بدأ المسيحيون في الاراضي المقدسة مطلع هذا الشهر بإحياء ما يسمى الشهر المريمي ، وهو شهر كامل يحتفل خلاله المؤمنون كل يوم بمريم العذراء عليها السلام، ويتأملون خلالها وجه المسيح ابنها، واسرار حياته الارضية، في كل يوم وفي جميع الرعايا، حيث يصلون خلال هذا الشهر المسبحة الوردية ويحتفلون بالذبيحة الافخارستية.
حول هذا الشهر العظيم لدى ابناء الطوائف المسيحية كان لمراسل موقع بكرا حديث مع قدس الأب سهيل خوري خادم كنيسة اقرث ومساعد في كنيسة طرعان والمرشد الروحي لعائلة مريم الجليلية .
وقال قدس الاب سهيل خوري : خصصت كنيسة روما في القرن السابع عشر شهر أيار لتكريم العذراء مريم عليها السلام ، ففي سنة 1683 عمم البابا اينوشنسيوس الحادي عشر على العالم أجمع تخصيص هذا الشهر لتكريم مريم البتول، وما عتمت هذه العبادة أن انتشرت في العالم، ثم في شرقنا منذ منتصف القرن التاسع عشر، وقد اختارت الكنيسة هذا الشهر كونه أجمل شهور السنة بربيعه وزهوره، ولأنه شهر الفرح ، الفرح الروحي الذي نلناه بقيامة السيد المسيح، وبصعوده إلى السماء، وهو شهر الرجاء بعنصرة جديدة تتحقق فينا، كما تحققت بحلول الروح القدس على التلاميذ المجتمعين في العلية حول مريم أمهم.
الخلاص البشري
واضاف: الكنيسة المقدسة اختارت هذا الشهر عيداً لأمنا مريم العذراء، أم الحياة والخلاص. وإذا احتفلت الكنيسة بتمجيد مريم أم المخلص في أعيادها، فلأنها تحتفل بالخلاص البشري الذي جاء على يد بذرة حياة الفادي الإلهي يسوع، تلك البذرة التي زرعت في أعماق كل مسيحي فجر استقباله سر العماد ، اختارت الكنيسة أن يكون الشهر المخصص لعبادة أمنا الطاهرة مريم أجمل أشهر الربيع، شهر أيار شهر الياسمين والزنبق، شهر الأقحوان والورد، ليعطي للناس صورة ناطقة للطهر والنقاء المنبعث من مريم، ذاك الطهر الذي يتعطر العالم بعبق رائحته الزكية، والذي يطيب ويكيف اتجاهات هذا العالم الذي يميل لكل موجة تقذفه، ولكل تيار يسيره نحو اتجاهه المنحرف.
واختتم قائلا : العذراء مريم توجهت نحو الميناء الأمين، ميناء السلام الذي لا نصل إليه إلا بواسطتها، فشهر مريم هو شهر العبادة، هو شهر الصلاة، هو شهر رفع التضرعات إلى عرش الله بواسطة مريم أن يرأف بالعالم ويوجهه نحو السلام، السلام الحقيقي الذي لا نقدر أن نحصل عليه إلا بالله، ولا يكون إلا بالله وبالاتحاد مع الله، إلا بالرضوخ لمشيئة الله.
[email protected]
أضف تعليق