ناقشت الكنيست مساء امس الأول الاربعاء اقتراحا على جدول أعمالها انضمّ اليه النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة)، بمناسبة مرور خمس سنوات على حركة الاحتجاج الاجتماعية في تموز عام 2011 والتي ابتدأت بنصب الخيام في إحدى الساحات العامة وسط مدينة تل ابيب، ثم انتشر نصب الخيام في مناطق مختلفة من البلاد ليصل عددها لـ3383 خيمة، وذلك احتجاجا على ارتفاع أسعار الشقق السكنية سواء للشراء أو للاستئجار، وقد انضمّت الى حملة الاحتجاج فيما بعد حركة الاحتجاج على غلاء المواد الغذائية التي اطلقت على نشاطها الشعبي بـ"حملة الميلكي" حيث يباع هذا المنتج في اسرائيل بأسعار أغلى من مثيله بكثير في المانيا.

وفي معرض خطابه أمام هيئة الكنيست العامة قال النائب ابو معروف، إن حركة الاحتجاج الواسعة عام 2011 كان تعبيرا للفقر المدقع لأكثر من خُمس مواطني البلاد، ورغم مرور كل هذا الوقت على هذا الحراك، إلا أن تقارير الفقر السنوية حتى هذا اليوم تشير إلى تدنّي مستوى المعيشة أكثر في أوساط الشرائح الفقيرة في المجتمع الاسرائيلي وخاصة لدى المواطنين العرب في البلاد، حيث نسبة الفقر عند العرب هي أعلى بكثير من الوسط اليهودي.

وقال ابو معروف، لن اتحدث هنا عن الاسعار بالأرقام، ويكفي القول، أنه رغم تخفيض أسعار المواد الخام خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أن أسعار المواد الغذائية لم تخفَّض، وحملة الاحتجاج أشارت إلى التقاطب الاجتماعي الحاصل والفجوات الاجتماعية القائمة في المجتمع الاسرائيلي، ما أدى إلى غضب الجماهير وانتفاضها ضد غلاء السكن. واضاف ابو معروف، كانت الأنظار في حينه كلّها موجهة نحو احتمال تحسين حالة المواطن البسيط الذي لا يبغي من هذه الدنيا سوى أن يصل إلى نهاية الشهر دون عجز مالي في حسابه البنكي ودون عوزه لاستجداء موظف البنك من أجل رفع سقف العجز البنكي المتاح أو ما يسمى بالعبرية (אשראי)، ولكن ما يحصل دائما هو تفاقم للفقر وارتفاع أسعار الشقق السكنية بازدياد طردي، ولكن كل المعطيات تشير إلى ازدياد الفجوات الاقتصادية الملحوظة بشكل واضح بارتفاع اسعار المواد الغذائية ايضا مقارنة بمستوى المعيشة بين اسرائيل ودول مجموعة التعاون الاقتصادي الـ(OECD)، الأمر الذي يؤدّي إلى اتساع الفجوة بين اسرائيل وهذه المجموعة بسبب مواصلة السياسة الاقتصادية الرأسمالية لحكومة نتنياهو التي لم تتخذ أية خطوة ايجابية نحو تقليص الفجوات الاجتماعية ومحاربة الفقر، وبالمقابل ترصد الميزانيات الهائلة للاستيطان ومواصلة سياسة الاحتلال.

وأكد ابو معروف في خطابه، أن سياسة إغناء الأغنياء وإفقار الفقراء ليست جديدة، وخاصة علينا في الجبهة وحزبنا الشيوعي، فقد رفعنا دائما راية الكفاح اليهودي العربي من أجل تحقيق السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية، وكشفنا دائما العلاقة المباشرة بين الفقر وغلاء المعيشة وبين الملياردات التي تصرف عبثا لمواصلة الاستيطان والاحتلال، الذي يعتبر سبب مركزي للفقر وارتفاع الأسعار.

وأنهى ابو معروف كلمته بالتوجّه للجمهور الاسرائيلي الواسع الذي خرج بألوفه قبل خمس سنوات من أجل رفع مستوى معيشته، أن يستوعب الحاجة الماسّة لإنهاء الاحتلال لكي تثمر نضالاتهم وحملتهم الاحتجاجية بنتائج ايجابية، وتمهد الطريق نحو التغيير الحقيقي إلى الأفضل، فكيف ممكن أن يحصل هذا التغيير وهناك خمس شركات فقط في البلاد تسيطر على السوق العام دون منافسة، ولهذا يتطلب الأمر تغيير الأمر الواقع ووضع سلّم أفضليات من أجل وقف غلاء المعيشة وتخفيض أسعار المواد الغذائية ومضاعفة الميزانيات في الصحة والرفاه والتعليم والإسكان، لرفع مستوى معيشة كافة شرائح المجتمع الاسرائيلي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]