عقد المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل يوماً دراسيّاً حول أدب الأطفال كعامل محفّز على الابداع، وذلك بمشاركة محاضري وطلاب المعهد.

وافتتحت اليوم الدراسيّ د. ايمان يونس، المحاضرة في المعهد، بالنيابة عن رئيس المعهد، د. علي وتد، بحيث أثنت على القيّمين على الحدث، وأكدت أنّ المعهد يولي أهميّة قصوى لأدب الأطفال كركيزة أساسيّة في مجال التربية، وقد حرص المعهد على اصدار مجلة باللغة العربية، هي الأولى من نوعها، في مجال أدب الأطفال.

وقال المربي أحمد عازم، عريف اليوم الدراسيّ، إنّ الابداع موجود في كل مجال، موضحاً أنّ معظم النظريات تميل الى اعتبار الابداع كضرب من الالهام، يمتلكه الانسان اما منذ الولادة او يمكن أن يكون مكتسباً، وهنالك دور هام للبيئة التي يعيش فيها الفرد في تعزيز أو قمع هذا الابداع، وهنا يأتي أهميّة دور الأهل والمعلمين المسؤولين عن تربية الأطفال بضرورة تنمية وتغذية الابداع لدى الأطفال وعدم التصرّف بطريقة خاطئة ممكن أن تخمد الشعلة الموجودة لديهم.

ومن جانبه تطرق د. محمود ابو فنة، المحاضر في المعهد، إلى موضوع غرس وتذويت المطالعة لدى الأطفال، مفضلاً القراءة على المشاهدة والاستماع، لكونها تتيح للطفل أن يكون شريك في عملية الابداع من خلال تنمية الخيال وتصوّر الشخصيات والأحداث. وأوضح أنّ للقراءة تأثيرات وانعكاسات على القارئ فهي تبلور شخصيته وهويته، والاكثار من القراءة يشحذ الذهن ويقوي الذاكرة، الى جانب ذلك تمكن القراءة من اخراج القارئ من دائرة اهتمامته الضيقة، كما وتعزّز الثقة بالقدرات والامكانيات. وأسف د. أبو فنة لكون روايات الأطفال المتوفرة لدينا تركز دائما على البطل الفردي، عوضاً عن البطل الجماعي، لذا فانّها لا تعمل على تنمية الوعي الجماعي لدى الأطفال.

وبدوره، تحدّث د.رافع يحيى، المحاضر في الكليّة العربيّة في حيفا، حول أدب الأطفال ما بين الذاكرة الجماعية واستشراف المستقبل، بحيث عبّر عن تحفظه من اعتماد مؤلفي أدب الأطفال على الذاكرة، بل أنّهم يعيشون في الذاكرة وهذا يعكس أزمة فكرية حقيقية، بحيث قال "نحن على ما يبدو نعيش حالة نكوص نخاف من المستقبل ونخاف من الحاضر ونظن أنّ الذاكرة هي مقدسة، ممكن أن نغرف قليلاً من الذاكرة ولكن لا يجوز الاستناد والهرب كليّاً اليها".

وأضاف "هذه الذاكرة وضعتنا في معادلة التربية المثالية للأطفال والتي اثبتت فشلها فديناميكية المجتمع مختلفة وبعيدة عن المثاليّات، انا ضد الثقافة المثالية في أدب الأطفال. انا لا أنادي الى هدم التربية بل إلى أن نكون واقعيين وأن يعكس الأدب الواقع بايجابياته وسلبياته، فليس من وظيفة الأدب أن يربي، لقد آن الأوان أن نكسر هذا التقليد. مشكلتنا ان الكاتب لا يكتب كمبدع، بل يكتب كمعلم ومربي".

واختتم اليوم الدراسي بحوار مع أدباء الأطفال، فاضل جمال علي وحياة بلحة ابو شميس وعايدة خطيب ونعمان عبد القادر، في حين قدّم أيضاً الأديب والشاعر عبد الرحيم شيخ يوسف مداخلة مقتبضة حول الموضوع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]