قال الدكتور مهند مصطفى إن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ستضع مسألة الانقلابات العسكرية في هذا البلد إلى غير رجعة، حيث أن خروج الناس للشارع لمنع الانقلاب يعد ثورة من أجل الديمقراطية كما فعلت الشعوب العربية وخرجت ضد الاستبداد ولكن هذه المرة خرجت الناس في تركيا ضد العودة إلى حكم العسكر غير الديمقراطي. وهذا يدل أن الشعب يستطيع أن يقرر مصيره الساسي في عمل احتجاجي سلمي من أجل الديمقراطية. وهو ما بدا في العالم العربي ولم يستمر.

علاقة مع إسرائيل

وعن الاتفاق الإسرائيلي التركي قال د. مصطفى ان اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل جاء على ضوء التغييرات في البيئة الإقليمية لكلا البلدين والمصالح المشتركة للدولتين في البيئة الإقليمية المتغيرة التي باتت تؤثر بالسلب والإيجاب على مصالح الدولتين على المستوى الأمني والاستراتيجي. فبالنسبة لإسرائيل فإن إعادة العلاقات الكاملة مع تركيا هي مركب من مركبات كسر العزلة الإسرائيلية على المستوى الدولي والإقليمي وتركيا هي دولة إقليمية هامة ومركزية كما أنها دولة مسلمة كبيرة ترى إسرائيل في إعادة العلاقات معها مصلحة إسرائيلية كبيرة وخاصة وان الدولتين لهما مصالح مشتركة في المنطقة تتمثل في تقليل النفوذ الإيراني وخاصة في سوريا. كما أن هنالك مصالح اقتصادية استراتيجية لإسرائيل لا تقل أهمية عن المصالح السياسة وخاصة في مجال الغاز وإمكانية أن تشكل تركيا سوقا كبيرا للغاز الإسرائيلي وممرا لنقله لدول أوروبا وآسيا.

وأضاف: يمثل الاتفاق فلسطينيا تحييد لدولة ناقدة لإسرائيل على المستوى الفلسطيني، صحيح أن تركيا لها موقف ثابت من الموضوع الفلسطيني ولكن ترى إسرائيل أن المساعدات التركية لقطاع غزة تحت الإشراف الإسرائيلي يخفف حدة التوتر مع القطاع وبالنسبة لإسرائيل يعزز الانقسام ويمنع مواجهة عسكرية مستقبلية مع حركة حماس. طبعا ربما لا ترى تركيا في تقديم المساعدات لغزة بنفس المنظار الذي تراه إسرائيل ولكن إسرائيل تقرر مصلحتها كما تراه مناسبا. وهو ينسجم من التوجه الإسرائيلي في عزل القطاع عن الضفة والتعامل معها مسألة مستقلة عن مجمل الموضوع الفلسطيني. وهذا لن يتم إلا من خلال ابقاء الحصار مع تقديم مساعدات إنسانية يمنع تفجر الوضع في القطاع .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]