مع حلول ساعات الصباح الأولى، يبدأ مزارعو الحقول الصغيرة جنوب قطاع غزة المزروعة بأنواع مختلفة من الخضروات الورقية بجنيها، تمهيدًا لوصولها إلى موائد الإفطار الرمضانية.

وعلى بساطة تلك العملية؛ إلا أنها تمر بعدة مراحل حتى تصل تلك الورقيات إلى مُحبيها الباحثين عن إضفاء نكهةً رائعة لأطباقهم الرمضانية وكسب المزيد من الفيتامينات التي تحتويها.

فلا يكاد المتسوق في أي سوقٍ شعبي في القطاع المحاصر إلا ويُصادفه باعة يعرضون لوازم السلطة العربية الخضراء من الجرجير والبقدونس والجرادة والفجل والنعناع والخس، فيما يُقبل عليها المتسوقون حاملين تشكيلةً من تلك الحُزم الخضراء.

فسعرها الزهيد يدفع عشاق هذه الخضرة لتزيين موائدهم منها، فحزمتين أو ثلاث من ورق الجرجير مثلاً يمكن شراؤها بشيكل واحد فقط، فيما تبلغ تكلفته الحقيقية نصف ذلك تقريبًا.

مهند سمور هو أحد العاملين في زراعة وبيع تلك المحاصيل الورقية يعرف طريقه جيدًا نحو زبائنه من الموزعين بالجملة أو متسوقي التجزئة.

ولدى سمور (14 عامًا) فريق من أبناء عمومته يُقسمون عملهم ما بين حصاد تلك الخضروات، وآخرون يُتقنون جمعها على شكل حزم مربوطة بخيوطٍ بلاستيكية أو قماشية، فيما يعمل أحدهم على جمع تلك الحزم في أكياس كبيرة داخل شاحنة صغيرة لإيصالها إلى السوق.

الدقة العالية والسرعة الكبيرة تُميز هذا الفريق؛ فهؤلاء يطمعون في أجرٍ يوميٍ أكبر كلما تمكنوا من تجهيز كيس كبير من تلك الخضروات، حيث يصل أجر أحدهم يوميًا إلى أكثر من 10 دولارات في موسم الشهر الكريم.

وللمحافظة على نضارة تلك الورقيات الرقيقة من الذبول، يحرص فريق سمور على نثر الماء عليها كل ساعة.

عدد ساعات العمل تضاعف في رمضان 

ويقول الفتى "سمور" لمراسل "صفا" نعمل في هذه الحرفة طوال العام، لكن العمل يختلف قليلاً في رمضان، فعدد ساعات العمل تتضاعف، عدا عن الأجر اليومي أيضًا... إنها فرصة ذهبية لا تُعوض".

ووفقًا لهؤلاء العاملين، فإنهم يحصدون 10 أضعاف الكمية من الورقيات الخضراء مقارنةً ببقة أشهر العام، بواقع نحو أربعة آلاف كيس يوميًا تقريبًا لإيصالها إلى الأسواق.

أما محمد، قريب مهند فيقول إنهم يحرصون على حجز مساحة أكبر من الأرض الزراعية قبيل شهر رمضان تمهيدًا لزراعته بتلك الورقيات.

ويتابع "سمور" (45 عامًا): "يعمل فريقنا المكون من 60 مزارعًا صباح مساء لضمان وصول هذه الأكياس إلى أسواق شمال غزة وجنوبها، عدا عن الأسواق المركزية الرئيسية والباعة المتجولين.

وتبلغ تكلفة زراعة الدونم الواحد من الورقيات الخضراء نحو 1500 شيكل، لكن صافي أرباح هذا العمل يعود بضعف ذلك على ذلك فريق سمور، وهم سعيدون بهذا العمل.

أما حاتم أبو عنزة، وهو أحد العاملين في شاحنات نقل هذه الخضار الورقية فيقول إنهم ينقلون نحو 20 شاحنة صغيرة يوميًا إلى كافة أسواق القطاع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]