لا يزال المهجر الفلسطيني وبعد 68 عامًا من تهجيره، يحلم ويصر على حلمه بالرجوع إلى بلده، وهذا الحلم بالعودة هو يراود ملايين الفلسطينيين الذي هجروا عام 1948 من قراهم إلى قرى اخرى أو إلى دول مجاورة أو إلى مخيمات الشتات.
إلي ما اله أرض، ما اله عرض
عن تهجير قرية كفر برعم، أجرى مراسلنا حديثًا مع المهجر طعمة مغزل والذي بدأ حديثه قائلا: مَنعت السلطات الإسرائيلية المهجَّرين من العودة إلى ديارهم، وصادرت أراضيهم وأملاكهم وَفْق قوانين مختلفة، أهمّها قانون "أملاك الغائبين" لسنة 1950، حيث يعتبر المهجَّرين الفلسطينيّين في إسرائيل "غائبين" بحسب القانون الإسرائيلي، رغم بقائهم في وطنهم، بحجة تركهم قراهم الأصليّة، بصرف النظر عن الأسباب التي دفعتهم إلى تركها، اليوم الشعب اليهودي يحتفلون باغتصاب اراضي وقرى فلسطين وتشريد الاهالي من بيوتهم وقراهم ، ونحن في هذه الايام نتذكر ايام التشريد والاضطهاد، وما زالت حتى يومنا هذا دولة إسرائيل تمارس مصادرة اراضينا ونحن ما زلنا حتى يومنا هذا نعيش النكبة والتهجير والالم ، وهذه ليست ذكريات بل اننا ما زلنا نعيشها.
واضاف: حلمي الوحيد ان تحقق اسرائيل الدمقراطية الحقيقية والمساواة وعلى ارض الواقع وان تعيد كل مهجر الى ارضه وبيته، ان لم يسمحوا لي العودة الى قريتي فليعطوها لأبنائي واحفادي، والاهم هو ان لا نتخلى عن قريتنا مهما كلف الامر. والمثل يقول لما الو ارض ما الو عرض، مهما ملكنا ومهما اخذنا عن برعم لا نستغني، نريد ان نعيش هنا ونموت فيها، وبعد التهجير وبعد ان عشت في برعم اليوم برعم تعيش في قلبي وروحي وانفاسي، بالنضال والمثابرة نربي الاجيال على حب برعم وعدم التخلي عنها ليحملوا راية العودة والقضية الى كل زاوية في العالم ليعرفوا اننا ظلمنا واننا اصحاب حق بإذن الله لن يضيع مهما مر الزمن.
لنا عودة
وقالت الحاجة صبحية دوخي مهجرة من قرية سحماتا وتسكن اليوم في قرية ترشيحا: جميع اقاربنا هاجروا الى لبنان والدانمارك والمانيا وسوريا، وبقيت انا وحياة والدي رحمه الله. كنا نعيش اسلام ومسيحيين مع بعضنا البعض ومن يراهم لا يميز بينهم، حتى مختار القرية كان من مهجري كفر برعم من الطائفة المسيحية اسمه المختار قيصر، كنا وما زلنا اهل وسنبقى هكذا رمز للتعايش والمحبة والاخوة.
واضافت: مهما هدموا ومهما دمروا سحماتا في القلب والروح، كانت وما زالت، لن ولم نتركها مهما كلف الامر، دائما اجلس مع احفادي وابنائي واروي لهم القصص عن سحماتا وعن العيشة الهنية التي كنا نعيشها مسيحيين ومسلمين، على الشباب ان يستمروا في نضالهم وان يحملوا قضية الشعب الفلسطيني اينما ذهبوا ليعلم الجميع على اننا شعب مشرد عانا وما زال يعاني من القهر والظلم والتهجير، لنا عودة الى بيوتنا وتراب ارضنا بإذن الله عن قريب لأنه لا يضيع حق ورائه مطالب.
[email protected]
أضف تعليق