عقدت لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية اليوم في الكنيست، جلسة متابعة لقضية التحرّشات الجنسية في "نجمة داوود الحمراء" حيث كانت اللجنة قد ناقشت هذه القضية في جلسة طارئة لها بعد كشف الصحافية يفعات جليك من القناة الأولى عن تحرّشات جنسية عديدة ضد متطوعات في المؤسسة وعدم معالجتها بالشكل اللائق واللازم. شارك في الجلسة اليوم عدة أعضاء كنيست، المدير العام ومسؤولة شكاوى التحرشات الجنسية في "نجمة داوود الحمراء"، إضافة إلى ممثلين وممثلات عن وزارة الصحة ووزارات معنية، المديرة العامة لاتحاد مراكز مساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية في إسرائيل، ومتطوعات سابقات في المؤسسة اللاتي كن قد تقدّمن بشكاوى تحرّش جنسي ضدهن في فترة تطوعهن هناك.
"بعد انعقاد لجنة مكانة المرأة بشكل طارئ في أواخر كانون الثاني هذا العام بعد التقرير الصحفي الذي أشار إلى خروقات فظيعة في معالجة قضايا التحرش الجنسي في نجمة داوود الحمراء، نجتمع اليوم مجدّدًا للاطلاع على مدى تطبيق ما تم الالتزام بتعديله وتغييره وما تم إنجازه من التوصيات المقدمة في حينه"، هكذا افتتحت رئيسة لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية، النائبة عايدة توما-سليمان، جلسة اليوم ثم ذكّرت بمُخرجات الجلسة السابقة التي وضعت عدة توصيات التزمت "نجمة داوود الحمراء" بتطبيقها ومنها إقامة لجنة تأديبية للمتطوعين كما للموظفين، تعيين أكثر من مسؤولة واحدة في المؤسسة عن شكاوى التحرشات الجنسية، عقد دورات تثقيفية حول التحرشات والاعتداءات الجنسية للطواقم، الإدارة والمتطوعين/ات، تعديل اتفاقية التطوّع وإدراج حقوق المتطوعين والمتطوعات فيما يخصّ التحرشات الجنسية في هذه الاتفاقية والمزيد من الخطوات بهدف القضاء على هذه الظاهرة ومعالجة الشكاوى الحالية. كما وأشارت توما-سليمان إلى أنه و-"للأسف الشديد، ليست هناك أي مؤسسة في العالم لا تعاني من ظاهرة التحرشات الجنسية"، واستطردت أن "مدى اتساع هذه الظاهرة وسبل معالجة المؤسسة لها هما ما يحدد عمق المشكلة وخطورتها".
في استعراضه لتطبيق التوصيات من جلسة اللجنة السابقة، قال المدير العام لنجمة داوود، السيد إيلي بين أنه "منذ الجلسة الأخيرة في شهر كانون الثاني عملت المؤسسة على عدة مستويات بهدف الحد من هذه الظاهرة ونحن نقوم بالعديد من نشاطات التوعية والمنع التي نؤمن بأنها ستؤدي لانحسار هذه الظاهرة. كذلك، قمنا بزيادة عدد النساء في درجات الإدارة العليا للمؤسسة، قمنا بتعيين مستشارة قضائية تعمل فقط في مجال شكاوى التحرشات الجنسية إضافة إلى تعيين لجنة تأديبية داخلية للبحث في هذه الشكاوى". ثم، ومنذ شهر كانون الثاني، قمنا بمتابعة 31 شكوى وجرت إقالة موظفين اثنين جرّاء هذه الشكاوى. في 3 حالات أخرى التي تمّ فيها استدعاء موظف أو متطوّع لبحث الشكوى بصدده في لجنة الطاعة – قرروا هم ترك المؤسسة طوعًا قبل أو خلال انعقاد جلسة اللجنة التأديبية"، وأكّدت رئيسة اللجنة هنا "أن هذه هي النتيجة عندما تتجرّأ النساء وتشتكين وينتج جو رافض للتحرشات في المؤسسة وبين موظفيها والمتطوعين فيها".
كما وشارك في الجلسة النائب د. عبدالله أبو معروف الذي حيّا رئيسة اللجنة على متابعة هذه القضية واستجابتها السريعة للتطورات، وطالب المسؤولين في نجمة داوود الحمراء بـ"تطبيق التوصيات اللازمة من أجل اقتلاع هذه الظاهرة الخطيرة من المؤسسة".
أيضًا قُدّمت في جلسة اليوم شهادات من نساء تعرّضن لتحرشات جنسية في نجمة داوود الحمراء خلال فترة تطوعهن، حيث أكّدن اليوم أن الرجال المُتحرّشين ما زالوا يعملون هناك، وأنه خلافًا لتصريحات المدير العام فلم يجر اتخاذ الخطوات اللازمة ضد جميع المُتهمين بتحرشات جنسية، وهنا طالبت توما-سليمان النساء بإحضار جميع المستندات القانونية اللازمة للوقوف على جميع التفاصيل ومتابعة العمل أمام نجمة داوود الحمراء على هذا الإهمال في التعاطي مع الشكاوى المذكورة.
هذا، وقد عبّرت رئيسة اللجنة عن قلقها لوجود طلاب دون السن القانونية في بيئة ما زالت لا تكفل أن يكونوا محميين من أي تحرّش أو اعتداء جنسي في هذا الإطار.
اختتمت النائبة توما-سليمان الجلسة بقولها أنه "يسرني السماع عن هذه التغييرات في المؤسسة، إنما الطريق للتغيير المنشود طويلة وشاقة، ولن نتسامح إطلاقًا خلالها مع أي إهمال في علاج شكاوى الاعتداءات الجنسية، خاصة بعد سماع قضايا مزعجة جدًا كالتي سمعناها هنا اليوم. أطلب منكم تمرير جميع الوثائق التي تم إجراء تعديلات عليها بما يخص التحرشات الجنسية لمراقبة طريقة ترسيخ هذه المفاهيم بين طواقمكم"؛ وأضافت توما-سليمان أنه "بهدف التوصّل لنتائج أفضل وحلول أنجع أوصي باستشارة مختصين في مجال الاستشارة التنظيمية بهدف بناء قاعدة تستطيع استيعاب المعايير الأخلاقية التي وضعها اتحاد مراكز المساعدة وتنوون تبنيه. أيضًا، تجدر استشارة جهات قضائية من بينها اتحاد مراكز المساعدة في موضوع العلاقة مع المتطوعين والمتطوعات دون جيل الـ 18 وحمايتهم في إطار التطوّع. إنكم على المسار الصحيح، والآن يجب العمل على تكثيف هذه الجهود، ونحن في اللجنة سنواصل متابعة هذا المسار والتطورات الجارية".
[email protected]
أضف تعليق