لم يترك أهالي إقرث قريتهم خلال الحرب ، وفي تشرين الثاني عام 1948 طلب منهم الجيش الاسرائيلي مغادرة القرية ونقلهم في شاحنات الى قرية الرامة على أن يعودوا الى قريتهم بعد اسبوعين ، لكن الجيش الاسرائيلي لم يفي بوعده، فتوجه سكان إقرث بالتماس الى المحكمة العليا وحصلوا على قرار في 31 تموز 1951 يخولهم بالعودة الى بيوتهم، لكن حكومة اسرائيل لم تنفذ قرار المحكمة وقام الجيش بهدم القرية عشية عيد الميلاد في 24 كانون الاول عام 1951.
المهجر معروف اشقر (86 عاما) من مهجري إقرث قال: عندما ذهبنا الى المحكمة العليا كنا مواطنين في هذه الدولة، وعندما نطلب العودة الى اراضينا وقريتنا فهذا حقنا وليست سابقة لعودة اللاجئين الذين اضطروا لمغادرة ديارهم كما يدعي البعض، جميع الناس تسكن في اوطانها اما انا وطني يسكن بي وبضميري وبداخلي ، اشتاق الى وطني المدمر، ارى بيتي اطلالا دارسة تنتابني الغيرة والحسد وتثور بي نقمة عارمة عندما ارى ارضي مستغلة ولا استطيع الدخول اليها أو أن أرى ارضي مراعي لحيوانات المستوطن الدخيل الغاصب، عند ذلك لم يعد بوسعي عمل أي شيء.
يعودون إلى ترابها جثثا
واضاف: "عدو السلام يا وطن عمق جراحك ، عدو البشر احتلك واستباحك ، عم تصرخ يا وطن وعم نسمع صياحك، أسير انت يا وطن راح نطلق سراحك، عم تبكي يا وطن والاذان عم تسمع نواحك، نحن معك يا وطن نشارك في كفاحك، نحنا ولادك يا وطن ع منرفع سلاح "، حتى اليوم، ما زال أهالي إقرث يدفنون موتاهم في مقبرة القرية، فلا يعودون إلى ترابها إلاّ جثثاً، لكنّ شباب العودة يبثّون أملاً جديداً فيهم، ويشجعون الشباب للعودة إلى القرية، وإقامة احتفالاتهم فيها، حتى باتت مراسم الزواج تقام اليوم في كنيسة القرية، وكذلك الطقوس الدينية، بالرغم من كلّ الصعاب.
وانهى قائلا :70 عاما من الظلم ، الشتات والهجرة وما زلنا نحلم بالعودة الى بيتنا وارضنا ، فاذا سألتني عن حلمي فأقول وبكل صدق : ان اموت في إقرث " لكل قرية قصة ولكل قصة ذكرى يعيش شعبها على الذاكرة والامل .
[email protected]
أضف تعليق