أُقيمت شعائر صلاة الجُمعة المُباركة الأولى مِن شهر شوَّال في جامع عُمَر المُختار يافة الناصرة بِأجواء روحانيَّة وإيمانيَّة هادئة التي وافقت ثالث أيام عيد الفطر السعيد، وذلك بِحُضور حشد غفير مِن أهالي البلدة والمنطِقة بعد أن منَّ الله عليهم بِقضاء شهر رمضان المُبارك.
واستهل القارئ الشيخ سليم خلايلة بِقراءة آيات مُحكمات مِن الذكر الحكيم بِصوته الرائع، ثُمَّ تلاه الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وقدَّم الدرس حيثُ كان عنوانه "تأملات في سعة رحمة الله"، وافتتحه بِحمد الله سُبحانه وتعالى والصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وقال: "لك الحمد على أن جعلتنا مُسلمين وكرَّمتنا بِشهرٍ عظيم ومِن بعدِهِ يومٍ عظيم كذلك وهو عيد الفطر وكرَّمتنا أيضًا بِأيَّامٍ مُباركة مُقبِلة علينا وهي أيام لا تكون إلَّا لِمَن يستحقها كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (ألا إنَّ لِرَبَّكم في دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها) معنى هذا الكلام أنه يوجد مواسِم عِبادة مواسِم تحيا بها الروح مواسِم تَحصُد فيها الحسنات مواسِم تطمئن لها القُلوب لا بُد أن يستغلها الإنسان لا بُد أن يشعُر بِقيمتها لذلك الله عزَّ وجلَّ أكرمنا بِمُناسباتٍ عِدَّة وطبعًا بِعلم الله يعلم الله أنَّ هذا الإنسان بتركيبته العجيبة المُتناقضة أحيانًا هذا الإنسان نفسه الذي بلسانه يذكُر الله نفس اللسان يشتم الآخرين هذه هي التي يُكبَّر فيها ويدخل فيها إلى الصلاة يسلب مال الاخرين، العين السمع الفؤاد الفِكر جميع الحواس هذا الإنسان بتناقضاته الله سُبحانه وتعالى عَلِمَ ذلك مِنه فقال ((ألا يعلم مَن خلق وهو اللطيف الخبير)) الله سُبحانه وتعالى يعلم ما يجتلي وما يختلج في داخل الانسان فما قنَّطه مِن رحمته وما يأسه مِن روحه وما ختن عليه بِالعكس ((وربك الغفور ذو الرحمة))، ((لو يؤاخذهم بِما كسبوا لَعَجَّل لهُم العذاب))، الله عزَّ وجلَّ لا يؤاخذ الناس".
كما وألقى فضيلته الخطبة وبعد الحمد والثناء والشهادة بِالله والرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلَّم قال: "عندما الحبيب المُصطفى عليه الصلاة والسلام قال (يا عُمر لا يُؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه مِن ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه) فأطرق عُمر بن الخطاب إلى الأرض".
وتحدث عن مسيرة الفاروق عُمر بن الخطاب أمير المؤمنين الذي غيَّر وجه التاريخ البشري وعن مكرُماته.
وأضاف: "ما نحنُ فيه مِن نعيم في العبادات مِن صوم وصلاة وزكاة وحج مِن هذا الاجتماع الذي نجتمع اسبوعيًا هذا كله مِن ثمرة عمل النبي عليه الصلاة والسلام بِصبره وجهاده وعطاءه ولم يتوانى ولم يتردد حُبًا في الله لِذلك صُور رحمة الله لا تُحصى ولا تُعدَّ ولِنعش لحظتها صُمنا رمضان لله المِنَّة والحمد جاء العيد وصلنا أرحامنا تصدقنا زكينا صدقة الفطر ساعدنا المُحتاجين هذا التكافُل الاجتماعي لا يوجد في سائر الأُمم".
وتابع: "سبعة يُظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل الا ظله ذَكر مِن السبعة رجل تصدَّق بيمينه فلم تدري شماله ما أنفقت يمينه، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء، هذا التكافُل هذا التراحُم بين أبناء المُسلمين لا يوجد بين سائر الأُمم الجزاء مِن جنس العمل هذا ربنا هذا ديننا هذه رحمة الله فينا نحنُ كمُسلمين".
وأشار إلى حديث قُدسي العطيَّة المِنحة الإلهية (يا عبادي لو لاقيتموني يوم القيامة بِقُراب الأرض خطايا ثُمَّ لاقيتموني يوم القيامة لا تُشركون بي شيئًا للاقيتموني بِمِثلها مغفرة).
واختتم: "كُرَّمنا مِن الله تكريمًا لا يوصف لكن السؤال إلى متى وإلى أي مدى يجب أن نستذوق ذلك العطاء؟ ما هي نسبة رضانا عن الله سُبحانه وتعالى؟، عندما جاء رجل إلى رسول الله قال (يا رسول الله سل الله هل هو راضٍ عني) النبي قال له (وهل أنت راضٍ عن الله فيرضى عنك تقول إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ترضى بما يفعل فيك؟) قال (نعم يا رسول الله) قال (إن كُنتَ كذلك فانت معي في الجنة)".
[email protected]
أضف تعليق