بدعوة من الحزب الشيوعي والجبهة في ام الفحم استضاف نادي الحزب امس الاثنين الصحافي التقدمي جدعون ليفي والنائب د. يوسف جبارين في امسية سياسية وثقافية، برزت فيها المشاركة الواسعة من الناشطين الجماهيريين من العديد من الأطر السياسية والاجتماعية في المدينة وخارجها.

افتتح الامسية سكرتير الحزب الشيوعي في ام الفحم مريد فريد، مرحبا بالحضور ومؤكدًا على اهمية الحراك السياسي والنضال الجماهيري من اجل انهاء معاناة الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة.

ثم تحدث النائب د. يوسف جبارين مرحبًا بليفي قائلًا ان "مواقفليفي هي نقاط ضوء بارزة في ظلمة الاعلام الاسرائيلي". ثم تحدث جبارين عن التحوّلات التاريخية في الخطاب الدولي حول القضية الفلسطينية وعن نظرة القانون الدولي لحل الصراع، مؤكدًا ان النكبة الفلسطينية ما زالت قيد التفاعل وذلك مع استمرار سياسيات توسيع المستوطنات وحصار غزة وقمع الشعب الفلسطيني، بالاضافة الى التشريعات العنصرية داخل اسرائيل. وقال جبارين ان حل الدولتين على حدود عام 1967 الذي تقبله القيادة الفلسطينية والجامعة العربية هو بنظرة تاريخية تسوية سياسية مؤلمة للفلسطينيين فهو يضمن لهم ٢٢٪ فقط (الضفة الغربية وغزة) من ارضه التاريخية، في حين ان قرار التقسيم مثلًا ينص على مناصفة الأرض وعلى اقامة نظام دمقراطي في كل دولة يضمن المساواة امام القانون لكل المواطنين.


وفي اطلالة شعرية متميزة الهبت االشاعرة الفحماوية فيروز محاميد لحضور بالقائها قصائد شعرية وطنية من تأليفها.

وبدوره، شكر الصحافي جدعون ليفي الحاضرين والداعيين لاتاحة الفرصة له لشرح الحالة العنصرية التي يعيشها المواطن الاسرائيلي اليهودي والمزايا "الفوقية" التي يتمتع بها، والتي تجعل هذا المواطن غير قادر على رؤية الاحتلال والظلم الواقع على شعب اخر. وتطرق ليفي الى دور الاعلام الاسرائيلي بقوله:

"الاعلام الإسرائيلي يشارك السلطة في المواقف بل هو ذراع وعميل لهذه السلطة، حيث يقوم بزرع بذور الخوف لدى الجمهور الاسرائيلي واظهار الآخر وكأن حياة الفلسطيني لا قيمة لها. هذا الاعلام ليس يساريًا، بل يقوم بترويج الرواية الواحدة التي تعكس موقف الحكومة ويكاد يتكلم بصوت واحد وموقف واحد. ولا يقوم الاعلام بعكس هموم العرب الفلسطينيين، بل يتنكر لهم رغم انهم مستهلكون لهذا لاعلام. كما وولا يعكس الاعلام التمييز الحكومي ضد المواطنين العرب في اسرائيل، فكم بالحري للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال". وقال ليفي: "قمت بزيارة ميدانية في الاراضي الفلسطينية مع وفد من جنوب افريقيا وقال لي اعضاء الوفد ان نظام الاحتلال اسوأ من نظام الابرتهاد الذي ساد جنوب افريقيا"، مشيراً الى ان "حلّ الدولتين بدأ يتلاشى كحل ممكن للقضية الفلسطينية مع استمرار توسيع الاستيطان وعدم وجود علامات لتغييرات سياسية في اسرائيل."

واختتم ليفي بالقول "اننا يجب ان نحافظ على الامل بان هذا الواقع سيتغيّر حتى لو من باب المعجزات غير المتوقعة، مشيرًا الى اتساع دائرة حركة المقاطعة الاقتصادية ضد اسرائيل علمًا ان حركة المقاطعة كانت عاملًا مركزيًا في انهاء نظام الابرتهايد في جنوب افريقيا."
وفي الختام، قدم جبارين وفريد ود. عفو اغبارية درعًا تقديريًا للصحافي ليفي تقديرا لنضاله العنيد والجريء ضد العنصرية وضد الاحتلال. كما وشكر المشاركون المصور والصحافي التقدمي الكس ليباك الذي رافق ليفي في الندوة.

واختتمت الامسية بمشاركات واسئلة من الجمهور الواسع الذي اثنى على مضامين الندوة وعلى اهمية العمل لانهاء الاحتلال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]