في أجواء إيمانيَّة مُمتلِئة بِالسعادة والفرح مُطمئنَّة بِالخُشوع لله سُبحانه وتعالى والخُضوع له، أدى العشرات صباح أمس الأربعاء شعائر صلاة عيد الفطر المُبارك في جامع عُمَر المُختار يافة الناصرة، بعد أن أنعم الله عليهم شهر رمضان المُبارك وقيامه.
وقد أمَّ المُصلَّين الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع ثُمَّ ألقى فضيلته الخطبة واستهلها بِالتكبيرات وقال: "تِلك الانشودة ذلك الشعار الذي قُدَّر له أن يُغيَّر وجه التاريخ، عندما يُعلن الانسان أنَّ لا رب إلَّا الله ولا اله حقًا إلا الله ولا نعبُدَ صدقًا إلا الله عندئذٍ يتوحد هذا الكون بِنغمٍ واحد ولون واحد عندئذٍ يتوحد هذا الكون بِلهجة واحدة بِلُغة واحِدة هي لُغةُ الطيورِ والوحوشِ والبهائم والبشر والإنس والجن حتى الجمادات ((وإن مِن شيء إلَّا يُسبَّحُ بِحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم))، عندما يُقرَّ أنَّ الإنسان بِأنَّه لا معبود إلَّا الله يعيشُ عزيزًا يعيشُ كريمًا يعيشُ قويًا شُجاعًا مُهابًا عندما يُقرَّ هذا العبد بِأنه لا خالق لِهذا الكون إلا واحد عندئذٍ لا يخشى إلَّا هو ولا يتوكل إلَّا عليه ولا يرجو إلَّا ما عنده إذا سأل فسأل الله وإذا استعن فاستعن بِالله عندئذٍ يعيشُ الانسان حُرًا قلبًا وقالَبًا روحًا وفِكرًا عقلًا ومشاعِر يعيشُ حُرًا لا يعيشُ عبدًا لِغيره لا يقبل الدونية لا يقبل الذُلَّ لا يقبل البُخل لا يقبل الجُبن".
وأضاف: "عندما تقول لا إله إلَّا الله عليها أحيا وعليها أموت وعليها ألقى الله بِإذن الله تعيش معنى الحُريَّة، الحُريَّة التي تنشدها شعوب العالم الحُريَّة التي دفع البشر ثمنها دمًا لماذا؟ لِأنَّ الإنسان يُحب أن يكونَ حُرًا كما قالها عمر رضي الله عنه (متى استعبدتهم الناس وقد ولدتهم أُمهاتهم أحرارا) الله خلق الإنسان حُرًا وأعطاه الحرية المُطلقة حتى في أدق شؤونه ((فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفُر)) لم يستعبد خلقه عنوة وهو قادر على فعل ذلك لا ينافسه في ذلك أحد ليس فوق أمر الله أمر لم يستعمل الله القوة وهو قادر ولكن استعبدهم بِالرفق واللين والحُريَّة، عندما يقبل الإنسان أن يكون عبدًا لله له أجرٌ والثوب وجنة عرضها السموات والأرض ((ولو شاء ربك لجعل الناس أُمَّةً واحدة ولا يزالون مُختلفين)) ولِذلك خلقهم".
وتابع: "أقول لكم هنيئًا لِمَن عاش حرًا ومات حرًا ويبعث يوم القيامة حرًا بِإذن الله ولا يتسنى هذا الأمر لأحد إلَّا مَن مات على لا اله إلَّا الله تلك الحرية تلك هي الحرية التي ماتت عن كثير مِن الخلق، ها هو العيد ها هو يوم الجائزة أقول هنيئًا لِمَن صام وصلى وركع وسجد وقام هنيئًا لِمَن قُدَّر له أن يصوم هذا الشهر الكريم لأنه لا يُوَفق إلا لِطاعة الله إلا الله، كم إنسان بِالملايين الا ما يكونوا بِالمليارات حُرِموا ثواب هذا الصيام حُرِموا ثواب صلاة القيام، حريَّ بنا بالفعل أن نقول الحمد لله الذي أعاننا على طاعته فُصمنا وقُمنا رمضان الحمد لله الذي جعلنا مِن أُمة الحبيب مُحمَّد عليه الصلاة والسلام نعرف كيف نتعبد ربنا بِالطريقة التي شرعها ربنا بِالطريقة التي دلَّنا عليها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام".
واختتم: "أيها الصائم افرح ايها الموحد عش حُرًا افني حياتك بالحرية بِأن تكون عبدًا حقيقيًا لله عندئذٍ تذوق طعم العبادة، هذه الدُنيا بِما فيها مِن زينات وتكاثر بينكم الأموال لا تعدل عند الله جناح بعوضة لا تستحق أن تُقاطع انسانًا أيًا كان ناهيك أن يكونَ هذا الإنسان اخًا أو مُسلمًا أو مُؤمنًا أو مُوَحَّدًا صلوا أرحامكم حافظوا على جيرانكم حسَّنوا أخلاقكم لِأنَّ الإنسان مجموعة سُلوك ولا يقال الا بِالمثل الطيَّب".
ودعا الله سبحانه وتعالى أن يُبارك هذا العيد ويجعله عيد خير وأمنٍ وأمان وسِلم وسلام على أُمة الحبيب المُصطفى وعلى سائر البشرية وأن يهدي الكوكب الأرضي والإنسان البشري بِالسلام والإسلام والأمن والأمان.
وبعد انتهاء الخُطبة تبادل جُموع المُصلَّين العناق والتهاني والتبريكات بعيد الفطر المُبارك.
[email protected]
أضف تعليق