يواجه الموسم السياحي للعام الحالي في تركيا مخاطر انهيار كامل، إن لم يكن قد انهار بالفعل، وذلك بعد أن تلقى ضربتين بفوارق زمنية محدودة، أولاها الهجمات الإرهابية التي ضربت مطار أتاتورك في اسطنبول، وهو ثالث أكبر المطارات في القارة الأوروبية، وثانيها محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي لا زالت تنذر بتدهور كبير في الوضع الأمني بالبلاد.
وتُشكل السياحة القطاع الأهم على الإطلاق بالنسبة للاقتصاد التركي، كما أنها تعتبر واحداً من أهم مصادر العملة الصعبة التي تتدفق على البلاد، فيما سيؤدي انهيار الموسم الحالي وتراجع أعداد السياح الذين يقصدون البلاد الى تأثيرات سلبية كبيرة على الاقتصاد التركي، خاصة إذا استمرت تداعيات المحاولة الانقلابية لمدة طويلة، ولو حتى لمجرد أسابيع أو شهور قليلة.
وتشير الأرقام والاحصاءات الرسمية الى أن 36.83 مليون سائح زاروا تركيا خلال العام 2014، إلا أن هذا الرقم سجل انخفاضاً في العام التالي 2015 بسبب المخاوف من الأحداث الأمنية التي تشهدها البلاد، وهبط بنسبة 1.61% ليصل الى 36.24 مليون سائح، فيما يتوقع أن ينخفض هذا الرقم بصورة حادة مع نهاية العام الحالي 2016 وذلك بسبب الهجمات الإرهابية الدموية التي ضربت مطار أتاتورك، ومن ثم محاولة الانقلاب التي يتوقع أن تلقي بظلالها على البلاد حتى نهاية العام، فضلاً عن أنها تأتي في ذروة موسم العطلات الصيفية الذي يتدفق فيه الخليجيون على تركيا لقضاء إجازاتهم.
وأصدرت دولا عربية وغربية، بما فيها ايضًا إسرائيل، تحذيرات لرعاياها إما بتجنب السفر الى تركيا أو توخي الحذر في حال السفر أو التواجد هناك، وتجنب الأماكن العامة ونقاط التماس الساخنة، وذلك تحسباً لوقوع مزيد من الأحداث والتوترات الأمنية، خاصة مع استمرار تحذير السلطات التركية من وجود تهديدات بأن تتكرر محاولة الانقلاب أو يتواجد فلول للقوات التابعة للانقلاب في بعض المواقع.
فلسطينيو الـ 48 يعودون إلى تركيا
وفي حديثٍ لـ "بكرا" مع المختص في مجال السياحة التركية، بدر عفيف قال لـ "بكرا" عن موسم سياحة فلسطيني الـ 48 إلى تركيا : لا شك أن تركيا بلد سياحي هام جدًا لفلسطيني الـ 48 للتقارب الثقافي والديني، وان كان هنالك أزمة أمنية فأنها تؤثر على المدى القريب فقط، فقد بدأنا نلمس عودة السياح إلى وجهتهم المفضلة.
وقال: بشكل عام، في السنوات الأخيرة، عدد السائحين لتركيا من البلاد يزداد، ولكن الأحداث السياسية والأزمة الأمنية التي حدثت في الأيام الأخيرة أثرت بشكل سلبي ومباشر، ولكن نحن وبالاتفاق مع شركات السياحية في تركيا نحاول قدر الإمكان توفير الأمن والأمان والمتطلبات الرئيسية لكل سائح، فالسياحة هناك لم تضرر بالشكل الكبير، وهذا يتضح من الحجوزات وطلب الناس للسفر إلى تركيا وخاصة انطاليا.
وأضاف عفيف: تركيا لديها معالمها المهمة، وهي بلد عريق وقادر على إرجاع الأمن والأمان لمواطنيه وسائحيه، اضف إلى ذلك أنّ الأسعار قد انخفضت الأمر الذي يساعد المسافر على التكاليف.
وأختتم عفيف قائلا: من المهم الإشارة إلى أنّ السياحة إلى تركيا تتأثر ايضًا بحالة التضامن، فنرى أن عددًا من السائحين من الـ 48 يصلون إلى تركيا للتضامن مع شعبها ونظامها.
[email protected]
أضف تعليق