في خطوةٍ غير مفاجئة فاز الشاب علي جبارين، من مدينة يافا، في مباراة الـ Go التي عقدت في برلين مؤخرًا حيث حاز على المرتبة الأولى وفاز بجائزة قدرها 10 الاف يورو.
ويعتبر جبارين، البالغ من العمر 22 عامًا، الفلسطيني الأول الذي يمارس هذه اللعبة ويفوز بمراتب متقدمة جدًا على الصعيد الأوروبيّ والإسرائيليّ.
لعبة الجُو
وفي حديثٍ لـ "بكرا" مع جبارين قال عن لعبة الـ Go: لعبة الجُو Go (تسمى "ويتشى" باللغة الصينية و "بادوك" باللغة الكورية)، هي لعبة استراتيجية قديمة للاعبَيْن اثنين. نشأت في الصين منذ أكثر من الفي عامٍ مضى. وعلى الرغم من أن نظامها الأساسي بسيطٌ نسبيًا إلا أنها عميقة بالتفكير الاستراتيجي. تُلعب اللعبة من قبل اثنين من اللاعبين الذين يضعون بالتناوب الحجارة السوداء والبيضاء على التقاطعات الشاغرة (وتسمى "نقطة") على شبكة تتكون من 19 × 19 خطا، أي 361 تقاطعًا.
وأضاف جبارين: الهدف من اللعبة هو استخدام الحجارة واحدًا تلو الآخر لتطويق مساحةً أكبر من اللاعب الخصم. المساحة هي التقاطعات التي تطوقها حجارةٌ من لونٍ واحد. عكس الشطرنج، لا تتحرك الحجارة بعد وضعها على رقعة اللعب، وإن كان بالإمكان إزالتها إذا تم القبض عليها. تنتهي اللعبة عندما يستسلم أحد الخصوم أو بعد التنازل عن دورين متتاليين، عندها يبدأ عد حجم المساحة وعدد الحجارة التي قبض عليها لتحديد الفائز.
وقال جبارين: تعتبر الجُو أحد أهم الألعاب الاستراتيجية في العالم، ولها إتحادات، ولاعبون محترفون يمتهنونها، تمامًا كالشطرنج. قد تبلغ قيمة الجوائز الكبرى لبعض البطولات نصف مليون دولارٍ أو يزيد. مع ذلك، فلا يوجد إتحادٌ واحدٌ لها في عالمنا العربي أو فلسطينيًا.
في الصف السادس
وعن بداية تعرفه إلى اللعبة قال جبارين: معرفتي بهذه اللعبة بدأ قبل 10 سنوات، عندما كنت في الصف السادس، فقد تعرفت إليها عن طريق صديق لي، وبدأت بلعبها على الكمبيوتر. وقبل وصولي الـ 18 عامًا، وتحديدًا عام 2009، قررت أن أشارك في مباراة التصفية العالمية حيث تسجلت إليها وفزت في عدة القاب على مستوى أوروبا.
وأضاف جبارين: بعد المشاركات قررت أن أتقدم في اللعب وأطور من مهاراتي، حيث يُصَنف لاعبي الجُو بمستويات شبيهة بنمط الأحزمة في رياضات القتال كالكاراتيه والتيكواندو، ويبدأ اللاعب عند مستوى 30 كيو، وينقص هذا الرقم كلما ازداد قوةً حتى يصل إلى مستوى 1 كيو، بعدها ينتقل إلى مستوى 1 دان (أو "شودان") وهو بمثابة الحزام الأسود، يزداد بعدها هذا الرقم بإزدياد القوة حتى يصل إلى 9 دان بعد سنين، وقد وصلت اليوم إلى لقب الحزام الأسود الأول وانا مستمر في التقدم.
واسهب: للتقدم في المجال اسافر وأقضي فترات للتعلم في كوريا والصين، حيث تعتبر اللعبة هناك من أهم الألعاب ومواطني تلك البلدان يعتبرون الأقوى عالميًا فيها، حتى أنّ هنالك مدارس خاصة فقط للعبة الجو، ولا يتعلم الطلاب فيها غير مهارات التطور والتقدم في اللعبة.
وعن بطولة اوروبا في برلين والتي فاز فيها مؤخرًا قال جبارين: في العالم الأوروبيّ هنالك 5 أشخاص، انا منهم يحملون لقب دان في اللعبة، ومباراة برلين اختارت التصفية لأفضل 8 لاعبين وانا نلت المرتبة الأولى وحصلت على الجائزة النقدية.
عن طموحه
وعن طموحه قال جبارين: تعتبر لعبة الجُو تعبيرًا مجازيًا عن الحياة وصراعاتها. وتجعل اللاعب يرى الحياة بمفهومٍ أعمق وأشمل. يستفيد من تطبيقاتها الجميع، كما تهذب وتصقل عقل الإنسان العادي بل والأطفال أيضًا، لهذا نرى أن لها رواجًا في اسيا دون بلدات أخرى، طموحي هو أن اتغلب على الأسويين فيها وأفوز في بطولة العالم متقدمًا بالألقاب أكثر، وسأعمل على تحقيق ذلك.
[email protected]
أضف تعليق