتلال عما تفعله على اضنا، يجب ان يكون هناك وقفة شجاعة وقفة جماهيرية كبيرة لكي تعي الحكومة ان الفلسطينيين في الداخل لهم حقوقهم كما للشجرة التي يغرسونها حقوق، وأيضا هناك من القيادات العربية في الداخل الذين ما زالوا الى جانبنا ويناضلون، ولكن افعالهم نحو حشد الجماهير العربية ما زالت بسيطة ولربما هنالك ظروف مختلفة ، الا اني ما زلت متمسكا ان حقنا كأهل العراقيب لن يؤخذ منا حتى ولو بقينا لوحدنا في مواجهة الاحتلال
.
وأضاف الطوري: ما تسعى حكومة الاحتلال بمختلف مؤسساتها لهدمه ما هي الى مجرد غرف بسيطة مبنية من الواح الصفيح يسكنها قرابة السبع اشخاص، وخيام، والأوضاع التي يعيشها اهل العراقيب في القرن الـ21 هي أوضاع لم نراها حتى في القرون السابقة ، يعيشون محرومين من ابسط حقوق الانسانية في دولة تعتبر نفسها دولة تقدم وديمقراطية ، ولكن رغم كل هذا سنبقى صامدين ولنا الله .

استمرار الهدم مرة بعد مرة لن يزيدنا الا إصرارا بعد إصرار

وفي حديث اخر مع د. عواد أبو فريج قال: نضالنا كأهل العراقيب ما زال قويا في ظل غياب الشبه تام للجماهير العربية، ما زلنا وفي ظل الظروف الصعبة متمسكين بأخر شبر من ارضنا، وما تسعى اليه حكومة الاحتلال من تحريش أراضينا ما هول الى مخطط لقلعنا وزعر الأشجار مكاننا ، ولكن استمرار الهدم مرة بعد مرة لن يزيدنا الا إصرارا بعد إصرار .

وقال د. فريج : رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة الى ان نضالنا مستمر، وليس فقط في مقارعة ومصارعة رجال الشرطة، وانما لدينا أيضا خطوات قانونية نسير بها ولدينا قرابة العشر محامين من مختلف الأطر والجنسيات والقوميات موكلين للدفاع عن ارضنا، وهذا كلفنا ملايين الشواقل في ظل اوضاعنا الاقتصادية الصعبة والتي سببها قلة عدم توفر العمر والاستيلاء على أراضينا الزراعية التي كنا نعتاش منها، ورغم كل ذلك الا ان هنالك بصيص من الامل الذي من خلاله قد اثبتنا ملكيتنا بالأرض امام المحكمة وتم الحكم بإعادتها الينا وسنستمر بكل الطرق والوسائل الممكنة حتى الاعتراف بالقرى غير المعترف بها، ومن جهة أخرى أيضا كنا قد وصلنا الى جمعيات ومؤسسات خارج البلاد التي كانت تدعم وتمول مشاريع الكيرين كييمت التي تستولي على ارضنا وعرضنا امامهم ما نعيشه اليوم ، فابدوا غالبيتهم استعدادهم الى دعمنا ووقف الدعم عن الكيرين كييمت وهذه أيضا احدى البوادر التي قد تلوّح بالخير في الأفق .

حول تفاصيل إضافية تابعوا التسجيل الصوتي في الفيديو .. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]